الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تهديد المواطنين الإسرائيليين بتركيا.. فخ لإيران أم نقل الصراع إلى منطقة أخرى؟|قراءة

إسرائيل تطالب مواطنيها
إسرائيل تطالب مواطنيها بمغادرة إسطنبول فورا

شهدت الفترة الماضية مناوشات كبيرة بين إسرائيل وإيران بسبب قيام تل أبيب بتوجيه عدة ضربات لأهداف إيرانية داخل سوريا ولبنان والعراق.

مناوشات بين إيران وإسرائيل 

تهديدات إيرانية وإسرائيلية 

وقامت إسرائيل بتوجيه عدة ضربات متكررة داخل أراضٍ عربية قالت إنها تستهدف بها الوجود الإيراني داخل تلك الدول، خاصة سوريا.

وتعمل إسرائيل منذ فترة على استهداف الوجود الإيراني داخل المنطقة، كما أنها أكدت مرارا وتكرارا على لسان رئيس وزرائها نفتالي بينت أنها لن تترك إيران تمتلك سلاحا نوويا، وأنها ستقوم بتوجيه ضربة استباقية لعدد من الأهداف داخل إيران.

التصريحات الإسرائيلية لم تتوقف عند هذا الحد، بل عملت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية على إفشال المحادثات الخاصة ببرنامج النووي الإيراني ما بين طهران والدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي رفضت رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب، وفقا لطلب من إسرائيل.

واستمرارا لمسألة الشد والجذب، طلبت إسرائيل من مواطنيها الذين يزورون مدينة إسطنبول التركية مغادرتها "على الفور"، محذرة من وجود "تهديدات" إيرانية.

وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، أمس الاثنين، عن "خطر حقيقي وفوري"، وذلك بعد أنباء عن إحباط هجوم إرهابي إيراني في المدينة الشهر الماضي، وأن هذا الهجوم الذي أحبط مجرد واحد من عدة هجمات خططت لها إيران.

وأضاف لابيد: "إذا كنت بالفعل في إسطنبول، فارجع إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن"، "وإذا كنت قد خططت لرحلة إلى اسطنبول - فالغها لا توجد عطلة تستحق حياتك"، وحذر الوزير الإسرائيلي من السفر إلى تركيا بصورة عامة ما لم يكن هذا السفر "ضروريا".

وقال: "أريد، من هنا، أن أنقل رسالة إلى الإيرانيين أيضا، من يؤذي الإسرائيليين لن يفلت من العقاب ذراع إسرائيل الطويلة ستصل إليهم، بغض النظر عن مكان وجودهم".

 وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد 

وتتهم طهران إسرائيل بتنفيذ سلسلة من الاغتيالات استهدفت مسئولين إيرانيين بارزين في المجالات النووية والعسكرية.

وقال إن بعض الإسرائيليين الذين سافروا مؤخرا إلى تركيا قد عادوا "دون أن يعرفوا أن حياتهم قد أُنقذت"، وإن المهاجمين المزعومين كانوا يستهدفون مواطنين إسرائيليين "من أجل خطفهم أو قتلهم".

وفي وقت سابق، تحدثت محطة إذاعية إسرائيلية عن خطط إيرانية لخطف إسرائيليين في تركيا قبل شهر، مشيرة إلى أنها أُحبطت بعد أن نبهت إسرائيل أنقرة بشأن التهديدات.

وقال لابيد إن "الجهود الضخمة" التي تبذلها قوات الأمن الإسرائيلية أنقذت "أرواح الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة"، وشكر الحكومة التركية على مساهمتها و"الجهود التي تبذلها لحماية حياة المواطنين الإسرائيليين".

وتعد تركيا مقصدا سياحيا شهيرا للإسرائيليين، إذ يعمل البلدان على إصلاح العلاقات بينهما بعد أكثر من عقد من العلاقات المتوترة.

القادم الأسوأ في العلاقات الإيرانية الإسرائيلية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية، إن تحذير إسرائيل لإيران يأتي في إطاره، خاصة أن مخاوف إسرائيل الأمنية من وقوع عمليات إيرانية ردا على استئناف سياسة الاغتيالات التي تمت في الفترة الماضية وشملت قيادات من الحرس الثوري.

وأوضح فهمي، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الأمر الأخر هو وجود تهديدات مباشرة ومقابلة من إيران باستهداف ليس أشخاصا فقط متواجدين في تركيا ولكن في دول العالم الأخرى، وبالتالي وجود مخاوف حقيقية بأن يكون هذا الأمر مرتبط باستراتيجية جديدة لتركيا بالخروج إلى خارج الإقليم، فتركيا كانت ترد في منطقة الخليج العربي وكان تركيزها على الناقلات ومحاولة عرقلة حركة التجارة العالمية والدولية مع تسخين جبهة العراق أحيانا وجنوب سوريا في أحيان أخرى.

وتابع: “أما اليوم فأجهزة المعلومات، خاصة الموساد، حذرت خلال الفترة الأخيرة من إمكانية وجود استهداف للمواطنين أو الرعاية أو سفارات أو قنصليات إسرائيلية كبيرة في الخارج، وهذا بالفعل مكمن الخطورة في هذا التوقيت، خاصة أن إسرائيل لديها أهداف عديدة، وإن فتح بنك الأهداف من قبل إيران فلن يقتصر فقط على تركيا، بل على المصالح الإسرائيلية الأخرى سواء في الإقليم أو خارجه”.

وأكد أنه بالفعل يوجد استعدادات مقابلة، لكن إذا قام الجانب الإسرائيلي أيضا بالرد لأنه يقوم بعمليات في عمق إيران، لكن إيران إذا اتسعت باستهداف مصالح اقتصادية وشركات وسفارات وقنصليات ومواطنين ورعايا في تركيا وخارجها سيكون نقلة نوعية جديدة للجانب الإيراني، ولكن حتى الآن لم يوجد فعل إيراني عما يجري.

وأضاف: “القادم هو الأسوأ في إطار العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، فالمناسبة تركيا هي ملعب للطرفين، وبالتالي يوجد عمليات تجسس وتجنيد تتم على أعلى مستوى في هذه المنطقة، وهي منطقة تماس استراتيجية بين الطرفين، وفي كل الأحوال هناك تخوفات حقيقية بأن يكون هناك مد لهذا ردا على سياسة الاغتيالات التي تقوم بها إسرائيل لقادة عسكريين، فأيضا ربما يتم تطوير هذا ليشمل أهدافا أخرى لدى إيران ليس في الخليج ولكن أيضا في الخارج”.

الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية

دخول في حرب أمر مستبعد لعدة أسباب 

واختتم: “ولكن الدخول في حرب أمر مستبعد لأن هناك وسائل أخرى تقوم بها إسرائيل في العمق الإيراني، وهناك ضغوطات أمريكية لعدم وقوع صدامات، وإذا تمت الصدامات ستكون محدودة في العمق الإيراني، وستكتفي إسرائيل بعمليات أمنية واستخباراتية واستئناف سياسة الاغتيالات وعمليات الأمن السيبراني والاختراقات للنقل اللوجيستي والأهداف داخل إيران، وبالتالي هذا أمر مريح وغير مكلف، وهذا هو المطروح الآن لدى إسرائيل بجانب التنسيق الأمريكي في أعلي مستوى بين الطرفين في هذا الإطار”.