الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برلماني : خطبة وزير الأوقاف بمسجد الحسين تكشف عن فهم ثاقب لصحيح الدين

صدى البلد

أكد المهندس حسن المير عضو مجلس النواب وأمين سر لجنة التضامن الاجتماعى والاسرة بمجلس النواب الأهمية الكبيرة للموضوع الذي تناوله  الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف فى خطبة الجمعة التى القاها من على منبر مسجد سيدنا الحسين رضى الله عنه بالقاهرة والتى جاءت تحت عنوان بعنوان: "فرائض الإسلام غاياتها ومقاصدها" مشيراً الى أن وزير الاوقاف على الرغم من أنه لم يتناول من يتخذون الدين ستاراً لهم لتخريب وتمزيق الدول من التنظيمات والجماعات والتيارات الارهابية والتكفيرية الى أن ماجاء من قضايا تتعلق بهذا بفرائض الاسلام وأثرها في السلوك تكشف بالطبع زيف ما تقوم به جماعات أهل الشر من مخادعة باسم الدين أو ما يفعله المتاجرون به والمتسترون بعباءته.


وقال " المير " فى بيان له اصدره اليوم إننى ومن خلال متابعتى لكل حرف وليس كلمة جاءت فى خطبة الدكتور محمد مختار جمعة كان راسخاً فى عقلى كل ما مرت به مصر من خطط شيطانية وخطايا وكوارث لاتغتفر قامت بها التنظيمات والجماعات والتيارات التى تاجرت باسم الدين وارتكبت ما ارتكبت  من اعمال قتل وسفك لدماء الابرياء وحرق وتدمير لمؤسسات الدولة على الرغم أنهم كانوا لديهم القدرة على اقناع البسطاء من اهالينا المصريين أنهم هم فقط رجال الدين والاسلام والفضيلة والمعاملة الحسنة وأما غيرهم فهم لادين ولاملة ولامان لهم ويجب محاربتهم وقتلهم والقصاص منهم لانهم من الكفرة الفجرة.


وطالب النائب من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف ومن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم التعليم الفنى والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم باعمال وزير الصحة والسكان والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والدكتور هشام توفيق وزير قطاع الاعمال العام والدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة طبع هذه الخطبة فى كتيب مع تزويدها بكل مايتعلق بموضوعها من مفاهيم واسس مبسطة وشرح مبسط لكلمتى " الدين المعاملة " لتوزيعها على رواد المساجد وتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ورواد مراكز الشباب وقصور الثقافة والعمال بالمصانع والشركات.


واعتبر المهندس حسن المير القضايا التى استعرضها الدكتور محمد مختار جمعة فى خطبته بمثابة منهاج عمل صحيح لكل مايتعلق بحسن الاخلاق والقيم والتقاليد التى يجب أن يتمتع بها من ينتمون للدين الاسلامى الحنيف قولاً وعملاً وانها يجب أن تدرس لجميع ابنائنا وشبابنا مؤكداً أنها قضايا تحفظ الامة وتحافظ على الاسر المصرية وتماسك جميع المصريين لأنها تعمل على السمو الأخلاقي وتبرز سماحة ديننا العظيم ولا سيما في ضبط قيمنا وتعاملاتنا الحياتية .


وكان الدكتور محمد مختار جمعة قد القى خطبة الجمعة بمسجد الامام الحسين بالقاهرة بحضور اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، ومحمد منار عنبة وزير الطيران المدني، و المستشار علاء الدين فؤاد وزير شئون مجلس النواب، واللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور محمد نظير عياد نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ونخبة متميزة من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس بجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بدولة الهند المشاركين بالدورة العلمية المتقدمة بأكاديمية الأوقاف الدولية، وجمع غفير من المصلين.


وفي خطبته أوضح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن أركان الإسلام خمسة كما جاءت في قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا"، مبينًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد بدأ بالصلاة بعد النطق بالشهادتين وقبل الزكاة والصيام والحج وذلك لأن صوم رمضان يأتي مرة واحدة في العام، وأن الزكاة تجب على من يملك نصابًا، والحج يجب مرة واحدة في العمر على المستطيع، أما الصلاة فهي الصلة الدائمة بين العبد وخالقه من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له لا نورًا ولا برهانًا ولا نجاة يوم القيامة، وسئل نبينا (صلى الله عليه وسلم): أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: "الصَّلاةُ علَى وقْتِها"، وكان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتابعون من بعدهم يسابقون إلى الصلوات في أوقاتها، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا، ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا"، ويقول الحق سبحانه: "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، ويقول سبحانه : "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، ولذا كان سيدنا إبراهيم (عليه السلام) يقول: "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ".


كما أكد أن الإنسان إنما خُلق لعبادة الله سبحانه وعمارة الكون، حيث يقول سبحانه: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ  لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" ، ويقول سبحانه: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" والعبادة منها الأركان الأساسية وهي الصلاة والصيام والزكاة والحج بعد الشهادتين، غير أن هناك عبادات أخرى، ربما تكون أشق على بعض الناس من الصلاة والصيام؛ فالصدق عبادة، والأمانة عبادة ، والوفاء بالعهد عبادة، وإتقان العمل عبادة، وعمارة الكون عبادة، مؤكدًا أن العبادة ما لم يظهر أثرها على سلوك الإنسان فثمة مشكلة، يقول سبحانه: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ"، فالتدين الحقيقي هو الذي يظهر فيه أثر العبادة على سلوك الإنسان وأخلاقه ومعاملاته.


وأكد الوزير أن من لم تكن أخلاقه في سوقه بيعًا وشراءً كأخلاقه في مسجده قرآنًا وصلاة فتدينه زائف أو في فهمه خطأ، فالمقدمات الصحيحة تؤدي إلى النتائج الصحيحة، فإذا صح الإيمان ورسخ في القلب وصحت العقيدة صحت العبادة، فمن يؤمن بالله واليوم الآخر وأن الجنة حق وأن النار حق يحسن الصلاة ويحسن الصيام ويؤدي الزكاة ويحج إن استطاع إلى ذلك سبيلًا، مشيرًا إلى أنه إذا صحت العبادة وصح الوقوف بين يدي الله صحت المعاملة واستقام السلوك وسمت الأخلاق، فإذا وجدت إنسانًا يحرص على الصلاة والزكاة فقط وفي أخلاقه ومعاملاته وصدقه وأمانته خلل، فإما أن يكون تدينه زائفًا وإما أن يكون فهمه خاطئًا، لأن الإنسان إذا فهم دينه فهمًا صحيحًا لا تنفصم شخصيته في المسجد عن سلوكه ومعاملته بين الناس، فالدين المعاملة، والعبادة الحقيقية هي التي تقوِّم سلوك صاحبها وأخلاقه ويظهر أثرها على معاملاته، وإلا فثمة خلل في فهم المقدمات أو في ترتيب الأولويات أو  في التعامل معها.