الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شهيد لقمة العيش.. رحلة صيدلي تغرب لعلاج والده فعاد إلى وطنه جثة

جثمان الصيدلي أحمد
جثمان الصيدلي أحمد حاتم

حزن وبكاء وصدمة وأسرة لا تصدق ما وصلت إليها وأرملة في الـ٢٣ من عمرها.. هكذا هي حال أسرة الصيدلي أحمد حاتم المقتول على يد سيدة في دولة السعودية.

أحمد حاتم شاب يبلغ من العمر ٣٣ عاما ابن قرية كفر دنشواي بمركز الشهداء في محافظة المنوفية تخرج من كلية الصيدلة وعمل لعدة سنوات في بلده الابن الأوسط بين بنتين وولد اخر واب يعاني من سرطان في الأذن، وام ريفية بسيطة تدعو لابنها في كل صلاة.

عمل أحمد لعدة سنوات ولكن ضيق الحال ومرض والده وعلاج المكلف لإصابته بالسرطان منذ ١٤ عاما وتحمل الدكتور أحمد تكاليف العلاج أدى إلى تفكيره في السفر للخارج.

تزوج أحمد من فتاة من القرية تصغره بـ١٠ سنوات وعاشا معا في بيت العائلة بالقرية لمدة عام تراكمت فيها الديون على الصيدلي الشاب ليقرر أن يذهب إلى دولة السعودية من أجل العمل وكسب الأموال من أجل علاج والده.

حزم الشاب أمتعته وسافر إلى سكاكا وعمل مديرا لإحدى الصيدليات في البلدة ليرزقه الله بصبي يسميه على اسم والده محمد.

عمل الصيدلي أحمد حاتم لمدة عامين متواصلين دون إجازة يعمل لمدة ١٤ ساعة يوميا دون يوم إجازة كما أكدت زوجته أنه كان يعمل ورديات متواصلة من أجل توفير المال من أجل علاج والده المريض.

استطاع أحمد أن يصطحب زوجته ونجله لمدة عام ونصف معه حتى جاء وقت الرحيل وطلب منها أن تعود إلي الوطن مصر من أجل قضاء عيد الأضحى وذبح الأضحية التي أرسل إليهم ثمنها ليضحي بها بعد أن أجرى والده إحدى العمليات.

طلب الصيدلي من الكفيل أن يعود الي مصر مع زوجته حيث أن العقد الخاص به سينتهي في شهر أغسطس ولكنه طلب منه أن يجلس من أجل حاجة العمل.

استجاب الصيدلي إلى طلب الكفيل واستمر في عمله وعادت زوجته ونجله صاحب العامين إلى القرية لقضاء عيد الأضحى.

يوميا وعلى الانترنت يتواصل الصيدلي مع زوجته ونجله ووالده ووالدته عبر الرسائل الصوتية والفيديو، حتي جاء اليوم المشئوم التي دخلت عليه سيدة سعودية تطلب منه مضادا حيويا دون روشتة طبيب فرفض مطالبا بضرورة إحضار الروشتة فنشبت بينهما مشادة وخرجت السيدة وعادت معها مسدس وأطلقت عليه أعيرة نارية من الظهر فسقط قتيلا في الحال.

انشغلت الزوجة ولم تتواصل مع زوجها ليأتي الخبر إلى خال الزوج من أحد زملاء الصيدلي الراحل يخبره بأن نجل شقيقته سقط قتيلا داخل مقر عمله ليهرول الخال إلى الأسرة ولكن يكتشف أنهم لا يعلمون.

انتظر ساعات باكيا لا يعلم كيف يخبر شقيقته السيدة المسنة ولا الأب مريض السرطان ولا الزوجة الشابة صاحبة ال ٢٣ عاما ، حتي اضطر الي أخبارهم لتسقط الام مغشيا عليها وتسرع الزوجة الي الاتصال بزوجها مرات عديدة دون إجابة.

ساعات عصيبة عاشتها الأسرة تبكي فقيدها لتتصل زوجته بجارهم في دولة السعودية ليخبرها " البقاء لله يا ام محمد الست ضربته في ظهره في الصيدلية".

٧ أيام عصيبة عاشتها الأسرة لا تعلم ماذا تفعل تناشد المسئولين من أجل عودة نجلهم ليتم دفنه في مقابر الأسرة حتي تم الاستجابة وشحن الجثمان عقب تحقيقات النيابة.

منزل ترتدين سيداته الأسود ويتوافد عليه الكثيرون من أجل المساعدة وتقديم واجب العزاء وارملة شابه تحتضن صغيرها باكية لا تعلم ما ينتظرها واب مريض يبكي فقدان نجله الذي كان يساعده في توفير أموال علاجه ليقول " بيتنا اتدمر بموت احمد حسبي الله ونعم الوكيل".

ناشدت الأسرة بعودة حق نجلهم احمد والقصاص من السيدة التي أعلنت السلطات السعودية القبض عليها وايداعها السجن من أجل المحاسبة.

عاد الصيدلي احمد حاتم إلي وطنه مصر ولكنه عاد في صندوق خشبي شهيد لقمة العيش تواجه أسرته مصير مجهول من أجل توفير متطلبات علاج الاب ورعاية الطفل الذي سيخرج للحياة دون والده وأرملة شابه تبكي زوجها.