الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لأنه ولد دون أم وأب.. طالب يحرم من تدريب بشركة طيران

صدى البلد

"انا تعبت" جملة من كلمتين كانت بداية لـ قصة شاب مصري طالب بـ الجامعة الأمريكية فاض به الكيل التفرقة المجتمعية ومعاناته منذ أن ولد دون أن ترى عيناه أب أو أم، ودون أن يسند اسمه لقب عائلة وحده اسمه "علي" وما بعده أسماء وهمية لا وجود لها وضعت في شهادة الميلاد من قبل دار الأيتام كحال باقي من تربى على نفس الحال.

كان حظ  الطالب بـ الجامعة الأمريكية "علي" من الدنيا القسوة من يوم ميلاده  ولم تقف  قسوتها عند حد غياب الأم والاب بل استمرت لتأكل أحلامه الذي سعى بكل ما أتى من قوة لتحقيقها دون يأس منه ولكن عركتله قصة ميلاده وتربيته في دار أيتام في بداية طريقه.

ثقل كاهله بـ الرفض والتفرقة بينه وبين زملاؤه في التدريب بإحدى شركات الطيران، لم يتحمل كتفيه وحده هذا الثقل فقرر أن يشاركه مع رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذين تفاعلوا معه بـ آلالاف التعليقات والمشاركات.


بدأ  "علي"  قصته عبر صفحته على "الفيسبوك":"مكنتش متخيل ان ممكن في يوم اقول كده بس انا بجد تعبت من السخافة و تعبت من كتر ما عمال اعدي في مواقف بايخة وسخيفة بسبب حاجة انا مخترتهاش".

وأكمل بـ غضب تلتقطه أعين القارئ من كلماته:" أنا من يوم مفتحت عيني على  الدنيا وأنا موجود في بيت لرعاية الأيتام و طبعا مش محتاج اتكلم عن كم التفرقة و العنصرية و نظرات التقليل اللي الواحد بيتعرضلها من و هو صغير".


مشوار طويل قطعه "علي" رغم ما عانى منه:" الحمد لله اجتهدت كتير جدًا في حياتي و طلع عيني و ربنا وفقني و اخدت منحة لدراسة الهندسة الميكانيكية في الجامعة الأمريكية الـ AUC، وكأي طالب في هندسة بننزل في الصيف ندور ع تدريب عملي علشان ننمي مهارتنا و نتعرف ع سوق العمل و كمان مينفعش نتخرج من غير عدد ساعات تدريب عملي معين".

وتابع قصته:"قدمت علي تدريب صيانة تابع لـ مصر للطيران وحقيقي كنت متحمس جدًا إن هشوف ورش ضخمة ومعدات كتيرة وهسمع من مهندسين بقالهم كتير في المجال واخد من خبرتهم".

بحجم الحماس الذي كان يتملك علي جاءته الصدمة:"المهم النهاردة كنت رايح انا و مجموعة من زمايلي في الجامعة نحضر أول يوم تدريب في مصر للطيران، فضلوا ينادوا علي اسامي الناس اللي هتحضر التدريب العملي بتاع الصيانة و دوناً عن كل زمايلي الي معايا في الجامعة اسمي متنداش".


فيما أكمل:"طلعت علشان اشوف المشكلة في ايه لاقيتهم بيقولولي انهم نقلوني تدريب تاني اسمه التمثيلي او ال simulator و طبعا ده مش في الورش و الهناجر بتاعة المطار ده بيبقي في فصل عادي مفهوش حاجة عملي".

تكاثرت الأسئلة في ذهن الشاب :" طب نقلتوني ليه؟، وايه الأسباب؟"، فكانت الإجابات كلها هي الموافقة الأمنية التي تطلب عند التقدم لهذه  الورشة، وذلك لأن هناك استمارة وهي استمارة موافقة أمنية يطلب فيها بيانات الأب والأم ، وفي حالة "علي" هي خانة فارغة ليس فيها سوى غير أسماء والدين تضعهما الدولة حطتها في شهادة الميلاد دون رقم قومي أو مهنة لهما.

حاول طالب الجامعة الأمريكية أن يجد حلًا ولكن الأبواب توصد أمامه:"قولتلهم طيب هم مش موجودين اعمل ايه؟ حاولت افهمهم اني من دار و ان مفيش بيانات متوفرة علشان اكتبها في الخانة غير الاسم بس، قالولي مش هينفع لازم تملاها كلها،  حاولت اعرض اني اجيب جواب من البيت بيثبت اني من ابناء مصر الايتام و مقيم في دار رعاية من وأنا صغير" ولكن لا حياة لمن تنادي ولم يحصل "علي" على مراده  إلا بتدخل من وزارة الطيران لـ حل المشكلة.