الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبيد الإخوان "5"

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

رغم تأكيدات  السلطات التركية أنها تقوم بالتضييق على عناصر الإخوان المسلمين المصريين الهاربين إليها عقب الإطاحة بالمعزول محمد مرسى العياط  فى عام 2013  نتيجة ثورة شعبية عارمة اندلعت ضده و ضد حكم الجماعة الإرهابية، لما اقترفته من أعمال عنف و قتل وسفك دماء وتخابر مع دول اخرى معادية لنا ، وبتوقيف أنشطتهم الإعلامية تمهيداً للتقارب مع مصر، إلا أن الأيام الماضية شهدت نشاطاً مكثفاً لعناصر الجماعة وأذرعها المسلحة وعناصر إرهابية أخرى تابعة لها من خلال عدة تحركات داخل تركيا فى جبهتى محمود حسين وإبراهيم منير اللذان يسعيان لتأسيس كيانات مسلحة وغير مسلحة موازية  لكيان الجماعة مع  توفير الدعم المالى الكافى لهما.

 

واستضافت تركيا فى يناير الماضى 2022 ، وتحديداً مدينة إسطنبول، مؤتمراً  تحت عنوان "شباب التغيير، عقد من النضال وخطوة للمستقبل"، شارك فيه عدداً من قيادات جماعة الإخوان في مصر والعالم العربي وقيادات حركة "حسم"، الجناح المسلح لجماعة الإخوان بمصر. واستهدف  هذا المؤتمر، وفق كلمات المشاركين فيه، "إعادة إحياء" ثورات ما عرف بالربيع العبرى وإعادة الشباب الهاربين لتركيا إلى بلدانهم مجدداً "للمشاركة في عملية التغيير وإزالة الأنظمة الحاكمة  على حد قولهم حينها .

 

وناقش ذلك المؤتمر عدّة محاور، أهمّها "تقييم التجارب الثورية في بلدان الربيع العبرى " و"حالة المزاج الشعبي تجاه التغيير والنخب"، و"سمات الجيل الشبابي الجديد وموقعه في معادلة التغيير"، و"فرص انبعاث مشروع الثورة والتغيير وأبرز التحديات"، و"المنطلقات الفكرية والسياسية والتنظيمية لعملية التجديد والانبعاث".

والغريب فى الأمر أنه رغم تأكيدات الإدارة التركية التضييق على عناصر الاخوان الهاربين لديها وإغلاق منابرهم الإعلامية الا ان  حزب العدالة والتنمية التركي وهو الحزب الحاكم  شارك فى ذلك المؤتمر ،  حيث قدم مصطفى شان، نائب رئيس الحزب، كلمة قال فيها إن "الشعوب تعيش تحت وطأة الحروب والمآسي والحروب الداخلية والإرهاب، ومن الممكن أن تعيش المنطقة بأكملها تغيراً جذرياً على يد الشباب".

 

وأضاف شان موجهاً حديثه للشباب الإخوان الهاربين المشاركين: "تركيا وطنكم، لكن لا بد أن تكون لدى الشباب خطة للعودة إلى بلدانهم"، وختم بالقول: "لا يمكنكم ترك وطنكم للآخرين، مكانكم هنا في قلوبنا وفوق رؤوسنا، لكن يجب ألا يبقى الحال هكذا، لا يمكنكم ترك بلادكم للأجانب والظلمة"، وفق تعبيره.

 

من جهته، هدد رضا فهمي، وهو قيادي إخواني هارب ورئيس مؤسسة "ميدان" ورئيس لجنة الأمن القومي السابق في البرلمان المصري، بإعادة "الحراك المسلح والثوري"، وفق وصفه. وقال إن المؤتمر في اسطنبول "يأتي في مرحلة خطيرة جداً، حيث ظنت الثورات المضادة في بعض الدول أنها أصبحت مسيطرة وأن التيار الثوري فقد كل أدواته".

 

واللافت للنظر  في مؤتمر اسطنبول هو مشاركة محمد منتصر، القيادي في "حركة حسم" الإخوانية، والذي توعد خلال كلمته بـ"التدخل للحلحلة والخلخلة وتحريك الوضع القائم" في الدول العربية وعلى رأسها مصر، مضيفاً أن "كل الثورات لها فرص أخرى للانبعاث".

وقال منتصر، المدان بأحكام قضائية عديدة في مصر لتورطه في عمليات عنف وإرهاب واغتيالات: "لقد اخترنا عقد المؤتمر في هذه الفترة لتوصيل رسالة أن الثورات لم تنته وأن هناك موجات أخرى ستكون فيها الغلبة للثورات".


ما لم يكن معلناً من قبل لكن تكشف خلال المؤتمر وظهور محمد منتصر علناً هو استضافة تركيا لقيادات "حركة حسم" الإخوانية المدرجة على قوائم الإرهاب الأمريكية  على أراضيها وتوفير غطاء لهم للعمل من جديد من خلال مؤسسة "ميدان".

 

وتستهدف هذه المؤسسة تدريب الشباب على الاحتشاد في الميادين والعمل المسلح وتنفيذ التفجيرات واستهداف والأفراد والمنشآت خلال الحراكات الثورية. يتوافق ذلك مع ما تكشف من معلومات صاحبت عملية القبض على حسام سلام قيادي "حسم" الذي كان متوجهاً لتركيا قادماً من السودان فى يناير الماضى  وتم القبض عليه في مطار الأقصر خلال هبوط طائرته اضطرارياً، حيث أكدت تلك المعلومات أن قيادي "حسم" كان متوجها لتركيا بتعليمات من قادة الجماعة المتواجدين هناك لإعادة إحياء "اللجان النوعية المسلحة" وإطلاقها للعمل من جديد.

 

ولم يكن "مؤتمر التغيير" الذي عقدته جماعة الإخوان على الأراضي التركية وناقشت فيه سبل تجديد وإطلاق العمل المسلح هو النشاط الوحيد الذي مارسته الجماعة على الأراضي التركية رغم مزاعم التضييق عليها، بل كان هناك نشاط آخر تواكب مع ذلك. فقد أجرت "جمعية الجالية المصرية بتركيا" فى يناير 2022  انتخابات لاختيار أعضاء مجلس إدارة جديد.

وأسفرت الانتخابات عن فوز قائمة الإخواني عادل راشد برئاسة الرابطة ومعه الإخواني سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية ومستشار المعزول محمد مرسي. أما المفاجأة فكانت في اسم آخر فاز ضمن القائمة وهو محمد الغزلاني المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية  لصلته بالقاعدة.

وفي سبتمبر الماضي أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية  فرض عقوبات على 5 أشخاص، هم 3 أتراك ومصريان اثنان، لصلاتهما بتنظيم القاعدة، وكان من بين المعاقبين مجدي سالم، وهو محامٍ مقيم في تركيا ولد في مصر، ويعتبر أحد الميسرين الأساسيين لمجموعة من أنشطة القاعدة في تركيا، حيث عمل كساعٍ مالي داخل شبكة القاعدة. كما كان ضمن المعاقبين محمد نصر الدين الغزلاني، وهو مصري يعمل خبيراً في تيسير تنظيم القاعدة وساع مالي أيضاً مقره تركيا.

وكشفت المعلومات أن غزلاني استخدم التحويلات النقدية لدعم القاعدة، وكذلك لتوفير الأموال وتحويلها لحسابات عائلات أعضاء القاعدة المسجونين. وغزلاني هو أحد الإرهابيين المحكوم عليهم بالإعدام في قضية أحداث كرداسة التي وقعت في العام 2013، ويبلغ من العمر 57 عاماً.

وهو المتهم الأول والرئيسي في القضية التي شهدت حرق قسم شرطة كرداسة وقتل ضباط على رأسهم اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. كما كان أحد المتورطين في قضية خان الخليلي في التسعينيات. وانضم لتنظيم "طلائع الفتح" مع محامي الجماعات الإرهابية مجدي سالم، وتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن ثم أفرج عنه بعفو من المعزول  محمد مرسي.

وكان يتولى تنفيذ تكليفات لخيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان بالتواصل والاتصال مع التكفيريين وعناصر الجماعات المتطرفة في سيناء. ورصدت الأجهزة الأمنية لقاءات بينه وبين قيادات إرهابية في سيناء. وعقب فض اعتصامي رابعة والنهضة ومشاركته في مذبحة كرداسة وتورطه في قتل ضباط وأفراد الشرطة، هرب إلى تركيا وعاقبته محكمة مصرية بعد ذلك بالإعدام شنقاً . وللحديث بقية إن شاء الله حول تفاصيل التنظيم الإرهابى وأجندته خلال الفترة القادمة.