قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وزير الأوقاف: الجمال اللفظي والمعنوي يتدفق من كتاب الله عز وجل

القرآن الكريم
القرآن الكريم
2325|محمد شحتة   -  

نشر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مقال على صفحته الرسمية على فيس بوك ، تحت عنوان “الجمال المعنوي في القرآن الكريم”.

وقال وزير الأوقاف، إن الكمال لله (عز وجل) وحده ، ولكلامه ، ولكتابه العزيز ، فهو كتاب الكمال والجمال لغة وأسلوبًا ومعنى ، فالجمال اللفظي والمعنوي معًا يتدفقان من كتاب الله (عز وجل) تدفقًا لا حدود له ولا شاطئ له ، يقول الإمام عبد القاهر الجرجاني : هو الكلام الذي يهجم عليك الحسن منه دفعة واحدة ، فلا تدري أجاءك الحسن من جهة لفظه ، أم من جهة معناه ، فلا تكاد الألفاظ تصل إلى الأذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب.

وتابع: وقد عنى القرآن عناية بالغة بترسيخ كل جوانب الجمال في حياتنا ، فتحدث عن القول الحسن الجميل لكل الناس في قوله تعالى : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة : 83) ، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين ، موحدين أم غير موحدين ، بل طالبنا القرآن الكريم أن نقول ما هو أحسن لا ما هو حسن فحسب ، حيث يقول الحق سبحانه : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (الإسراء : 53)، كما أن الحديث بالتي هي أحسن نعمة ومنّة وهداية وتوفيق من الله (عز وجل) ، حيث يقول سبحانه : { وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }(الحج : 24)، وقد كان الصحابة (رضوان الله تعالى عليهم) دائمًا ما يتخيرون الألفاظ والكلمات الطيبة ، حيث مرَّ سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) على قوم يوقدون النار بالليل ، فقال : " السلام عليكم يا أهل الضوء" ، ولم ينادهم (رضي الله عنه) بأهل النار كراهية إدخالهم تحت لفظ أهل النار ولو لفظًا.


وتحدث القرآن الكريم عن الدفع الحسن الجميل ، وهو مقابلة السيئة بالحسنة ، وليس مقابلتها بالسيئة ، فمنزلة الصفح والعفو منزلة عظيمة وعالية ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }(فصلت : 34-35)، ويقول (عز وجل) : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (الفرقان : 63).


وتحدث عن التحية الجميلة ، فقال سبحانه : {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ الله كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} (النساء : 86) ، فالإسلام دين السلام ، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي السلام ، وتحيتنا السلام ، وتحية أهل الجنة السلام ، قال تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} (الأحزاب : 44) ، وقال سبحانه : {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار} (الرعد : 24) .


وتحدث القرآن الكريم عن " العطاء الجميل"، وهو الذي لا مَنّ فيه ولا أذى معه ، حيث يقول الحق سبحانه :{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة : 262)، ويقول سبحانه : {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران : 92) ، وجاءت عجوز إلى الإمام الليث بن سعد (رحمه الله) تطلب كأسًا من العسل ، فقال : أعطوها زقًّا (وعاءً كبيرًا) فقالوا : يا إمام إنما طلبت كأسًا ، فقال : هي طلبت على قدر حاجتها ونحن نعطي على قدر نعم الله (عز وجل) علينا.