الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دخل بكسر طلع في كفن.. حكاية طفل من أسيوط دخل للعلاج خرج جثة هامدة.. فيديو

الطفل محمد محمود
الطفل محمد محمود

تحولت الضحكات التي كانت تهز جدران المنزل البسيط إلى بكاء وصمت وحزن وتحول الشارع  الذي كان يمتلئ بالأطفال إلى شارع خال من الأطفال بعد وفاة صاحب الضحكة "محمد " الذي تصادف عيد ميلاه الحادي عشر يوم وفاته وكان أخر طلب له قبل وفاته رؤية شقيقه الأصغر ويبدو أنها كانت نظرة الوداع.

“محمد” كان يلعب كرة في الشارع مع اقرأنه بمنطقة الصاغة القديمة بحي غرب أسيوط وأثناء اللعب سقط على ذراعه وظل يصرخ وقام عمه بحمله مسرعا إلى مستشفى المبرة التابعة للتامين الصحي بأسيوط وقام الأطباء بوضع ذراعه في الجبس ولكن بعد ساعات حدثت مضاعفات أدت إلى وفاته.. والتفاصيل في هذا التقرير .

قال إبراهيم محمد عم الطفل محمد محمود محمد: "يوم الثلاثاء الماضي في الليل كان “محمد” يلعب مع الأطفال في الشارع كعادته كل يوم وسقط على ذراعه وتعرض للكسر أخذته أنا ووالدته إلى مستشفى المبرة التابعة للتامين الصحي وطلبوا عمل إشاعة له حتى يحضر الطبيب لان الطبيب لم يكن متواجد في المستشفى وقاموا بالاتصال بالطبيب وحضر وشاهد الإشاعة وقال لنا ده كسر لا يوجد قلق منه وهنجبس ذراع " محمد “ وقاموا بالفعل بوضع ذراعه في الجبس وقولت للطبيب ده في جروح ممكن يكون محتاج تركيب شريحة أو مسامير فرد علي الطبيب لا الموضوع سهل ومش محتاج حاجه غير الجبس وقمنا حتى بشراء القطن من خارج المستشفى رغم أن محمد تلميذ في مدرسة ويخضع للتامين الصحي”.

وأضاف عم الطفل : طلب الدكتور عمل إشاعة تأني لـ " محمد “ وبالفعل عملنا الإشاعة في المستشفى وشاهدها الدكتور وقال يظل أسبوع في الجبس وبعد أسبوع نقوم بعمل إشاعة أخرى له ومن خلال الإشاعة هيتم تحديد إذا كان العضم بدأ يتعافى ولا نحتاج إلى عملية جراحية وإذا لم يتعاف هنقوم بفك الجبس وعمل جراحة له ولم يصرف لنا أي علاج وقال إذا شعر بأي الم يأخذ أي مسكن”.

تابع : يوم الخميس بدأ " محمد “ يشعر بألم شديد قمنا بالذهاب به إلى المستشفى مرة أخرى وكان متواجد طبيب أخر وقام بفحصه وقال حالته مستقرة والألم الذي يشعر به نتيجة تورم وقام بعمل فتحة في الجبس للتهوية وكتب له علاج مضاد للالتهاب والتورم وقال لنا يوم السبت نذهب به إلى المستشفى مرة أخرى”.

واستكمل: وبعد أقل من 24 ساعة وتحديدا يوم الجمعة صباحا وجدنا كف يد " محمد " بها انتفاخ وتجمعات دماء ذهبنا به مرة أخرى إلى المستشفى وكان في الاستقبال طبيب أخر عندما شاهد كف يد " محمد " تغيرت ملامح وجه الطبيب وقام بفك الجبس من يد محمد وقال لنا حالته تحتاج إلى تحويل إلى مستشفى أسيوط الجامعي وقام بالفعل بعمل تحويل لنا إلى قسم استقبال العظام بمستشفى أسيوط الجامعي وقام أطباء العظام بفحصه بمستشفى أسيوط الجامعي وقال الأطباء إن هناك مشكلة في الأوعية الدموية وقاموا باستدعاء طبيب الأوعية الدموية وقام بفحصه وجد أن من كفة يده حتى الكوع لا يوجد نبض نهائي وتم عرض الأمر على استشاري الأوعية الدموية ولكن مع كل لحظة كانت تنتشر التجمعات الدموية في ذراعه حتى وصلت إلى الكتف وبدأت أن تدخل إلى صدره وعندما شاهد الأطباء سرعة انتشار التجمعات قرروا إجراء عملية بتر للذراع بالكامل .

وقال عم الطفل: "محمد" دخل العمليات وتم إجراء عملية بتر للذراع بالكامل وخرج من العمليات إلى غرفة الإفاقة وكان كويس يتكلم وتم وضعه في العناية المركزة بالاستقبال وكان يوجد إهمال في العناية الأطباء نتحدث معهم ولا يردوا علينا وكانت درجة حرارة "محمد " غير ثابتة شوية تكون 35 وبعدها بلحظات تكون 37 وكان في حاجة إلى دم جاء الدم بعد 6 ساعات من طلبه وبعدها قام الأطباء بنقله إلى قسم العناية المركزة العامة في طابق أخر وكان يتحدث معنا وكنت عندما امسك يديه اشعر بأنها ثلج ودرجة حرارته 35 درجة لا ندري ما بداخله ظاهريا كان كويس لكن لا ندري ما بداخله وتحدث معي قال لي " خدني من هنا يا عمي روحني أنا لو قعدت هنا هموت “ قولت له حالا هنمشي”.

وأضاف عم الطفل: "محمد قبل وفاته وهو جالس على السرير في العناية المركزة قال لي النهاردة عيد ميلادي وقعد يغني وطلب مني يشوف أخوه " يزيد " وقلت له حالا هنجيبهولك فرد علي " خلاص متجيبهوش هو قاعد معايا " وفي حوالي الساعة 10 صباح أمس قام الأطباء بإخراجنا من العناية ومنعونا من الدخول إليه مرة أخرى وبعدها بـ 4 ساعات اتصلوا بوالده وطلبوا منه الدخول واخبروا بوفاة " محمد " .

وقال عم الطفل : تقدمنا ببلاغ لقسم شرطة ثان أسيوط اتهمنا فيه الطبيب الذي قام بعمل الجبس لـ" محمد " بالإهمال ورئيس النيابة استدعى الطب الشرعي وتواصل النيابة التحقيق مع الطبيب .

وقال محمود محمد والد الضحية : " محمد " أكمل أمس 11 عاما وتوفي في نفس اليوم كان في الصف الخامس الابتدائي وكان روحه في شقيقه يزيد وهو اصغر منه بـ 3 سنوات وكان متعلق به جدا وقت الحادث أنا كنت في الشغل واتصلت بي زوجتي وقالت لي إنها ذهبت بـ " محمد " مع عمه إلى المستشفى بعد تعرضه لكسر في ذراعه تركت شغلي وذهبت مسرعا إلى المستشفى وحدثت كل التفاصيل التي ذكرها شقيقي أنا حتى الآن لا اصدق ما حدث واشعر إنني في كابوس وأطالب بحق ابني الذي مات بسبب الإهمال .