الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين وأمريكا يقودان العالم للنهاية.. تفاقم أزمة المناخ بسبب زيارة بيلوسي لتايوان

الصين وأمريكا
الصين وأمريكا

في ظل التأثيرات الكبيرة لظاهرة التغيرات المناخية، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الفيضانات، وحرائق الغابات في استراليا وجنوب أوروبا ودول حوض البحر المتوسط، طفت على السطح مشكلة جديدة تزيد من أعباء إيجاد حلول لظاهرة التغيرات المناخية، وهي قرار الصين الأخير بوقف المحادثات الثنائية مع أمريكا، بشأن تغير المناخ وذلك قبل أقل من 100 يوم على انطلاق قمة المناخ المقرر انعقادها في نوفمبر المقبل بشرم الشيخ.

وقف مباحثات المناخ بين الصين وأمريكا

قرار الصين جاء ردا على زيارة نانسي بيلوسي، رئيس مجلس النواب الأمريكي، إلى تايوان والتي اعتبرتها بكين، استفزازا كبيرا، وبدأت على إثرها تدريبات عسكرية بحرية وجوية حول جزيرة تايوان على نطاق لم يسبق له الحدوث.

الولايات المتحدة في المقابل، اعتبرت قرار الصين بتعليق الحوار حول التغير المناخي، قرارا غير مسئول، وقال المبعوث الأمريكي الخاص لملف المناخ جون كيري، إنه يجب ألا تمنع أي دولة التقدم في القضايا الوجودية العابرة للحدود بسبب خلافات ثنائية.

الأمم المتحدة من جهتها، أكدت على لسان أنطونيو جوتيرش، الأمين العام للمنظمة، أنه من المستحيل حل المشاكل الأكثر إلحاحا على غرار الاحترار المناخي العالمي، دون حوار فاعل بين الصين وأمريكا.

الصين وأمريكا أكبر منتجي الغازات الدفيئة

ويرجع ذلك لأن الدولتان، من أكثر دول العالم، المسببة للانبعاثات الكربونية، حيث جاءت الصين كثاني أكبر اقتصاد حول العالم في المرتبة الأولى من حيث حجم الكربون الضار الصادر منها إلى الغلاف الجوي، بكمية بلغت 10 مليارات طن، وفي المرتبة الثانية، جاءت أمريكا كثاني أكبر اقتصاد حول العالم، والتي ضخت للغلاف الجوي انبعاثات كربونية ضارة بلغت كميتها 5.4 مليارات طن.

وفي المرتبة الثالثة جاءت الهند، بإجمالي انبعاثات بلغت كميتها العام الماضي، نحو 2.65 مليار طن، وبشكل جماعي، تولد الدول الخمس عشرة الأولى 72% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ بينما تنتج بقية دول العالم البالغ عددها 180 دولة ما يقرب من 28% من الإجمالي العالمي, وهو ما يقرب من الكمية التي تنتجها الصين بمفردها.

هذه الدول تعهدت في نوفمبر الماضي، في قمة المناخ التي عقدت في جلاسكو، بتسريع وتيرة العمل معا من أجل المناخ خلال كوب ٢٦، وأن الولايات المتحدة والصين سوف يعقدان اجتماعات دورية للتعامل مع أزمة المناخ، وأكدوا التزامهما بالعمل معا لتعزيز تنفيذ اتفاق باريس لعام 2015، والآن يوجد تخوف كبير من تراجع الدول عن تعهداتها بشأن خفض الانبعاثات التي تم إعلانها في جلاسكو بما ينذر بكارثة تهدد الأرض.

قرار الصين رد فعل على زيارة بيلوسي لتايوان

في هذا الصدد، قال عماد الأزرق، رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث وخبير الشؤون الآسيوية، إن هذا القرار الصيني، يأتي ضمن حزمة من الإجراءات التي تعتزم بكين اتخاذها في إطار الرد على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، مشيرا إلى أن هذه الزيارة جاءت بشكل استفزازي وهو نوع من تعدي للخطوط الحمراء خاصة أن الصين تعتبر تايوان جزء لا يتجزأ منها، وبالتالي تعتبر الصين زيارة  نانسي بيلوسي، تدخل في شئونها الداخلية.

استبعاد العمل العسكري

‏‎وأضاف الأزرق، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه كان على الصين الرد بقوة على هذه الزيارة ، ولكن في ظل أن الإجراءات العسكرية مستبعدة تماماً في هذا التوقيت، فكان عليها اختيار مجموعة من الإجراءات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، تأتي على رأسها وقف المحادثات والتعاملات العسكرية، ‎وكذلك وقف المحادثات والتنسيق في مجال التغير المناخي وغيرها من الإجراءات التي ستقوم بكين باتخاذها .

‏‎وفيما يخص تأثير هذا القرار على دول العالم النامي، أوضح الأزرق، أن الصين وأمريكا أكبر قوتين  اقتصاديتين في العالم وأكبر دولتين صناعيتين في العالم وبالتالي أكبر دولتين متسببتان في إحداث التغيرات البيئية والمناخية، ويقع عليهم مسئولية إنسانية ودولية في تحمل أعباء التغيرات المناخية التي تدفع فاتورتها بالأساس الدول النامية، مشددا على أن وقف هذه المباحثات سيؤدي لضرر بالغ في مجال التعاون الدولي في مواجهة التغيرات المناخية.

الأمل في قمة شرم الشيخ

‏‎وأشار الأزرق، إلى أنه يمكن لمصر أن تلعب دورا مهما في هذا الصدد بالتزامن مع استضافتها مؤتمر كوب 27 لإعادة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ولكن على المدى القصير سيكون هناك موقف مضاد من الدول الأوروبية على قرار الصين وسوف توجه دعوة لكي تتراجع الصين عن قرارها.