الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا يجب أن تبتعد بسنت حميدة عن الإعلام؟

رشا شكر
رشا شكر

حصلت العداءة المصرية بسنت حميدة على ذهبيتين في مسابقات العدو بدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط والتي أقيمت بمدينة وهران بالجزائر، وهي أول مصرية تحقق هذا الفوز الرائع في هذا المضمار وهي أيضاً سابقة رياضية جديدة لسيدة مصرية.

حققت بسنت حميدة انجازاً رياضياً نفتخر به جميعاً كمصريين. وهنا لي نصيحة لبسنت حميدة أملاً في أن تستكمل نجاحها على المدى البعيد وتستثمر فيه وأن تشاركنا نجاحها بأن تكون مُلهمة وليست مجرد خبر أو مانشت أو لقاء تليفزيوني عابر لحدث جاري والنصيحة هي أن تبتعد عن الإعلام ولقاءات الإعلام وأن تستثمر وقتها في مخاطبة الأجيال الناشئة بلغتهم.

أولاً: حتى لا تنطفئ نجوميتها سريعاً بسبب ما حققته في دورة ألعاب البحر المتوسط. ولأن الإعلام في معظم الأحيان يلاحق الجاري بسبب ما يسمى "الترند" أو الطبيعة الإخبارية للإعلام بشكل عام فحتماً سيأتي من يحقق بعدها إنجازاً فيصبح هو أو تصبح هي الحدث الجاري الذي يلهث ورائه الإعلام ولنا في ذلك أمثلة كثيرة لأبطال وبطلات نعتز بيهم جميعاً.

ثانياً: أود أن أُذكر بسنت حميدة إنها أصبحت نجمة تتلألأ في سماء الرياضة بعيداً عن الإعلام. أصبحت نجمة رياضية لأنها اجتهدت ولإنها قامت بمجهود في التدريبات ولأنها تمتعت بكثير من الانضباط والإلتزام مما ساعدها للتأهل لهذا المستوى الرائع الذي سيأخذها إلى مراتب أعلى إن استمرت بهذا الاجتهاد والسعي للنجاح.

ثالثاً وهذا هو الأهم هو إننا نحتاج بسنت حميدة أن تكون نموذجاً مُلهماً لمشهد الرياضة المصري وخاصة الفتيات الرياضيات الناشئات وعائلاتهم. وهذا يحتاج أكثر من مجرد لقاءات تليفزيونية وقتية لا تراها الفتيات الصغيرات في معظم الأحيان. نريد بسنت حميدة رياضية مؤثرة كتأثير الملك محمد صلاح، فمحمد صلاح امتلك لقب ملك الملاعب ليس لأنه ملك الأحاديث التليفزيونية والصحفية ولكنه الملك لأن نجاحه وُلد في الملاعب أمام أعين الملايين في العالم والأهم إنه ابتعد عن الإعلام واللقاءات بشكل عام ولأنه آثر التأثير على الانتشار الوقتي والشهرة في نهاية الأمر نسبية. 

نريد بسنت حميدة مؤثرة وليست منتشرة إعلامياً بشكل وقتي كما حدث لغيرها من الرياضيات المصريات. لغة مخاطبة النشئ والفتيات لم تعد اللقاءات التليفزيونية النمطية في عصر الإعلام الرقمي آي التفاعلي والتشاركي والذي أصبح لغة الشباب والشابات في العصر الحديث.

أرى في بسنت حميدة فرصة لا يجوز إهدارها وأيضاَ نموذجاً شاباً واعداً نحتاجه بشدة ونموذجاً لإمرأة مصرية عصرية يمكن أن تكون شديدة التأثير خارج بعض الانترفيوهات واللقاءات الإعلامية باهتة التأثير على الأجيال الناشئة. 

أريد أن أرى في بسنت حميدة ما يُلهم الفتيات أن يأخذوا منها قدوة بعد كل الحفاوة التي تلقتها من المجتمع المصري والعربي قدوة لكل القيم التي تم إعلانها تلقائياً مع نجاحها المبهر في الجزائر. نحن نريد أن نُعلي قيم السعي والاجتهاد والالتزام والانضباط والحرص على تحقيق الأهداف التي ترفع علمُنا خفاقاً وترتقي بالمجتمع اجتماعياً وتأخذ بأيدي فتياتنا إلى عوالم أكبر، إلى قدراتهم على تحقيق ذاتهم وإلى غرس قيم الثقة بالنفس التي تحميهم من الإنزلاق في أخطاء ناجمة بسبب الإحساس بعدم الأمان أو عدم الثقة  لتحقيق الذات وتحقيق أحلامهم. 

أرى أن على بسنت حميدة الاتجاه إلى عمل حساب على انستجرام تشارك به المجتمع روتين حياتها الرياضي ونظام غذائها الصحي وعاداتها الحياتية الصحية وعلاقاتها المتوازنة لكل من شاركها النجاح من مؤسسات رياضية ودعم أسري وذلك من خلال خبراء تواصل والتي أدت بها إلى هذا التميز الرياضي، وسيتابع الإعلام هذا الحساب لنقل أخبارها المفيدة والإيجابية كما تابع أخبارها في الجزائر. 

أود أن أرى بطلتنا الجميلة تخاطب مجتمعنا بعصريتها ونجاحها كل يوم بما يُلهم الجميع من عادات تتطور وترتقي بأسلوب حياة أجيال قادمة تسعى للنجاح وربما ينقصها القدوة. فلتكن بسنت حميدة بعصريتها وتميزها الرياضي.