الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نصائح من شخص مهزوم يعيش حياة سعيدة

رشا عمار
رشا عمار

إليك صديقي الذي تشعر أنك محبط ومهزوم، خانك الجميع، وسقطت فوق رأسك السماء وهشمته.

أنت جيد وعلى ما يرام وليس هناك ما يدعو للقلق، الجميع هنا مثلك، لم ينتصر أحد، فلا داعي للحزن، انظر حولك جيداً وإذا كنت قد خسرت كل شيء تذكر إنك، مع كل الأمل والحب والفخر لازلت حياً، ربما ستموت بعد قليل أو بعد مائة عام، لكن ما نعلمه يقيناً الآن هو أنك "لسه عايش". 

دعني أسمع أفكارك، تقول: عما تقرأ هرطقة، أو "هبل"، وإنه كلام سطحي وليس له أي قيمة. 

 

صحيح أنت محق، يبدو الكلام عبثي إلى حد كبير، لكن، ما رأيك إنه كلام علمي وخلاصة تجارب وحياة ناس كثيرون، أذكياء ومثقفون عاشوا الحياة كتجربة، بكل ما تحمله من ألم ومعاناة وفقد وإحباط وخذلان وهزيمة ومرارة.

يجمع الذين أخذوا الحياة على محمل الجد، أنها لا تطاق، صعبة ومملة مهما كانت ناجحة، لم يفلت أحد من انكسار قاصم، خسارة موجعة، أو هزيمة لا يمكن تحملها، والحقيقة أن الذين لم يأخذوا الحياة على محمل الجد "بالطول والعرض يعني"، يتفقون معهم في الرأي. 

لكن الفارق، إن 90 بالمائة من الفريق الأول ماتوا مُنتحرين، وأغلبهم مشاهير ومحبوبين في العالم كله، لكن في لحظة ضعف وشعور بالوحدة والخذلان قرروا يفلتوا إيد الحياة ويهاجروا، والحقيقة المأساة مش في النهاية نهائياً، لكن المأساة الحقيقية في نمط الحياة التي عاشها هؤلاء، نجوم ومشهورين ومبهرين وعظماء ومحبوبين، لكن الحزن نجح يأكل أرواحهم. 

أما الأشخاص "الرايقيين"، وهما نوعين، شخص "رايق" بالفطرة، قادر على تقبل الصدمات برضا وهدوء، وقادر على تجاوز الألم أو على الأقل عدم السماح له بالتسلل إلى روحه، وغالباً الموضع ليس له أي علاقة بالبيئة والجغرافيا أو درجة التدين، أو أي معايير، لأنك ببساطة ممكن تقابل النوع ده من الناس في ريف اسكتلندا الخلاب، أو في "البراجيل"، عندنا هنا. 

 

بما أني شخص أقرب للنوع الأول، وأعاني اكتئاب حاد على فترات، وأشعر بالخذلان والهزيمة والإحباط واليأس....ألخ، من المشاعر السلبية، وكارهه العيشة واللي عايشنها، حاولت من خلال قراءات مكثفة وفيديوهات (وليلة كبيرة أوي حضرتك) خلال الأيام الماضية إني أوصل لمجموعة نصائح ممكن تساعدنا نتجاوز المرحلة، أو نشوف هنعمل إيه في أيامنا اللي مش عاوزه تخلص دي. 

 

أولا: يجمع كبار السن، ذوي الخبرة، الكُمل، من (60 وأنت طالع) إن كل المأسي في الحياة مجرد فترات، ستمر حتماً، وستتنهي أسرع إذا استطاع الإنسان التفكير فيها بهدوء، (يعني مالهاش أي تلاتين لازمة حرقة الدم اللي أحنا قارفين نفسنا بيها دي)، وكما قال الشاعر: كل حاجة بتعدي حتى (لو حبيبك سابك والزمن ضربك على وشك مليون قلم وقلم). 

ثانياً: دائماً هناك حلول لأي أزمة، أحياناً الحلول تكون أصعب من الأزمة، وكلها سوداوية، لكن نرجع للنصيحة الأولى بتاعة الناس الكُمل: "فترة وهتعدي". 

ثالثاً: فكرة الكمال مستحيلة والسعادة الكاملة مستحيلة أكثر، وطبع الحياة القسوة والشقاء وبالتالي أنت محتاج تتعامل وفق الأزمة اللي أنت فيها بالفعل بسبب (عدم فاعلية حباية منع الحمل المغشوشة)، أو لأسباب أخرى، وثالثاً دي نصيحة مني أنا عادي. 

رابعاً: أثبتت عدة دراسات إن الأشخاص الأكثر شعور بـ"الاستحقاق" يعني (اللي شايفين نفسهم يستاهلوا يتقدروا بشكل زايد طول الوقت) هم الأكثر شعور بالهزيمة والإحباط، ولذلك نؤكد إن "الإنسان أي إنسان مش محور الكون بالنسبة لأي إنسان آخر، أياً كانت درجة قرابته أو صلته به، لذلك الخذلان أو الهزيمة مش نهاية الكون. 

وأخيراً: أتمنى نقدر نتقبل الحياة برضا ونقدر نعيش بالحد الأدني من التوازن، أو حتى البرود، خلينا نكون باردين يا جماعة بدل ما نولع في بعض، دون الحاجة لاستشارة الطبيب النفسي (أبو كشف بألفين جنيه في الظروف المنيلة اللي أحنا فيها دي).