EN 
المتهم محمد الريس.. الذي اعتنق الفكر القطبي القائم على تكفير الحاكم ومعاونيه ووجوب قتالهم في تسعينات القرن الماضي، ارتكب واقعة السطو المسلح على مكتب بريد المرج، وأنتهى به المشوار بالسجن المؤبد.
عاقبت محكمة جنايات أمن الدولة العليا، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، المتهم محمد محمد السيد مصطفى الشهير بـ "محمد الريس" مدير شركة تصدير، بالسجن المؤبد، على خلفية إتهامه في القضية رقم 484 لسنة 2021 جنايات المرج، والمقيدة برقم 629 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا، المعروفة إعلاميا بـ "سرقة مكتب بريد المرج".
اعترافات المتهم الرئيسي في سرقة مكتب بريد المرج
وخلال تحقيقات القضية، اعترف المتهم محمد الريس بتأسيسه وتوليه قيادة ثلاث مجموعات إرهابية اضطلعت اثنتين منها بالاستيلاء المُسلح على أموال مملوكة للدولة بغرض إنهاك مؤسساتها وصولا لإسقاط نظام الحكم القائم بالبلاد، وتولت الثالثة تأمين بعض التجمهرات التي نظمها تنظيم الإخوان، وإمداده أعضاء إحدى تلك المجموعات المسماة بمجموعة المرج بالأسلحة النارية لاستخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية، واشتراكه مع بعض أعضائها في تنفيذ عملية استهداف مكتب بريد المرج، والاستيلاء على الأموال المعهودة إلي موظفيه بطريق الإكراه الواقع عليهم.
وسرد المتهم محمد الريس في اعترافاته، اعتناقه الفكر القطبي القائم على تكفير الحاكم ومعاونيه ووجوب قتالهم، في غضون تسعينيات القرن الماضي، بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، وسبق انضمامه إلي الجماعة الإسلامية، وتلقيه في كنفها تدريبات عسكرية على استخدام السلاح الناري.
وعلى أثر أحداث ثورة 30 يونيو، شارك المتهم في تجمهرات رابعة العدوية ضمن فعاليات ما أسماه بتحالف دعم الشرعية، وإثر إعلان قيادات ذلك التحالف مخططها العدواني القائم على محاور ثلاثة "الإنهاك والإرباك والحسم"، شارك في تنفيذه بتأسيس ثلاث مجموعات عنقودية، الغرض منها تنفيذ عمليات عدائية تستهدف الأموال المملوكة للدولة بقصد استنزاف مقدراتها وصولا لإسقاط نظام الحكم القائم بها، وتوفير الأسلحة النارية والذخائر اللازمة لتنفيذ تلك العمليات.
وتابع المتهم محمد الريس، أن هناك تأصيل شرعي لذلك الغرض وما أسماه بـ دفع الصائل وشرعية استرداد المال المنهوب، وكانت أولى تلك المجموعات هي مجموعة أبو زعبل التي ضمت بين عناصرها شقيقه عمرو السيد واضطلع عناصرها بتنفيذ واقعة السطو المسلح على الأموال المعهودة إلي مكتب بريد قليوب، والأموال المعهودة إلي مكتب بريد قها، بينما أسس المجموعة الثانية لتأمين تجمهرات تنظيم الإخوان في المرج وشبرا الخيمة والمطرية والجبل الأصفر باستخدام الأسلحة النارية.
واضطلع بتدريب أعضاء المجموعة على استخدام تلك الأسلحة بإحدى الزراعات الكائنة بطريق الخانكة في الجبل الأصفر.
وأنه في غضون شهر فبراير 2015 أسس ثالث المجموعات وأسماها مجموعة المرج، وأحاط عناصرها بالغرض من تأسيس تلك المجموعة، فلاقى ذلك قبولهم وفي إطار إعداد أعضاء تلك المجموعة أمنيا وعسكريا كلفهم بالتواصل معه عبر خطوط اتصال غير مسجلة واجراء اتصالاتهم في غير أماكن إقامتهم و غلق هواتفهم المحمولة ابان فترات عدم استخدامها، كما كان لقائه بكل منهم دون الاخر لتلافي الرصد الأمني.
ودرب المتهم عضو من أعضاء المجموعة على استخدام السلاح الناري بزراعات كائنة بطريق الخانكة الجبل الأصفر واعتمدت تلك المجموعة في تمويلها على ما أمدها المتهم محمد الريس به من أسلحة نارية وذخيرة وسترات وأقنعة وقفازات وسيارة نقل مسروقة مطموسة المعالم.
سرقة مكتب بريد المرج
وأضاف المتهم محمد الريس أنه قام بإخفاء الأسلحة والذخائر والمهمات في وحدات سكنية استأجرها بمنطقة منشية الجبل وحانوت وفره المتهم الثالث في القضية كما أتخذ وشقيقه عمرو من الوحدتين السكنيتين في منشية الجبل ملاذا امنا من الملاحقة الأمنية، واقترح محمد الريس على أعضاء المجموعة استهداف مكتب بريد المرج، وسرقة ما به من أموال كرها عن موظفيه، فلاقى ذلك قبولهم ونفاذا لذلك رصد المكتب مرتين الأولى قبل التنفيذ بقرابة شهر ورافقه متهم أخر، والمرة الثانية قبل التنفيذ بيوم واحد ورافقه شقيقه للوقوف على مداخله ومخارجه وقوام العاملين به وأعداد مرتاديه والقوات المرابطة لتأمينه.
وحددوا يوم التنفيذ مع اليوم المخصص لصرف المعاشات الشهرية، واستقلوا السيارة وبحوزة كلا منهم بندقية آلية، وتقدمهم المتهم الرابع في القضية وبوصولهم ارتدوا الأقنعة ودلفو إلي المكتب وأطلقوا عدة طلقات نارية صوب الحاجز الخرساني للمكاتب الأمامية لبث الرعب في نفوس المتواجدين في المكتب، فمنهم من لاذ بالفرار ومنهم من قبع بمكانه، ثم تسور المتهم عمرو شقيق محمد الريس حاجز الموظفين الزجاجي واستولى على الأموال.
