الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بريطانيا بـ تسيح من الحر.. لندن تعلن حالة الاستنفار القصوى بسبب الحرائق

بريطانيا تعلن حالة
بريطانيا تعلن حالة استنفار قصوى

تعيش أوروبا فترة عصيبة لم تشهدها من قبل، فبعد شتاء قارس تخللته حرب ضروس بين روسيا وأوكرانيا في شرق القارة الأوروبية، جاء الصيف مشتعلا ليزيد الأوضاع سوءا نتيجة لارتفاع درجات الحرارة.

وتشهد أوروبا موجة غير مسبوقة من درجات الحرارة المرتفعة ضربت عدة دول، وأدت لاندلاع الحرائق المستمرة في الغابات، ومن بين الدول التي انعكس عليها ارتفاع درجات الحرارة بالسلب، فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال، وبريطانيا التي أعلنت حالة الاستنفار القصوى في لندن، وحالة الطوارئ في الدولة ككل.

حرائق الغابات في
حرائق الغابات في أوروبا

بريطانيا تعلن حالة الاستنفار

أعلنت بريطانيا، أمس الثلاثاء، حالة الاستنفار القصوى في العاصمة لندن، لمواجهة الحرائق، بينما سجلت البلاد أقصى درجة حرارة في تاريخها، وسط مخاوف من تفاقم أزمة المناخ في العالم.

ووصف عمدة مدينة لندن، صديق خان، الوضع الناجم عن الحرائق بـ"الحرج"، داعيا الناس ليبقوا آمنين، لافتا إلى أن "عناصر الإطفاء يعملون تحت ضغط كبير".

كما أن مئات من عناصر الإطفاء تحركوا من أجل السيطرة على عشرة حرائق على الأقل حول لندن، وفي إحدى البلدات الواقعة شرقي لندن، تعرضت عدة بيوت للدمار، فيما تضررت أخرى بشكل كبير، من جراء الحرائق، وأظهرت صور ملتطقة من الأعلى سحبا من الدخان الكثيف والأسود فوق بلدات محاذية للندن.

وفي منطقة ليشتشاير، أعلنت هيئة الإطفاء حالة استنفار، داعية الناس إلى الاتصال بالسلطات في حال اندلاع حرائق، وسجلت المملكة المتحدة، أحر يوم في تاريخها، الثلاثاء، بعدما وصلت الحرارة إلى 40.2 مئوية في مطار هيثرو وكونينجسباى في لينكونشاير وعدت مناطق أخرى.

بينما تجاوزت الحرارة 33 درجة مئوية في مواقع آخرى في بريطانيا، وكانت أعلى درجة حرارة تم تسجيلها من قبل، في عام 2019 والتي بلغت 38.7 درجة مئوية.

وأعلنت العديد من خدمات الإطفاء وقوع حوادث كبيرة بعد تصاعد حدة الحرائق، كما أدى حريق كبير في وينينغتون شرقي العاصمة لندن، إلى تدمير منازل، وألغت السلطات بعض خدمات السكك الحديدية بسبب ارتفاع درجة حرارة القضبان الحديدية أو التوائها، وفشل الكابلات العلوية للقطارات.

بريطانيا تعلن حالة الطوارئ

بريطانيا تعلن حالة الطوارئ

وكانت بريطانيا أعلنت حالة الطوارئ العامة، منذ أيام بعد صدور إنذار، من الدرجة الحمراء، لأول مرة، بسبب موجة حرارة شديدة تضرب بريطانيا، وكانت أعلى درجة حرارة مسجلة في بريطانيا 38.7 درجة مئوية في كامبريدج في عام 2019.

وشمل هذا الإنذار الأحمر لمكتب الأرصاد الجوية البريطاني، منطقة لندن ومانشستر ويورك ليومي، وكان تم وضع قيود على السرعة على خطوط السكك الحديدية، كما تم إغلاق بعض المدارس مبكرا وإلغاء بعض مواعيد المستشفيات، وعلى الطرقات، وألغيت خمسة سباقات للخيول بسبب درجات الحرارة.

وبالإضافة إلى تحذير مكتب الأرصاد الجوية، أصدرت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا تحذيرا على أعلى مستوى لهيئات الصحة والرعاية، من احتمالية وقوع مرضى ووفيات "بين الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة".

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إصدار تحذير من الحرارة من الدرجة الحمراء في أجزاء من بريطانيا، على الرغم من أن نظام التحذير من الحرارة الشديدة بُدئ العمل به فقط عام 2021.

وتنتشر موجة الحر، التي نشأت في شمال أفريقيا، في جميع أنحاء أوروبا وأثارت حرائق الغابات في البرتغال وفرنسا وإسبانيا.

موجة حر شديدة تضرب أوروبا

موقف مصر من موجة الحرارة

وحول مدى تأثر مصر بموجة الحرارة الشديدة التي تشهدها أوروبا، قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية سابقا، إن ما أثر على أوروبا وجعل درجة الحرارة في إسبانيا تصل إلى 44 درجة مئوية هو منخفض الهند الموسمي، وإن هذا من حسن حظ مصر؛ لأنه كلما امتد هذا المنخفض إلى أوروبا أصبحت درجات الحرارة في مصر معقولة وغير مرتفعة.

وأكد عبد العال، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه كلما امتد هذا المنخفض إلى أوروبا وأثر عليها كلما كان هناك تحسن في الأحوال الجوية في مصر، خاصة في درجات الحرارة ونسب الرطوبة. 

ولفت عبد العال، إلى أنه من المعروف أن يكون الصيف حارا ورطبا ولكن سيتخلله بعض الارتفاع في درجات الحرارة مما سيجعله شديد الحرارة ولكن لن تستمر كثيرا مثل السنة الماضية،  وأن العام الماضي وصلت درجات الحرارة إلى 43 درجة، ولكن هذا الصيف سيكون أفضل مقارنة بالصيف الماضي.

وتشهد عدة مناطق في القارة العجوز ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة عبر تاريخها، ووصلت في ألمانيا إلى حد 40 درجة مئوية، وفي إسبانيا 45 درجة مئوية، وفي البرتغال 47 درجة مئوية، وأدى ذلك إلى اشتعال موجة من الحرائق في عدد كبير من الأراضي والغابات.

ولم يتوقف التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة عند حرائق الغابات والأراضي، بل أدت موجة الحرارة الشديدة التي تضرب دول جنوب القارة العجوز إلى وفاة الكثير من الأشخاص، حيث لقي مئات الأشخاص مصرعهم بسبب موجة الحر المرتفعة، ففي إسبانيا لاقى 360 شخصا مصرعهم في أسبوع، وفي البرتغال لاقى 659 شخصا حتفهم، معظمهم من كبار السن.

بريطانيا تحترق