الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صراع مع الموت

محمد شعبان
محمد شعبان

تبدو الحياة سهلة وعابرة ولا نحمل لها ثقلا، وتمر الأيام يوماً تلو الآخر في صحة ورغد من العيش وكأن الآخرة والموت في وادٍ آخر وغير معترف بقربهما في أي وقت ولحظة دون سابق إنذار أو تنبيه، ولا نفكر في كيفية الموت وصعوبة خروج الروح، ونهرول وراء المناصب وجمع الأموال ونتسابق في المشاحنة والخصام وكأن لدينا شهادة ضمان بعد طلوع الروح والتقاط الأنفاس الأخيرة على الأرض.

ولكن ما شهدته اليوم في ثوانٍ معدودة قال غير ذلك تماما، وأكد أن الإنسان ضعيف وهش وليس له في نفسه شيء، مجرد لسان فقط، وذلك عندما قررت أن أعتلي لعبة أكوا بارك «زحليقة» ذات ارتفاع يقترب من العشرة أمتار في محاولة بائسة للتنزه واللهو مثلما يفعل العديد في منطقة مصيف كنت أقضي بعض الوقت داخلها بصحبة الأهل، لتدفعني المياه الجارفة من أعلى اللعبة لأسفل قاع حمام السباحة، والذي كان يبلغ عمقه ثلاثة أمتار لتغيب عني الحياة لبعض ثوانٍ وينقطع النفس ويسكت الكلام ويفقد اللسان النطق وأبتلع كميات ليست قليلة من المياه في محاولة فاشلة للتنفس. 

وكان ما يدور بداخلي هو نطق الشهادة فقط تحت كميات مهولة من المياه، ليأتي أمر الله وفرجه بكتابة عمر جديد لي على يد صديقي محمد إبراهيم الذي جذبني من الأسفل بصحبة أخي يوسف شعبان، وهنا نظرت وكأني عدت من جديد إلى الحياة في رحلة قصيرة مع الموت والآخرة ليست بسهلة.

عقب ما حدث من لحظات موت، تأكدت أن الإنسان ما أضعفه، وأن كل ما تهرول وراءه ما هو إلا صراع مع الحياة الكاذبة دون نظر إلى الاستعداد والتجهيز للقاء المولى عز وجل.

حفظكم الله من كل سوء وشر.