الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من راعي أغنام إلى سلطان الصعيد.. حكاية ضريح الإمام محمد الفرغل في أسيوط

توافد الالاف من اهالي
توافد الالاف من اهالي أسيوط لزيارة ضريح سلطان الصعيد

"أنت وليت على البلاد فأعدل بين العباد".. لم يتردد راعي الأغنام أن يقول هذه الكلمات إلى السلطان الحاكم "جقمق" والذي كان يحكم البلاد في عصر المماليك، ورد السلطان قائلا: "سمعاً وطاعة يا سلطان الأولياء" من هنا لقب الإمام محمد أحمد الفرغل بـ "سلطان الصعيد"، والذي يأتي إلى ضريحه الآلاف من المحبين وأتباع الطرق الصوفية لإحياء ذكرى ميلاده في العشر الأواخر من شهر يوليو وحتى الرابع من شهر أغسطس كل عام بمدينة أبوتيج في أسيوط.

 

ولد الإمام محمد أحمد الفرغل، يتيما بقرية بني سميع بمركز أبوتيج في أسيوط في أوائل عام 810 هـ / 1407 م ويرجع نسبه من ناحية والده إلى جده حسن بن أحمد بن محسن بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن عبد العزيز بن موسى بن قرشي بن علي أبو الكرامات بن أحمد أبوالعباس بن محمد ذو النورين بن محمد الفاضل بن عبدالله بن حسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم أجمعين، ويرجع النسب من ناحية والدته إلى فاطمة بنت محمد بن شهاب الدين بن جمال الدين بن يوسف أبو الحجاج بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى بن محي الدين منصور بن عبد الرحمن بن سليمان بن منصور بن إبراهيم بن رضوان بن نصر الدين بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن تقي الدين بن عبدالله بن زين الدين بن عبد الخالق بن أحمد بن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه وبن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم.

 

وعمل الإمام محمد أحمد الفرغل، في رعاية الأغنام في بداية عمره حتى أن عمل بعد ذلك في الحراسة لما كان يتمتع بالأمانة من المحيطين حتى أنه عمل بالزراعة خلفا لوالده حتى أن رحل من قريته بني سميع إلى مدينة أبوتيج، وكان يحظى بحب الجميع خاصة لامتداد نسبه إلى أهل البيت ولقب بالعديد من الألقاب ومنها: "العارف بالله" و"قطب العصر" و"أبو المعالي" و"أبو المجلي" و"أبو أحمد" و"الكرار" وأخرها سلطان الصعيد، وكان سبب إطلاق لقب سلطان الصعيد عليه إنه كان يتمتع بحب الصعايدة ولذلك كان يطلق عليه في القصر إنه معه مفتاح الصعيد لما يتمتع به من حب جارف، وفي أحد المرات كان متواجدا بالقاهرة داخل ديوان السلطنة وقال للسلطان الحاكم "جقمق" والذي كان يحكم البلاد في عصر المماليك: "أنت وليت على البلاد فأعدل بين العباد" فرد عليه السلطان قائلا: "سمعا وطاعة يا سلطان الأولياء"، وكان رد السلطان عليه له مردودا كبيرا بين أهالي الصعيد زادهم حبا للإمام أحمد الفرغل وأصبح لقب سلطان الصعيد هو حديث كل أهالي الصعيد لدفاعه عن حقوقهم أمام سلطان البلاد ومطالبته بالعدل بينهم وبين سكان الوجه البحري.

 

وفي عام 851 هـ /1447م توفي سلطان الصعيد الإمام محمد أحمد الفرغل وهو في سن الأربعين ولقي خبر وفاته حزنا كبيرا بين أهالي الصعيد ،لما كان له من محبة بينهم ودفن في مدينة أبوتيج وبني له ضريحا ومسجدا يأتي إليه الآلاف من الرواد والمحبين والطرق الصوفية كل عام للاحتفال بميلاده قاصدين التبرك بسلطان الصعيد .

 

"زغاريد ودعاء" استقبل بها الآلاف من أهالي أسيوط، ضريح العارف بالله "أحمد الفرغل" بمدينة أبوتيج بأسيوط في اليوم الأول من الاحتفال بمولده بعد توقف لعامين بسبب جائحة فيروس كورونا للتبرك بالضريح، بعد أن حملت النساء والرجال صغارهم على أكتافهم وحرصوا على زيارة ضريح "سلطان الصعيد"، وأطلقت النساء الزغاريد وقام الرجال بتقبيل القفص الحديدي الذي يتوسطه الضريح ماسحين بأيديهم على الباب الحديدي الخاص بالضريح وتقبيل أيديهم لنيل البركة على حد اعتقادهم.

 

 

مشهد غاب لعامين بسبب جائحة فيروس كورونا وقرار إغلاق الأضرحة، ولكن بعد قرار وزير الأوقاف بإعادة فتح الأضرحة عاد محبي العارف بالله أحمد الفرغل سلطان الصعيد إلى احتفالهم بمولده والذي يصل إلى أكثر من 500 ألف مواطن خلال فترة الاحتفال منذ أمس وحتى الخميس 4 أغسطس القادم.

 

وحرصت الأسر، على الحضور من الصباح الباكر إلى ساحة مسجد العارف بالله أحمد الفرغل بمدينة أبوتيج مصطحبين متاعهم وأطعمتهم لقضاء اليوم بأكمله، وفور وصولهم إلى المسجد يذهبون إلى ضريح العارف بالله أحمد الفرغل لإلقاء السلام عليه والدعاء حاملين أطفالهم على أكتافهم بسبب شدة الزحام من المحبين وسط زغاريد النساء ودعاء الرجال ويخرجون بعد ذلك ويفترشون في الساحة الخارجية من المسجد لقضاء يومهم .

 

وعلى الرغم من الظروف المعيشية الصعبة إلا أن هناك أسر تحرص على تقديم الخدمات من أطعمة ومشروبات إلى ضيوف العارف بالله أحمد الفرغل طوال فترة الاحتفالات، حيث يحرص الكثير من إقامة خدمة طوال فترة الاحتفالات وتقديم أطعمة ومنها "العدس والنابت وسندوتشات الطعمية" لضيوف العارف بالله أحمد الفرغل.

0c33b7f9-4a91-411d-82cc-ec012b9b164d
0c33b7f9-4a91-411d-82cc-ec012b9b164d
0fe1bf76-0796-4f89-ae04-81fe4e042083
0fe1bf76-0796-4f89-ae04-81fe4e042083
58479ffb-6c8b-4efc-b520-8bea878db8fe
58479ffb-6c8b-4efc-b520-8bea878db8fe
98164a8c-1713-4327-9fda-d5d55d48a856
98164a8c-1713-4327-9fda-d5d55d48a856
546060ba-34f6-458f-a5ca-0ca165666383
546060ba-34f6-458f-a5ca-0ca165666383
627901fd-162e-4e62-b8f9-793974bcb672
627901fd-162e-4e62-b8f9-793974bcb672
f916a10d-504a-4b16-98e6-cdc5c550445c
f916a10d-504a-4b16-98e6-cdc5c550445c