EN 
كثيرا ما ترتبط الجزر بقصص الحب والغرام، فكتب الشعراء ابياتا في وصف الجزيرة كمكان لنمو الحب بين الخضرة والماء، وبرعت السينما الأمريكية في تصوير الجزر بصورة رائعة، ولكن ما لم تجرؤ السينما على تصويره أو حتى الاقتراب منه، هي جزيرة "ايلا دي كيمادا جراند"، أو جزيرة الثعابين على سواحل البرازيل، التي تفوقت على خيال صناع السينما، خاصة أنها جزيرة يسكنها الثعابين والأفاعي شديدة الخطورة فقط.
أخطر مكان في العالم
كما تضم البرازيل أبرع لاعبوا كرة القدم، وتبرز بها المناظر الخلابة، تضم أيضا جزيرة الثعابين أو جزيرة الأفعى أو "إيلا دي كيمادا جراند" الواقعة على سواحل البرازيل تحديداً، وعلى بعد حوالي 93 ميلا من مركز مدينة ساو باولو.
وتضم هذه الجزيرة عدداً كبيراً من الأفاعي والثعابين الأشد فتكاً على مستوى العالم، إذ يبلغ متوسط عدد الثعابين خمس ثعابين لكل متر.
تاريخ البشر مع الجزيرة
منذ عام 1909 حتى عشرينات القرن الماضي، كان عدد قليل من البشر يقطنون الجزيرة لإدارة منارتها، لكن وفقًا لقصة محلية فإن أحد الحراس وجد مقتولًا مع جميع أفراد أسرته بعد أن تسللت مجموعة من الثعابين السامة إلى منزله وقتلتهم جميعًا.
بينما تقول أسطورة أخرى إن آخر صياد ظل بالقرب من شواطئها، تم العثور عليه بعد أيام في قاربه، جثة هامدة في بركة من الدماء.
مساحة جزيرة الرعب
تحتل جزيرة الثعابين مساحة صغيرة نسبياً مقارنة بباقي الجزر البرازيلية، حيث تبلغ حوالي 0.43 كم.
أما من الناحية المناخية فيسود المناخ المعتدل في الجزيرة، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة خلال شهر أغسطس 19 درجة، و28 في شهر مارس.
فخ المناظر الخلابة يكلفك حياتك
تتمتع جزيرة الثعابين بمناظر طبيعية خلابة على الرغم من خطورتها؛ لذلك قد يعتقد كل من يراها أنها تعتبر مكان مثالي للسياحة، والاستمتاع بأجواء الشاطئ، والتنزه في الغابات، إلا أنها ما أن تطأ قدماك أرضها ستتعرض للدغ لا محالة.
وشهدت الجزيرة في وقت ما، محاولة للاستفادة من أرضها كأراضي زراعية، من خلال استخدام أسلوب زراعي يتضمن قطع وحرق النباتات في الغابات المطيرة، وكان من المفترض زراعة الموز، لكن هذا المشروع باء بالفشل، بسبب وفة كافة العاملين بالجزيرة.
زيارة جزيرة الثعابين "بتصريح حكومي"
تعتبر زيارة جزيرة الثعابين تهديدا حقيقيا وخطيرا للحياة، فقد أدى التواجد الكبير للثعابين والأفاعي في جزيرة "إيلا دي كيمادا جراند" إلى موت الكثير من الناس قبل أن تصبح زيارة الجزيرة محظورة رسميا؛ سواء كانوا سكانا محليين أو سياحا أو باحثين.
وأصدرت الجهات المختصة في البرازيل، قراراً بمنع زيارة الجزيرة إلا بعد الحصول على تصريح قانوني بذلك، ويمكن للعلماء ذوي الخبرة ممن لديهم تصريح خاص لدخول الجزيرة الإطلاع على ما فيها والمخاطرة بحياتهم في سبيل مشاهدة أحد أخطر الأماكن على وجهة الأرض.
وتشترط الحكومة البرازيلية في أي زيارات مسموح بها قانونيا وجود طبيب مختص مرافق للوفد؛ خوفاً من حصول أي حادث لدغ من الأفاعي الخطيرة، وبالتالي التقليل من خطر الموت، كما تقوم البحرية البرازيلية بإيقاف سنوي للزيارات في الجزيرة؛ بهدف صيانة المنارة المتواجدة هناك.
موطن أفعى الرأس الذهبي الأخطر عالميا
تمثل جزيرة الثعابين، الموطن الوحيد لأفاعي الرأس الذهبي، حيث لا يمكن العثور على هذا النوع تحديداً في أي مكان آخر على وجه الأرض.
وتعد الجزيرة موطنًا أيضا لأنواع أخرى من الثعابين، فهي تضم أفاعي ديبساس البيفرون، التي تعتبر غير سامة وتعيش في الغابات المطيرة.
كما تمثل نقطة جذب للمهربين وصائدي الأفاعي، حيث يقوم هؤلاء بصيد الثعابين وبيعها في السوق السوداء بأسعار باهظة، قد تتراوح بين 10 آلاف إلى 30 ألف دولار.
