الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحف السعودية.. نجاح قمة جدة يجسد الدور الريادي للمملكة..إيران تعيش عزلة غير مسبوقة.. خطر الاضطرابات الاجتماعية يتزايد بالعالم لارتفاع أسعار الغذاء والطاقة

صدى البلد

تنوعت اهتمامات الصحف السعودية الصادرة اليوم بين العديد من القضايا، وأكدت صحيفة "البلاد" في افتتاحيتها بعنوان ( دور ريادي ): تتوالى الأصداء الواسعة على كافة الأصعدة العربية والعالمية للحراك المكثف الذي شهدته المملكة خلال زيارة الرئيس الأمريكي ، وما أسفرت عنه من قمم ومباحثات موسعة ، ومخرجات قوية عبرت عنها البيانات الختامية ، مؤكدة أهمية هذه المرحلة في العلاقات مع الولايات المتحدة على الصعيد الوطني والعربي والدولي ، في ظل تحديات إقليمية ودولية تستدعي جهودا كبيرة على الصعيدين الأمني والاقتصادي ومواجهة مهددات الأمن الغذائي والصحي والسلم والاستقرار في العالم.
وتابعت : هذه النجاحات جسدت الدور الريادي للمملكة بقيادتها الحكيمة ، حيث مكانتها وثقلها السياسي والاقتصادي على مستوى العالم، ودورها المحوري في أمن واستقرار المنطقة، والجهود التي تقوم بها على المستوى الدولي في مختلف المجالات لترسيخ الأمن وتحقيق التنمية والازدهار والرخاء لشعوب العالم كافة، وما أكد عليه سمو ولي العهد من تفاؤل ، في أن تؤدي قمة جدة للأمن والتنمية إلى وضع إطار شامل لمرحلة جديدة تبعث الأمل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم ويقدمون للعالم الرسالة والقيم النبيلة الواجب على العالم احترامها، وأهمية تبنّي نهج متوازن للتنمية المستدامة بالانتقال المتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة يراعي ظروف وأولويات كل دولة ويحفظ للاقتصاد العالمي استقراره.

التضخم والجائحة
وذكرت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها بعنوان ( التضخم والجائحة .. لوقفة واحدة ) : نبه وحذر كثير من التقارير، التي صدرت عن المنظمات الاقتصادية المتعلقة بتأمين الغذاء وتحديد مؤشرات الأسعار من ارتفاع لهيب وجنون الأسعار، الذي شهدته الأسواق العالمية أخيرا، خاصة في جانب السلع الأساسية، التي يعتمد عليها الجميع في حياتهم اليومية الضرورية بسبب الآثار السلبية التي صنعها ارتفاع معدلات التضخم في العالم، التي بلغت أرقاما غير مسبوقة في معظم الدول بجانب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن. أسعار المواد الغذائية في بلاد المنشأ بدأت تشهد ارتفاعات متلاحقة تزامنا مع بدء جائحة كورونا وتعطل سلاسل التوريد التجارية وزيادة أجور الشحن، وتعمقت كثيرا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. خطر نقص السلع والمواد الخام يهدد العالم، كما أن النقص في المواد الغذائية والصناعية المهمة يطلق العنان لجنون الأسعار. 

وتراجعت مخزونات المواد الخام المهمة للاقتصاد العالمي إلى أدنى مستوياتها التاريخية، كما تهدد مشكلات العرض والطلب المتزايدة بتسارع أرقام التضخم في جميع أنحاء الأرض. وتفاقمت الأوضاع بشكل كبير على خلفية ارتفاع التضخم المديد، مع تزايد المشكلات اللوجستية والطلب في عديد من الاقتصادات التي تتعافى من عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا.
وواصلت : فاليوم لا شيء يعلو فوق صوت الألم من ارتفاع الأسعار حتى أصوات الرصاص والقنابل في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وفي النزاعات المحلية، خفت جميعها أمام أنين المجتمعات من ارتفاع الأسعار في أنحاء العالم، ويقابل هذا الأنين صوت مبحوح من المؤسسات الدولية، الذي لا يكاد يخفي التخبط الذي تعانيه وعدم قدرتها على التبصر ولا يخفى معه أيضا القلق من المستقبل وضبابية الطريق الذي يمضي فيه الاقتصاد العالمي، فالمؤسسات الدولية والبنوك المركزية تبدو حائرة تماما حول الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار، فالبعض يلقي اللوم على روسيا للعملية العسكرية في أوكرانيا، على أساس أن الدولتين هما المنتجان الرئيسان للحبوب، كما تعد روسيا مصدرا رئيسا للطاقة لأوروبا، ومع قرارها تقليص إمدادات الغاز الطبيعي إلى المنطقة ارتفعت أسعار السلع الأساسية ومدخلات التصنيع وبالتالي الأسعار النهائية، والبعض الآخر يلقي اللوم على تسبب الحرب في تعطيل وتهديد سلاسل الإمداد العالمية وتأمين وصول الحبوب والأسمدة للعالم.

 لكن هنا من يقول إن الأسعار ارتفعت بسبب أن الطلب القوي على السلع فاق العرض مع بدء الاقتصادات في العودة من أزمة كورونا إلى طبيعتها، ولكبح الطلب القوي أطلقت الولايات المتحدة دورة تشديد للسياسة النقدية تزامنا مع رفع أسعار الفائدة وتبعها في ذلك 76 بنكا مركزيا، أو نحو ثلاثة أرباع البنوك المركزية وبلغ متوسط الزيادة الكلية في أسعار الفائدة 2.8 نقطة مئوية، أي نحو ضعف الزيادة البالغة 1.7 نقطة مئوية في الاقتصادات المتقدمة، وهذا قاد إلى رفع تكلفة رأس المال، وبالتالي الأسعار، كما أن هذه السياسة قادت إلى ارتفاع سعر الدولار، ما نتج عنها زيادة مشكلات الدول التي تعاني مصاعب اقتصادية وديونا كبيرة، لكن بغض النظر عن الأسباب والملامة، فإن النتيجة لكل هذا هو خفض توقعات صندوق النقد للنمو العالمي لـ 2022 و2023. في مشهد يصفه الصندوق بأنه مظلم وغامض ويزداد ضعفا وتدهورا أكثر، وأن صندوق النقد سيخفض بشكل أكبر تقديرات النمو العالمي عن تلك الصادرة في (أبريل) التي بلغت 3.6 في المائة، وحذرت من أن الأشد فقرا سيكونون الأكثر تضررا، موضحا أن خطر "الاضطرابات الاجتماعية" يتزايد لارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.

 أخلاقيات الكبار 
وقالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان ( أخلاقيات الكبار ): الفكر والسلوك السياسيان يتبديان بجلاء في التعاطي السعودي مع الأحداث والمواقف والمُتغيّرات كافة؛ فهو تعاطٍ أنموذجي خلاّق يتمتّع بالرصانة الأخلاقية وثبات المواقف وعدم ارتهانه للمصالح المؤقتة والعابرة، ولا يخنع لرياح التحديات أيّاً كانت. لذا فإن المتتبّع لمواقفها يلحظ بعين بصيرة أنّ الوثوقية التي لا يداخلها شكّ وسلامة القرار ونجاعته تأتي مترجمةً لحصافة الفكر السياسي الذي يستبصر المستقبل بعيون ثاقبة لا يعشيّها غبش تردُّد ولا غبار تعجّل.
وأضافت : لم يكن الاندفاع يوماً محرّكاً للقرار السعودي ولا العاطفة؛ بل هي الرؤية الواعية التي تتجاوز ضيق الأفق السياسي، والفكر العميق الذي راكمتْهُ التجارب والأيام، ذلك الفكر النيّر المُشعّ الذي اعتاد على أن يُنضج قراراته على نار التمهّل والاستبصار والنظرة الواسعة التي تحيط بالأحداث والمواقف وتشبعها درساً وفهماً ثمّ تصدر القرار الصائب المُتّئد الناضج. قرار يضع في حسبانه المصلحة الوطنية أولاً؛ والمسؤولية التاريخية تجاه الإقليم والعالم ثانياً. 

من هنا فإن النهج السعودي وسلوكه السياسي يعدّان أنموذجاً في التعاطي المسؤول الذي ينطلق من أخلاقيات الكبار ومن رصيد قيمي تعاملي يتسامى عن المصالح المؤقتة أو الأهداف المشوبة بالزيف أو التعامل اللا أخلاقي. أو من خلال منطق أنوي جشع كما هي بعض الدول التي تمارس ازدواجية المعايير وفق براغماتية نفعية جشعة.

مرحلة القبول الجامعي
وبينت صحيفة "اليوم" في افتتاحيتها بعنوان ( مرحلة القبول الجامعي.. التحديات ومسؤولية الأسرة ): منذ نهاية العام الدراسي المنصرم وبداية الإجازة الصيفية الحالية انطلقت رحلة من نوع خاص نحو أهم مراحل بناء مستقبل الطالب ألا وهي المرحلة الجامعية، فتجد كل منزل وأسرة لديها أحد أبنائها في هذه المرحلة وقد تحولت بوصلة اهتماماتها إلى كل ما من شأنه أن يصب في صالح أن يهتدي الطالب أو الطالبة إلى الخيار المناسب له والأهم من ذلك تحقيق متطلبات القبول، فكل جامعة وكلية لها مساراتها واحتياجاتها وفق ما يتوافر من تخصصات وبالتالي نسب التأهيل للانضمام إلى الجامعة والظفر بأحد مقاعد الكلية التي يطمح المتقدم إلى دخولها لتكون بذلك أولى خطواته في سبيل بلوغ غايته العملية وطموحاته الوظيفية بالتالي يكون له دور في مسيرة التنمية الوطنية وفق طموح القيادة التي تستثمر في بنات وأبناء الوطن بل تجد فيهم الركيزة التي تنطلق منها هذه الآفاق والطموحات.
وأردفت : يقتضي أن يكون كل منزل وأسرة علـى قدر من الاستيعاب لحجم التحديات التي تصاحب الأبناء والبنات في هـذه المرحلة، مرحلة القبول الجامعي، فكما أن غالبية أولياء الأمور يتابعون بحرص وترقب كل خطوة من خطوات التقديم ويتلمسون النصيحة والخيارات الـتي تلتقي مع قدرات أبنائهم وطموحاتهم التي تشكلت عبر أكثر من اثني عشر عاما من التعليم والمثابرة والسهر والـكفاح، بالمقابل هناك منازل وأسر لا تشكل بيئة صحية لـلأبناء والبنات في هـذه المرحلـة إما من باب الإهمال أو الانشغال بروتين الحياة معتقدين أن مسؤوليتهم قد توقفت عند حدود توفير الأساسيات وبعض الكماليات، وقد يسيء البعض التقدير حين يكون الأمر مرتبطا بأهمية هـذه المرحلة وحسمها في تحديد مستقبل الأبناء وأنها قد تكون شبيهة بما سبقها من مراحل الـدراسة غير مستدركين ذلـك التفاوت والنقلة التي تصاحب فرص قبول الأبناء في الجامعات والتحديات الـتي يمرون بها والـتساؤلات الـتي تحتاج إلـى جواب شاف وكاف يمكنهم من تجاوز أي صعوبات وتحديد الـصائب من الخيارات وبلوغ البداية الجديدة والخطوة الأهم نحو مستقبل زاهر بإذن الله.
وأوضحت صحيفة "عكاظ" في افتتاحيتها بعنوان ( إيران.. هل فهمت الرسالة ؟ ): بعد قمة جدة، وما جاء في بيانها الختامي، على ضوء مضامين كلمات المشاركين فيها، والتي وجهت دعوة صادقة وصريحة لإيران، بأن تغيّر من سلوكها العدواني في المنطقة، ومؤامراتها ومخططاتها التخريبية، وتغذيتها لأحزاب وجماعات إرهابية، بهدف زعزعة أمن واستقرار الدول وإقلاق الشعوب، وافتعال الحروب والصراعات، هذه الدعوات الموجهة للنظام الإيراني، كيف سيستقبلها، ويفهمها، ويفسرها، ويتعامل معها؟ هل بعقلانية قادة الدول الذين يحرصون على السلام، أم بعقلية قادة العصابات والمليشيات، الذين يدركون أنه لا حياة كريمة لهم في الأجواء الآمنة العادلة المستقرة؟
ومضت تقول : ليس أمام إيران اليوم، وهي تعيش عزلة غير مسبوقة، وانهياراً اقتصادياً يدفع ثمنه شعب لا يزال يعاني ومنذ سنوات طويلة من الفقر والمجاعة، إلا أن تتخلى عن فرد عضلات مهترئة، وسياسات فاشلة، والتغني بأطماع وهمية، وأن تدخل في حوارات جادة وصادقة مع جيرانها في الخليج، ومن تجمعها بهم روابط الإسلام والثقافة، بهدف إطفاء نار الحروب التي أشعلتها، وإنهاء الخلافات التي أججتها، وأن تثبت للعرب والمسلمين خاصة، وشعوب العالم عامة، أنها غيّرت سلوكها العدواني، ودعمها للإرهاب، وأنها باتت دولة سلام ومحبة وإخاء، معلنة التزامها بعدم التدخل في شؤون الدول، وتخليها عن أي أحزاب وجماعات متمردة.