الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صائد الجوائز

عمر الشريف .. حكاية دخوله السجن بسبب لورانس العرب

 عمر الشريف
عمر الشريف

يحل اليوم ذكرى رحيل الفنان العالمى عمر الشريف والذى قدم عديدا من الأعمال الفنية سواء داخل مصر أو خارجها لتظل علامة فى تاريخ الفن المحلى والعالمى ويظل عمر الشريف ايقونة فى السينما المصرية ورمزاً يفتخر به العرب. 

ونرصد فى التقرير التالى ابرز المعلومات عن الفنان الراحل عمر الشريف الذى حصل على عديد من الألقاب منها لورانس العرب والقيصر. 

عمر الشريف 

حياة عمر الشريف 

ولد عمر الشريف 10 أبريل 1932، وكشف عمر الشريف أن والدته من طنطا ووالده من الإسكندرية، ولكن أصول عائلته تعود لأصول سورية، حيث كان آباؤهم من دمشق، ولكن والداه وأجداده ولدوا جميعهم فى مصر.

وقال عمر الشريف إن أجداده الأربعة من شلهوب، بيت حبيب فى سوريا، وعقب قائلا: "أمى لجدتى الوحيدة من أجدادى اللى أعرفها والباقيين ماتوا، وكان اسمها عبلة العبد الله من الشام، وكل أجدادى هاجروا لمصر فى القرن العشرين، وفى جزء من العيلة راحوا لبنان".

وتربى عمر الشريف على الديانة المسيحية بمذهبها الرومانى الكاثوليكى والتحق بـ كلية فيكتوريا الإنجليزية بالإسكندرية حيث مارس الرياضة بانتظام ومنها بدأ شغفه بالتمثيل أيضًا،  ومنها إلى جامعة القاهرة، حيث درس الرياضيات والفيزياء.

عمر الشريف وبداية التمثيل

كان مفتاح دخول عمر الشريف إلى عالم الفن والتمثيل بين يدى الفنانة الراحلة "فاتن حمامة"، فكلمة واحدة وقبلة فتحت الأبواب الموصدة أمام الشاب الوسيم لينطلق صانعا أمجاده في السينما المصرية والعالمية، وتلك القصة الطويلة كانت بداية خيوطها في المدرسة عندما وقف "عمر الشريف" على المسرح المدرسى يؤدى أدواره كممثل هاوي لمسرحيات لمؤلفين عالميين، "لا أعلم كيف كان يصفق الجمهور ويعلو حدته عند ظهورى على مسرح المدرسة إن تمثيلى لم يكن جيد وقتها" كانت تلك هي نظرة عمر لنفسه فى المسرح المدرسى.

عمر الشريف 

دخل عمر الشريف إلى عالم تجارة الأخشاب مع والده ولكنه برع فى التمرد والتمثيل على والده بأنه بائع خائب لا رجا منه، فيقول "عمر الشريف" فى حوار سابق له: “كنت أبيع الأخشاب بسعر أقل من ثمن البيع حتى أخذ والدى عنى انطباعا بأنى فاشل فى التجارة وأتمكن من الهروب من عالم التجارة”.

عمر الشريف ولقاء فاتن حمامة 

وجاءت الخطوات الأولى للتمثيل على يد زميل الدراسة  يوسف شاهين الذى كان صديقا مقربا له وفور عودته من امريكا قرر ان يستعين به وكان ذلك بمحض الصدفة عندما تقابلا فى مقهى جروبى، ويحكى عمر الشريف:" لم يكن يوسف شاهين يعلم من قبل رغبتى الشديدة فى التمثيل، وفور مقابلتى له بالصدفة فى جروبى وعلم بأن التمثيل قد استحوذ على كيانى ومشاعرى، اعطانى طرف الخيط وهو فيلم مع النجمة اللامعة فى ذاك الوقت فاتن حمامة".

وقف عمر الشريف أمام كاميرا يوسف شاهين ونال استحسان الكاميرا، ولكن كانت كلمة واحدة من فاتن حمامة هي وحدها من ستقرر مصير عمل الفنان الشاب أمامها وفي الفن عمومًا، فيسرد الراحل في حوار له:"ان المشكلة الأهم هي أن توافق بطلة الفيلم فاتن حمامة وهي النجمة الكبيرة والمشهورة والمحبوبة من ملايين العرب، على أن يمثّل أمامها الشاب الجديد أنا!".

خطى عمر الشريف داخل منزل فاتن حمامة الذي استقبلته بترحاب شديد، وطلبت مني أداء مشهد أمامها، قلق شديد حتى قالت: "موافقة على التمثيل أمامي، لولاها لكانت تأخرت شهرتي، فأنا أحفظ لها كل ما صنعته معي".

عمر الشريف 

تمت الموافقة وجرت البروفات ولكن الاسم الحقيقي لـ عمر الشريف وهو "ميشيل شلهوب" عقبة أرادت فاتن حمامة إزالتها بتغيير الاسم أمام الجمهور، ووافقها عمر الشريف على ذلك ويوسف شاهين، قائلا:"كانت ترى في اسمي بأنه اسم أجنبي وليس عربياً، واشتركنا نحن الثلاثة في اختيار اسمي الفني الذي هو “عمر الشريف”.

أما عن قبلة الشهرة التي وقعت بين عمر الشريف وفاتن حمامة في الفيلم الأول له، فقال عمر :" كانت موافقة فاتن حمامة على تلك القبلة لهدف جذب الانتباه لي وبالفعل نجح الأمر وبات اسمي يتردد على كل لسان".

وكان البداية الحقيقة لقصة حب عمر الشريف وفاتن حمامة والتى استمرت طويلا حتى قررا الانفصال نتيجة اصرار عمر الشريف على السفر الى الخارج والاتجاه للعالمية بعد طلاقهما لم يتزوج ثانية، وأسفرت هذه الزيجة عن ابنهما طارق، وله حفيدان هما عمر وكريم. 

عمر الشريف ودخوله السجن 

صرح النجم العالمى الراحل عمر الشريف فى حوار إذاعى قديم، قصة دخوله السجن عام 1962 قبل افتتاح العرض الخاص لفيلمه الشهير “لورنس العرب”.

واضاف عمر الشريف : بمنتهى الصراحة لم يكن ممكنا أن أصدق ذلك أبدا، أن أذهب إلى هوليود ثم أمضى ليلتى الأولى فى السجن! لم يكن هذا منطقيا، خصوصا إذا لم تكن قد ارتكبت أى خطأ، لقد هبطت إلى هوليود بآمال كبيرة من أجل نجاح جديد، بعد أن انتهيت من فيلم « لورنس العرب» مع النجم بيتر أوتول.

عمر الشريف 

وقصة دخولى السجن ترجع إلى عام 1962 فى أحد أيام شهر ديسمبر، كنا قد ذهبنا أنا وأوتول لنحضر حفل الافتتاح العالمى لفيلم « لورنس العرب» تلك الليلة التى حلمنا بها على مدى عامين هما مدة تصوير الفيلم، وفى اتجاهنا إلى شارع «صن ست» مررنا بمسرح صغير حيث كان صديقنا الفنان « لينى بروس» يقدم هناك عرضا، وعلاقة بروس برجال الشرطة جعلته مشهورا تماما كما هو مشهور كفنان موهوب، دخلنا المسرح وكان ذلك لحب الاستطلاع؟ وكنا نبحث عن شىء مثير؟ لا تسألنى ولكننا أحببنا العرض كثيرا لدرجة أنه عندما نزلت الستارة اندفعنا إلى خلف المسرح وسألنا أين لينى بروس؟ وأخذناه بالأحضان وقلنا له إننا استمتعنا بالعرض، ودعوناه للجلوس معنا فى أحد المقاهى الشهيرة، وبالفعل جلسنا نضحك ونتذكر أنا وأتول مفارقات وطرائف التصوير فى فيلم «لورنس العرب».

وفى الساعة الواحدة صباحا نهض لينى واقفا وقال: يجب أن أذهب إلى مكان ما لمدة نصف ساعة فهل تنتظرانى هنا أم تأتيان معي؟ ففضلنا أن نذهب معه، وبصعوبة وصلنا إلى شقته، ومباشرة أخرج حقنة ملأها بسائل شفاف وغرس الأبرة فى عرق يده اليسري، وبدأت الحقنة تحدث تأثيرها ببطء، وعندما كانت الأبرة ما تزال فى ذراعه، فجأة دق صوت جرس الباب ففتح بيتر الباب، ودخل رجال البوليس وقبضوا علينا، جدية الموقف أعادت إلينا بعض ما فقدناه بتأثير الشرب، وأن يقبض علينا بمخدرات معناه ترحيلنا من أمريكا وإحباط كل خططنا، حاولت أن أتخلص من ذلك شارحا لرجال البوليس أننا حضرنا لمجرد أن نشرب شيئا مع ليني، على عكسى كان بيتر أو تول عنيفا مع البوليس، دبلوماسيتى كانت بلا تأثير، وحوالى الساعة الرابعة صباحا وجدنا أنفسنا فى قسم البوليس، وفتشونا تماما ولم يكن هناك شىء غير عادى فى جيوبى أو جيوب لينى بروس، لكنهم وجدوا أقراصا فى جيوب بيتر أو تول فسألوه ما هذه الأقراص فرد بيتر بسخرية وبصوت عال هذه أقراص مورفين عليكم اللعنة! ورغم أنها كانت أقراص منومة يستعملها باستمرار، لكن إجابته كانت تعنى نهايتنا !

عمر الشريف 

وفجأة طرأت فكرة فى ذهنى فسألت رجال البوليس هل أستطيع استعمال التليفون؟ وطلبت فندق بيفرلى هيلز حيث كان سام سبيجل منتج فيلم « لورنس» يقيم هناك وطلبت حجرته، فردوا أنه نائم ولا يريد أحد أن يزعجه، وبعد إلحاح من جانبى وبعد أن قلت لهم إننى بطل فيلمه الذى سيفتتح اليوم اوصلونى بحجرته، وسمعت صوته النائم يقول: ما هذا؟ كيف تجرؤ على إيقاظى هذه اللحظة؟ فدخلت فى الموضوع مباشرة ، وفجأة سمعت صوته صارخا وقد استيقظ تماما : فى السجن لماذا؟! ماذا فعلتما؟ فرددت عليه: لقد قبضوا علينا مع لينى بروس بتهمة المخدرات، وعندما سمع سام هذه الجملة كاد يغمى عليه فقد كان أنفق على فيلمه 14 مليون دولار، وأن يلقى بنجمى فيلمه « بيتر والشريف» فى السجن فهذه مصيبة ستؤثر على عرض وتوزيع الفيلم.

وبعد نصف ساعة وصل سام إلى قسم البوليس ومعه ستة محامين كبرياؤهم كان مخيفا يرتدون قبعات عالية ويمسكون بحقائب جلدية فاخرة، ودخلوا مباشرة لاجتماع كبير مع رجال البوليس، خيل إلينا أن هذا الاجتماع سوف يستمر إلى ما لا نهاية، ثم أخيرا فتح أحد رجال البوليس الباب وأشار إلينا « بيتر وأنا» وقال: « أنتما الإثنان يمكن أن تخرجا، لكن بيتر اندفع بسرعة ماذا ؟ ونترك لين هنا فى هذه الحالة لن أغادر المكان وسأظل معه، فصاح فيه سام سبيجل: لا تكن أحمقاً بروس له سجل هنا فى البوليس، ولذلك لا يستطيعون أن يطلقوا سراحه ببساطة هكذا، فقال بيتر: هذا لا يعنينى سأبقى معه، وبدأت مناقشات طويلة واجتماعات استمرت حتى الساعة التاسعة صباحا وأخيرا أفرجوا عنا نحن الثلاثة، وأصر سام أن يحجز لنا فى الفندق الذى يقيم فيه وأن يشرف بنفسه على دخول كل واحد منا إلى غرفته للنوم استعدادا لحفل الافتتاح بالليل.

عمر الشريف 

وفى حفل الافتتاح دخلنا أنا وبيتر ولين وسام إلى قاعة السينما المضيئة من الخارج، وفى الميدان اضاءة لا حد لها، وفجأة وجدت أمامى نجوم كنت أحلم بنجوميتهم وكانوا المثل الأعلى لى من هؤلاء النجوم إليزيبث تايلور، شيرلى ماكلين، ريتشارد بيرتون، جريجورى بيك، وغيرهم، لكنهم تجاهلونى ولم يهتم أحد بي، وأقبلوا على المنتج يباركون له، ومرت الساعات الأربع مدة عرض الفيلم بالنسبة لى ببطء شديد، كأنهم أربع سنين، لأننى كنت منتظرا رأى ورد فعل النجوم ضيوف حفل الافتتاح، وعندما أضيئت الصالة أقبل على ريتشارد بيرتون وإليزابيث وغيرهما من النجوم وأشادوا بموهبتى وبحبهم لمصر، ومن هنا بدأت نجوميتى العالمية.

جوائز عمر الشريف 

شارك عمر الشريف فى أكثر من 100 عمل فني تنوع بين مسلسلات وأفلام وترشح وحصد عدد من الجوائز، أهمها ترشحه لجائزة أوسكار أفضل ممثل دور مساعد عن دوره في فيلم لورانس العرب عام 1963، وهو من إخراج ديفيد لين، وبطولة أنتوني كوين، أليك جينيس، بيتر أوتول.

وفي نفس العام، حصد عمر الشريف جائزتان لجولدن جلوب، عن دوره في نفس الفيلم "لورانس العرب"، الأولى أفصل ممثل، والثانية أفضل ممثل صاعد.

وفي عام 1966 حصد عمر الشريف جائزة جولدن جلوب مرة أخرى، عن دوره المميز في فيلم دكتور زيفاجو.. وهو من إخراج ديفيد لين، ومن بطولة جولي كريتسي.. وفي نفس العام حصد جائزة Laurel، عن دوره في فيلم دكتور زيفاجو.

وفي عام 2003، حصد "الشريف" جائزة الأسد الذهبي وجائزة الجمهور من مهرجان فينيس السينمائي، عن دوره في فيلم Monsieur Ibrahim et les fleurs du Coran، وفي عام 2004 حصد جائزة Satellite، عن نفس دوره.