الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معركة المدفعية الحاسمة.. المخابرات الأوكرانية: ذخيرتنا تنفد ونعتمد على الأسلحة الغربية

الجيش الروسي
الجيش الروسي

وسط معارك طاحنة للسيطرة على إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، تتبادل القوات الروسية والأوكرانية القصف بشكل يومي، ويحاول كل طرف إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالطرف الآخر، وتلعب موارد الجانبين العسكرية من الأسلحة والذخيرة دورًا حاسمًا في تحديد صاحب اليد العليا.

وحذر نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي من أن القوات الأوكرانية تُمنى بهزائم أمام القوات الروسية في مواقع التماس والخطوط الأمامية للمعارك، وقد باتت تعتمد بشكل شبه كامل على إمدادات السلاح الواردة من دول الغرب لوقف تقدم القوات الروسية.

وقال سكيبيتسكي، في حديث لصحيفة "الجارديان" البريطانية "إنها حرب المدفعية الآن. الخطوط الأمامية هي المكان الذي يتحدد فيه مصير المستقبل، ونحن نخسر معركة المدفعية. كل شيء يعتمد الآن على ما يمدنا بعه الغرب. لدى أوكرانيا قطعة مدفعية واحدة مقابل كل 10 أو 15 قطعة مدفعية روسية. شركاؤنا الغربيون أعطونا عُشر ما لدى الروس".

وتستخدم أوكرانيا ما بين 5000 و6000 قذيفة مدفعية يوميًا، وفقًا لسكيبيتسكي، الذي أضاف "لقد استنفدنا تقريبًا جميع ذخائرنا المدفعية ونستخدم الآن قذائف الناتو من عيار 155 ملم. تقدم أوروبا أيضًا قذائف من أعيرة صغيرة، لكن مع نفاد قذائف أوروبا تقل الكمية".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، إن ما بين 60 و100 جندي أوكراني يموتون كل يوم وأن 500 آخرين يصابون. وأبقت أوكرانيا العدد الإجمالي لخسائرها العسكرية سرا.

وشدد سكيبيتسكي على حاجة أوكرانيا إلى الغرب لتزويدها بأنظمة صاروخية بعيدة المدى لتدمير قطع المدفعية الروسية من بعيد. وأخبر المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش صحيفة الجارديان هذا الأسبوع أن أوكرانيا بحاجة إلى 60 راجمة صواريخ لتكون هناك فرصة لهزيمة روسيا في معركة المدفعية، وهو عدد أكثر بكثير مما وعدت به حتى الآن المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تطلب أوكرانيا من الغرب قائمة بالأسلحة والمعدات الدفاعية في اجتماع مجموعة الاتصال مع الناتو في بروكسل في 15 يونيو. ويعتقد سكيبيتسكي أن الصراع سيظل في الغالب حرب مدفعية في المستقبل القريب وأن عدد الهجمات الصاروخية التي يمكن إطلاقها من روسيا والتي أصابت المدنيين ستظل على معدلاتها الحالية.

وفي الشهر الأول للحرب، دأبت روسيا على قصف أوكرانيا بالصواريخ، لكنها تباطأت في الشهرين الماضيين. وتؤكد الأرقام الأخيرة التي نشرها قائد القوات المسلحة الأوكرانية أن روسيا تطلق ما بين 10 و14 صاروخًا في اليوم. ويكلف تصنيع الصواريخ ثمنًا باهظًا، ويمكن أن يكلف كل صاروخ ما بين بضع مئات الآلاف من الدولارات إلى عدة ملايين.

وقال سكيبيتسكي "لقد لاحظنا أن روسيا تنفذ هجمات صاروخية أقل بكثير وتستخدم صواريخ H-22. إنها صواريخ سوفييتية قديمة تعود إلى السبعينيات، وهذا يدل على أن الصواريخ تنفد لدى روسيا أيضًا".

وأوضح سكيبيتسكي أن روسيا غير قادرة على إنتاج الصواريخ بسرعة بسبب العقوبات وأنها استخدمت حوالي 60 في المائة من ترسانتها الصاروخية.

فيما يتعلق بخطوط المواجهة الثلاثة، قال سكيبيتسكي إن معظم القوات الروسية تتركز الآن في منطقة دونباس وتسعى لاحتلال الحدود الإدارية لجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك. وأوضح إن هذه المنطقة تشهد أعنف معارك المدفعية.

وفي شمال شرق أوكرانيا حول خاركيف، قال سكيبيتسكي إن القوات الروسية كانت تركز على الدفاع بعد أن دفعها الهجوم المضاد الأوكراني إلى الخروج من عدة بلدات وقرى في المنطقة في مايو.

وأخيرًا، في زابوريجيا وخيرسون جنوبي أوكرانيا، اللتين أكملت القوات الروسية احتلالهما، تعكف الأخيرة على تشييد خطوط دفاع مزدوجة وثلاثية الأنساق.

وتعتقد المخابرات العسكرية الأوكرانية أن بإمكان روسيا الاستمرار في الحرب بالوتيرة الحالية دون تصنيع المزيد من الأسلحة أو تعبئة السكان لعام آخر.