الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لم تتخلى عن مصر في وقت عزلتها .. كيف دعمت عمان القاهرة بعد اتفاقية كامب ديفيد

الرئيس السادات مع
الرئيس السادات مع السلطان قابوس

تعد العلاقات المصرية العمانية ذات طابع خاص وفريد بين العلاقات الدولية لكلا البلدين، حيث تتسم بالود والصداقة على مدار تاريخ إنشاء العلاقات الثنائية بين مسقط والقاهرة، كما أنها لا تتأثر بأي تحولات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية عالمية أو إقليمية.

بدأت العلاقات بين البلدين منذ أكثر من  من 3500 عام، فالتبادل التجاري بين البلدين بدأ بين قدماء المصريين وأهل عُمان، حيث كان يتم تصدير اللبان العُماني الشهير من ظفار إلى مصر، بل إن الملكة المصرية حتشبسوت زارت ظفار في رحلة تاريخية ما يدلل على حضارة البلدين وعلاقاتهما التي تضرب في جذور التاريخ.

زيارة الرئيس السيسي لعمان

وتكليلا هذه العلاقات التاريخية والأخوية بين مصر وعمان، سيقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى العاصمة العمانية مسقط غدا الاثنين، في زيارة تستغرق يومين.

وتأتي الزيارة لتوطيد للعلاقات الأخوية الراسخة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، ودعمًا لأوجه التعاون الثنائي القائمة بينهما، كما تعد انطلاقًا من حرص قيادتي البلدين على كل ما من شأنه تعزيزها وتطويرها نحو آفاق أرحب لمستقبل أكثر إشراقًا ونماءً وازدهارًا.

وتتضح العلاقات الفريدة بين البلدين في المواقف الأخوية والصادقة التي كانت تأتي في أصعب الأوقات والظروف التي تمر بها الدولتان، خاصة موقف السلطنة العمانية من قطع علاقات الدول العربية مع مصر بعد اتفاقية السلام بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

رفض عمان للمقاطعة العربية لـ مصر

برهنت عمان على قوة العلاقات بينها وبين مصر التي لا تتأثر بأي متغيرات سياسية، والثقة التي توليها السلطنة في القيادة المصرية وحكمتها في التعامل مع الظروف الدولية والإقليمية والداخلية، وعلمها بالمتغيرات التي تطرأ على الإقليم وكيفية التعامل معها بناء على مصلحة كل دولة.

ربطت العلاقات الطيبة السلطان قابوس بمصر، طوال 50 عامًا هي فترة توليه الحكم، التي بدأت في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات. حيث إنه في يوم 9 نوفمبر من عام 1977 عندما قرر الرئيس الراحل أنور السادات مبادرته للسلام مع إسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، اتخذت الدول العربية قرارها بالمقاطعة لمصر، ولكن عُمان رفضت قطع علاقتها مع مصر، وصرح السلطان قابوس قائلا: "إن مصر لا تقاطع ولا تعزل ولا تموت".

ووفقا لموقف السلطنة ومن مبدأ سياستها الحكيمة، أيد السلطان قابوس القرار المصري وخياره المضي قدما في طريق السلام، مؤكدًا أنه لا تدخل في سياسة مصر التي تسعى لمصالحها، وأكد أيضًا استمرار دعمه السياسي والاقتصادي اللامحدود لمصر حتى يستفيق العرب من قرارهم الظالم الذي استمر من عام 1979م إلى عام 1989م.

ويعد السلطان قابوس هو الزعيم العربي الوحيد الذي لم يقطع علاقته بـ مصر إطلاقًا طوال تاريخ العلاقات بين البلدين، وهنا، نتذكر سفير سلطنة عُمان الذي قُتل مع الرئيس أنور السادات في حادث المنصة الشهير في 6 أكتوبر1981.

مساعدة عمان في حرب أكتوبر 

وبسبب العلاقات التاريخية والطيبة بين البلدين استقبل القائد المنتصر محمد أنور السادات في يوم 24 من نوفمبر عام 1973، بعد نصر أكتوبر العظيم، مرتديًا زيه العسكري في المطار، السلطان قابوس الذي نزل من طائرته مرتديًا زيه العسكري أيضًا، في إشارة إلى وقوف عمان وتأييدها للحرب وتهنئته لمصر بنصرها على المحتل الإسرائيلي.

وفي أثناء حرب أكتوبر أيضا، أطلق السلطان قابوس مبادرة تاريخية، حينما أصدر مرسومًا بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، مع إرسال بعثتين طبيتين عُمانيتين لـ مصر.

العلاقات المصرية العمانية الاقتصادية

تقوم العلاقات المصرية العمانية على تعزيز التعاون التجاري والصناعي والاستثماري المشترك بين البلدين، وتستهدف تعزيز معدلات النمو الاقتصادي لمصر وعُمان، فيصل حجم التبادل التجاري بين مصر وسلطنة عُمان إلى حوالي 500 مليون دولار .

  • تبلغ الاستثمارات العُمانية بالسوق المصرية 77.5 مليون دولار موزعة على 92 شركة في مجالات الصناعة والسياحة والإنشاءات والزراعة.
  • تبلغ الاستثمارات المصرية بالسوق العماني 680 مليون دولار موزعة على 142 شركة متخصصة في مجالات البنية التحتية ومشروعات الطرق والاستثمار العقاري.
  • تمثل الصادرات المصرية لعمان في منتجات الألبان ،المنتجات الزراعية ،آلات ومعدات الكهربائية، الراتنجات، اللدائن الاصطناعية، محضرات الخضر، منتجات الخزف، المستحضرات الدوائية، المراجل، الزيوت العطرية، المنتجات الكيماوية والنحاس ومصنوعاته.
  • تتمثل الواردات المصرية من عمان في الحديد وصلب الفولاذ ومنتجاته، الأسماك والقشريات، آلات وأجهزة ومعدات ومنتجات كيماوية عضوية، بترول ومنتجات بترولية ووقود معدني، وزيوت معدنية.