الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا كره الصوم أيام التشريق؟.. علي جمعة يوضح أسرارها العظيمة

علي جمعة
علي جمعة

لمَ كره الصوم أيام التشريق؟ .. سؤال يتبادر إلى الأذهان مع دخول أول أيام التشريق لعام 1443هـ، حيث أجاب الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والمفتي السابق، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، عن هذا السؤال.

لم كره الصوم أيام التشريق؟

وقال الدكتور علي جمعة في معرض حديثه عن أيام التشريق، سُئل ذو النون المصري : لم كره الصوم أيام التشريق؟ قال: «لأن القوم زوار الله وهم في ضيافته ولا ينبغي للضيف أن يصوم عند من أضافه».

وبين جمعة، أن للعبادات في الإسلام حكما وأسرارا تنكشف لكل ذي تفكير سليم وعقل راجح ونفس راقية‏، موضحاً أن الحج من أعظم العبادات أسرارا وأكثرها حكما‏،‏ تتمثل هذه الأسرار وتلك الحكم في شعائره جميعها من طواف وسعي ووقوف‏..‏ إلخ.

وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أنها تمتد أيضًا إلى سائر الشعائر التي ترتبط بالحج وتجمع الأمة الإسلامية تحت لوائها كيوم العيد وأيام التشريق، وأيام التشريق هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.

ولفت إلى أنها سميت بالتشريق لكثرة ما ينشر في الشمس من اللحم فيها، وهي أيام ذكر لله تعالى وشكر له، قال - صلى الله عليه وسلم-: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله»، [صحيح مسلم] .

حكم صوم أيام التشريق 

ونبه أنها أيام يحرم الصوم فيها لغير الحاج، قال - صلى الله عليه وسلم-: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب»،[سنن الترمذي]، وهي الأيام المعدودات المذكورة في قوله- تعالى-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}.

وأكمل أن الشرع الشريف حث على الإكثار من ذكر الله تعالى في أيام التشريق; حيث يتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، وقد امتثل الصحابة لذلك.

وواصل: كان عمر - رضي الله عنه - يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا.

وأردف: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة- رضي الله عنها -تكبر يوم النحر وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد.، [صحيح البخاري].

وببن: كون هذه الأيام أيام أكل وشرب فيه إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له، قال - صلى الله عليه وسلم-: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها» فأيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة.

وألمح أنه في النهي عن صيام أيام التشريق بعد العمل الصالح في العشر الأول من ذي الحجة لمن لم يحج وبعد أعمال الحج للحاج لفتة إلى حال المؤمنين في الدنيا؛ فإن الدنيا كلها أيام سفر كأيام الحج، وهي زمان إحرام المؤمن عما حرم الله عليه من الشهوات.

واختتم: فمن صبر في مدة سفره على إحرامه وكف عن الهوى; فقد قضى تفثه ووفى نذره، وصارت أيامه كلها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، وصار في ضيافة الله عز وجل في جواره بجنة الخلد، ولهذا يقال لأهل الجنة: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ، ويقال لهم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}; فمن صام اليوم عن شهواته أفطر عليها غدا بعد وفاته، ومن تعجل ما حرم عليه من لذاته عوقب بحرمان نصيبه من الجنة وفواته.