الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التهمت 520 جنديا.. قصة أكبر هجوم للتماسيح على البشر بالحرب العالمية الثانية

صدى البلد

ما أصعب أن يقع الإنسان بين المطرقة والسندان، وهو يعلم أن كلا الطريقين يعني هلاكا محققا، وهو ما حدث مع 1000 جندي ياباني، وجدوا أنفسهم في جزيرة محاطون بقوات العدو من جانب، وعلى الجانب الآخر مستنقع يضم تماسيح شرسة.

قاعدة عسكرية يابانية في رامري

في عام 1942، وفي خضم الحرب العالمية الثانية، تمكن الجيش الياباني من السيطرة على جزيرة رامري الواقعة بالقرب من بورما "ميانمار".

وعلى إثر هذا النجاح العسكري، أقام الجيش الياباني قاعدة عسكرية بهذه الجزيرة من أجل اعتمادها كنقطة عبور أساسية لنقل الإمدادات لقواته المتواجدة بجنوب ميانمار.

مطاردة 1000 جندي ياباني

في عام 1945، باشرت قوات الحلفاء  عملية عسكرية من أجل استرداد هذه الجزيرة من قبضة الجيش الياباني، بهدف إقامة قاعدة جوية بها، واعتمادها لاستهداف اليابانيين بالمنطقة. 

عقب معركة دامية كللت بالنجاح باشرت القوات البريطانية عملية مطاردة ما يقارب ألف جندي ياباني رفضوا الاستسلام، وخلال تلك الفترة رفض الجنود اليابانيون تسليم أنفسهم للبريطانيين، مفضلين اجتياز الغابات الاستوائية والمستنقعات القريبة والالتحاق ببقية قواتهم.

أشرس أنواع التماسيح

تزامنا مع هذا القرار السيء، بدأت معاناة الجنود اليابانيين، فعلى إثر تجاهلهم لنداء الاستسلام قرر الجنود اليابانيون الذين قدّر عددهم بنحو ألف عنصر، اجتياز  الغابات الاستوائية والمستنقعات التي كانت تمتد على مسافة قاربت العشرة أميال، وفي غضون ذلك عرف عن هذه الغابات أنها كانت موطنا لواحد من أخطر الحيوانات المفترسة على وجه الأرض، والذي لم يكن سوى تمساح المياه المالحة. 

حسب العديد من المختصين كان طول تمساح المياه المالحة يقدر بنحو عشرين قدما، وكان وزنه يبلغ 2000 كيلو جرام، فضلا عن ذلك كان التمساح الصغير من هذا النوع قادرا على قتل إنسان بالغ.

حشرات ونباتات سامة تساعد التماسيح

خلال تجاوزها لهذه الغابة الاستوائية، واجهت القوات اليابانية تماسيح المياه المالحة، وقد تركزت هجمات هذه الحيوانات المفترسة خلال فترة الليل، فضلا عن ذلك اضطر الجنود اليابانيون في الغالب إلى التخلي عن رفاقهم المصابين وتركهم فريسة سهلة للتماسيح.

ونقل الجنود البريطانيون المرابطون قرب الغابة سماعهم لأصوات الرصاص داخل الغابة طيلة فترات الليل.

إضافة إلى خطر تماسيح المياه المالحة، واجه الجنود اليابانيون مشاكل عديدة، حيث كانت الغابة الاستوائية موطنا لأعداد كبيرة من الحشرات والنباتات السامة، فضلا عن كل هذا عانى اليابانيون من شح مصادر المياه.

جينيس: أكبر هجوم للتماسيح على البشر

في النهاية نجح 480 جنديا يابانيا في تجاوز غابة جزيرة رامري والالتحاق بزملائهم، بينما تسببت هجمات تماسيح المياه المالحة في مقتل ما لا يقل عن 520 جنديا آخرين، وبسبب هذا العدد المرتفع للقتلى أصبح هجوم تماسيح جزيرة رامري أكبر وأشرس هجوم تماسيح عرفه التاريخ.

وصنفت موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية هذه الحادثة على أنها أكبر هجوم تنفذه التماسيح على البشر في تاريخ الإنسان.