يستمر النائب مصطفى بكري في مواصلة سرد حلقاته المخصصة لرصد تاريخ العائلات البرلمانية فى مصر، والتي لعبت أدوارًا مهمة في تاريخ الحياة النيابية المصرية، منذ نشأة «مجلس المشورة» فى عهد محمد على 1829، مرورًا بكافة المجالس والبرلمانات التى سبقت قيام ثورة 23 يوليو.
وخصص مصطفى بكري حلقته الـ 26 للحديث عن تاريخ عائلة «العديسي» وهي واحدة من أبرز عائلات الصعيد التي كان لها دورها البرلماني المتميز منذ إنشاء مجلس شورى النواب في عام 1866، مرورًا بالعديد من المجالس النيابية الأخرى.
وتقع قرية العديسات، التى يرجع أصل تسميتها إلى الشيخ أحمد علي إسماعيل العديسي، على بُعد 700 كم جنوب القاهرة على ضفاف النيل ويفصلها عن قرية الطور جنوب الأقصر جسر ممتد من النيل حتى الصحراء.
وكان الشيخ أحمد باشا العديسى يقوم بتوريد العدس إلى الجيش المصري خلال هذه الفترة فأطلق عليه الخديوى إسماعيل لقب «العديسي»، وقد تولى منصب عمدة السلامية التى سُميت بالعديسات بعد ذلك تكريمًا له.
وتم انتخاب الشيخ أحمد علي إسماعيل العديسي في الهيئة النيابية الأولى لمجلس شورى النواب في الفترة من 1866- 1869، بينما انتخب في الهيئة الثانية للمجلس من 1870- 1873 الشيخ أحمد نصير، عمدة المحاميد وجد السيد ضياء رشوان نقيب الصحفيين ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات.
أصولها تعود للجزيرة العربية.. وجدهم الأكبر الأمير حمد أبو جعافر
ويعد أحمد باشا العديسي هو عميد عائلة العديسي التي تنتسب إلى الأمير حمد بن الشريف محمد أبو جعافر والذي تولى إمارة الطور عام 675هـ فى عصر السلطان الظاهر بيبرس حاكم مصر فى عهد المماليك (1) حيث تنتمي القبيلة إلى الجزيرة العربية.
وكان والد أحمد باشا العديسي علي إسماعيل النصيرابى من كبار ملاك الأراضى الزراعية.
وكانت للنائب أحمد باشا العديسي مواقفه داخل مجلس شورى النواب، حيث تصدى لمشروع حكومة نوبار باشا بإشهار إفلاس مصر كسبيل لحل مشكلة الديون الخارجية، حيث انضم لزملائه في التصدي لهذا المشروع حتى تم إفشاله وأجبرت الحكومة على سحبه.
أحمد باشا العديسي رفض إشهار إعلان إفلاس مصر وكان هو صاحب فكرة سد أسوان
وانتخب أحمد باشا العديسي عضوا بمجلس النواب المصري في عهد الخديو توفيق 1881- 1882م عن مديرية إسنا، وقد اختير عضوا بلجنة العشرة التي تولت الرد على خطاب العرش في يوم الخميس 29 ديسمبر 1881م.
وتقدم أحمد باشا العديسي بأول اقتراح في مصر يقضي بإنشاء خزان لمياه النيل في أسوان.
واستقال من المجلس لتعيينه مفتشا لأرمنت والمطاعنة بالدائرة السنية، وتم قبول استقالته، وتوفى عام 1898م بعد حياة حافلة بالعطاء.
وانتخب الشيخ خليل أحمد العديسي لعضوية الجمعية العمومية عن مديرية قنا ضمن الأعضاء المندوبين في الهيئة النيابية الخامسة وعددهم 46 مندوبًا عن الملك من أول فبراير سنة 1909 إلى 31 مارس 1912م.
وفي الهيئة الثالثة لمجلس النواب التي أعقبت دستور 1923م (1926- 1928م) تم انتخاب علي أحمد العديسي الذي توفي في نوفمبر عام 1927، وانتخب بدلا منه محمد بك خليل العديسي والذى فاز في 11 يناير 1927، ووالدته هى شقيقة والدة أمير الشعراء أحمد شوقى.
وفي الهيئة النيابية الرابعة عام 1930- 1936 تم انتخاب حسن بك أحمد العديسي عضوًا بمجلس النواب، وكان قد سبق انتخابه عضوًا بمجلس الشيوخ عام 1924- 1930، فاضطر للاستقالة من مجلس الشيوخ بعد انتخابه لعضوية مجلس النواب وكانت لديه ملكية واسعة من الأراضي تزيد على الألف فدان.
عبد المنعم العديسي كان من الضباط الأحرار واستشهد فى معارك 1948
وحسن بك العديسي هو والد الشهيد المقدم عبد المنعم حسن العديسي وقد كان من الضباط الأحرار وقريبا من الضابط جمال عبد الناصر والذي جمعت بينه وبين الفنانة شادية رحمة الله عليها قصة حب انتهت بخطبتهما، ولكنه استشهد فى 20 يونيو 1948 أثناء مشاركته في عملية فدائية بقرية أسدود.
وتلاه بعد ذلك انتخاب أحمد عبد الرؤوف حسن العديسي عضوًا بمجلس النواب عام 1950، ثم علي عبد العزيز حسن العديسي الذي انتخب عضوًا بمجلس الشورى لأكثر من دورة في الفترة من 1989- 2010