الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انشروا الأمل

منى أحمد
منى أحمد

صناعة الأمل هي  صناعة الحياة وإعادة تأهيل البوصلة الإنسانية بعد أن كادت تفقد الطريق بفعل عوامل كثيرة.  

فكل ما حولنا من أخبار جائحات صحية إلى حروب وصراعات وأزمات اقتصادية وسياسية، أفرزت بدورها ضغوطا وأزمات إنسانية اصبحت مسيطرة على وسائل الإعلام حول العالم، وهو ما ألقى بظلاله القاتمة على وجوهنا التي غابت عنها الابتسامة وغلفها العبوس.

ولو فررت من الشاشة العملاقة  إلى الشاشة الصغيرة وتجولت على صفحات مواقع التواصل  المختلفة، فأنت أمام عالم افتراضي وبيئة اجتماعية محبطة تبعث على اليأس وكأنها عدوى، وشيئا فشيئا غابت البهجة ومعها الأمل في قادم مبشر وظروف بالغة التعقيد. 

وأصبحنا في أمس الحاجة لصناعة الأمل، تلك الكلمة السحرية التي تقتحم القلوب قبل العقول، فهي الوحيدة القادرة على تحويل كل التحديات في الحياة إلى نجاحات وبدايات جديدة.

فلا توجد قوة في الحياة تغير المجتمعات نحوالأفضل أكبر من قوة الأمل، وصناعة الأمل مسئولية  فردية ومجتمعية تبدأ من داخلنا أولا، حيث يتم تحريك الراكد، فكل منا مسئول ومؤتمن في خدمة الوطن والإنسانية، فأنت من تصنع المواقف. 

والأشياء الصغيرة تصنع آمالاً كبيرة تكون فارقة في حياة من حولنا، فلنبدأ من أنفسنا بالابتسامة لكونها برقية أمل ورسالة تسامح نحاول من خلالها أن ننشر الفرح في محيطنا ودوائرنا القريبة أن نعلم ثقافة الأمل ونجعلها ثقافة مجتمعية وقيمة حياتية ورؤية إنسانية لتجاوز المحن وقهر المخاوف وكسر حواجز التحدي والإحباط وصولا لبلوغ الآمال وفتح أبواب للنور والجمال، ولنحذر من وهم الخوف والتردد والجهل والعجز وفقدان الثقة بالذات، فهم لصوص الأمل. 

ونحن في مرحلة فاصلة على المجتمع بكل مكوناته، صناعة ثقافة جديدة عنوانها التفاؤل حتى يتجاوز أزماته بأقل الأضرار، ولنقدم نموذجاً حضارياً يبشر بانفراجة في كل مناحي الحياة، ولنحارب اليأس بكل إفرازاته وأدواته لنعطي للآخرين بصيص أمل حقيقيا فقدنا ملامح الطريق إليه، بعيدا عن الشعارات الجوفاء حتى نستطيع مواجهة المصاعب والتداعيات.  

ولا بد من انتهاج سياسات إعلامية مختلفة تنظرإلى نصف الكوب الممتلئ لاستعادة روح الإنسان المصرى المنهكة بعيدا عن التشاؤم والياس والحزن.

فالمتابع للمشهد الثقافى والإعلامى والفنى يجد أن وسائل إعلامية كثيرة - إلا الوطني منها - والتى تدخل بيوت السواد الأعظم للمصريين  سواء من خلال شاشات الفضائيات أو الميديا  الجديدة التي تتسلل إلينا عبر منصاته الإلكترونية، أصبحت لا تصدر للمشاهد سوى المشاهد السوداوية والأزمات والمشكلات والجرائم وكل الحالات الشاذة فى المجتمع.

والفن لا يختلف كثيرا، فأغلبه لا يكرس سوى لقيم الغاب بألفاظ خادشة مهترئة تهدم ولا تبني، باستثاء أعمال لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، فلماذا لا يتم التركيز على الزاويا المشرقة والنماذج الملهمة التي تمنح بارقة أمل لتحقيق الإنجاز والعبور نحو المستقبل برؤية إيجابية متفائلة ليتحول الحلم إلى حقيقة. 

نحتاج لزراعة الأمل إكسير الحياة الذي فقدنا ملامح الطريق إليه، ليتحول الفشل والإحباط لطاقة عمل جبارة تكون قادرة على الإنجاز والتخيل والإبداع وصناعة المعجزات وهذا ليس بالصعب، لكن الأصعب هو ترجمة الأمل إلى واقع وهو التحدي الحقيقي، فالتحلي بالإيجابية يبعث الروح من جديد، والنظرة التفاؤلية هي كلمة السر لمواجهة أي أزمات، فهل نبدأ ونتقن وننهض أم أننا أمام حالة تعثرت فيها صناعة الأمل.