EN 
حكايات و أساطير يتناقلها الأحفاد جيلاً بعد جيل، دون سند علمى، أو معلومة مؤكدة حول ما يسمى بـ "حجر المعراج"، لكن الحقيقة المؤكدة أن الحجر بشكله الغريب مازال بحوزة الأهالى ينتقل من ديوان لآخر من دواوين العائلة التى تملكه بقرية النجمة والحمران التابعة لمركز أبوتشت شمال قنا.
"حجر المعراج" كما يطلق عليه الأهالى بالقرية، يحمل تجويفات ولمعان غريب، يجعل من ينظر إليه، يجزم بأنه أمام حجر غير عادى، يحمل فى طياته أسرار لم تكشفها الأيام حتى الآن، ما جعله مثار جدل و اهتمام كبير من قبل الأهالى متعلمين أو من بسطاء لا يمتلكون حظاً من التعليم.
رغم وجود "حجر المعراج" منذ عقود طويلة بحوزة عائلة بقرية النجمة و الحمران، إلا أن الجميع يختلف على عمر الحجر و تاريخ وجوده فى القرية، كما يختلفون على مصدر الحجر، فمنهم من يبالغ فى تخيلاته واصفاً إياه بأنه حجر مبارك نزل من السماء، و آخرين يرددون بأنه تشرف بوضع النبى محمد صلى الله عليه وسلم قدمه الشريف فوقه.
الخرافات و الأساطير التى تطلق على الأشجار العتيقة و بعض الأضرحة القديمة، لم يسلم منها حجر المعراج، فقد قصدته الكثير من النساء اللاتى حرمن من الإنجاب، أملا أن تتحقق أحلامهن بجوار الحجر المبارك، رغم اعتراض العائلة التى تمتلك الحجر، على أى تجاوزات تجاه الحجر، الذى يعتبرونه بمثابة أمانة وتراث يجب الحفاظ عليه.
قال كمال الحمرانى، شاعر، منذ طفولتنا ونحن نجد حجر المعراج فى بيتنا، يتعهده الجميع بالرعاية والاهتمام، ما جعلنا ملزمين بأن نسير على درب آبائنا و أجدادنا فى الحفاظ على الحجر، دون أى تجاوزات، فبحكم الوراثة أصبحت مسئولا بشكل مباشر عن الحجر، لذلك هو بحوزتى وفى منزلى،وسوف يظل كذلك يتوراثه الأبناء لأنه بمثابة جزء من تاريخ العائلة.
و تابع الحمرانى، رغم أهمية الحجر بالنسبة لنا ، إلا أننا لا نعتقد بوجود أهمية دينية أو بركات للحجر، كما يظن الأهالى، الذين يتوافدون لزيارة الحجر خلال احتفال سنوى يتزامن مع ليلة الـسابع و العشرين من شهر رجب، ولا نملك أن نمنع أحد من رؤية الحجر، فهو ملك للجميع ونحن ملتزمون بالحفاظ عليه.
وأضاف الحمرانى، بأن هناك ربط بين الحجر و ليلة الإسراء و المعراج لذلك أطلقوا عليه " حجر المعراج"، لكن لا أعتقد ذلك وليس لدى أى سند علمى يجزم بحقيقة الحجر، و أعلم تماماً بأنه لا ينفع ولا يضر ولا يمثل أى قيمة، كما أن هناك روايات تتحدث عن سقوط الحجر من السماء و أنه نيزك من الفضاء وهو أمر قدي يحتمل الصواب و الخطأ ، لأننا لم نجد أى اهتمام علمى بالتعرف على حقيقة الحجر ، وليس لدينا أى اعتراض على عرض الحجر على لجنة علمية تحدد و تقيم طبيعة وحقيقة الحجر.
و قال عبدالحميد الطاهر "موظف"، حجر المعراج أصبح مقصداً للكثير من الأهالى من أماكن كثيرة و خاصة خلال ليلة الإسراء والمعراج، لكن لا نعرف سبب ربط اسم الحجر بالمعراج والمناسبة، فهناك روايات متداولة يتناقلها الأجيال جيلاً بعد آخر دون وعى، نسمع بها منذ أن كنا أطفال صغار.
وأضاف الطاهر، لا أستطيع أن أنفى أهمية و قيمة الحجر لعدم وجود دليل يؤكد أو ينفى، فما نسمعه عن الحجر من روايات بعضها يتقبله العقل وكثير منها لا يمكن القبول به، لكن نحاول بقدر الإمكان محاربة الخرافات التى تدور حول الحجر، مثلما نلتزم بالحفاظ عليه.
حجر المعراج
