قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عزاء يتحول إلى مسرح جريمة .. طفل بين الحياة والموت بعد اعتداء غادر بالإسماعيلية | القصة كاملة

طفل بين الحياة والموت بعد اعتداء غادر في عزاء بالإسماعيلية| تفاصيل
طفل بين الحياة والموت بعد اعتداء غادر في عزاء بالإسماعيلية| تفاصيل

لم تعد أماكن العزاء مجرد ساحات للمواساة وتخفيف الأحزان، بل باتت أحيانا مسرحا لأحداث عنف صادمة تهز الإحساس بالأمان داخل المجتمع، ففي واقعة مؤلمة تعكس خطورة تفشي السلاح الأبيض وسهولة الانزلاق إلى الجريمة، يرقد طفل اليوم بين الحياة والموت بعد اعتداء وقع في مكان يفترض أنه آمن ومحاط بالناس.

وبدأت الواقعة بخلاف بسيط بين طفلين من نفس المنطقة، خلاف عابر لم يكن يحمل في ظاهره ما ينذر بنهاية مأساوية، غير أن هذا الخلاف، الذي كان من الممكن احتواؤه، تحول لاحقا إلى جريمة عنف مكتملة الأركان، راح ضحيتها الطفل ياسين الذي يرقد اليوم في حالة حرجة.

ووفقا لما رواه أحمد غريب، الشاعر الغنائي، فإن ياسين هو ابن ابنة خالته المتوفاة منذ ثلاث سنوات، وكان يعمل لدى مجموعة من الجزارين في منطقة أبو عطوة بمحافظة الإسماعيلية

وأضاف غريب- خل تصريحات لـ "صدى البلد"، أن خلافا نشب في وقت سابق بين الجاني وأصحاب العمل، وتطور إلى مشاجرة شارك فيها ياسين، إلا أن الأمر انتهى حينها وتم احتواء الموقف دون تصعيد.

وتابع: "لكن المفاجأة كانت في تجدد المشهد خلال عزاء أقيم لأشخاص من نفس دائرة العمل، إذ حضر الجاني العزاء، واستغل حالة الهدوء والزحام، وقام باستدراج ياسين بعيدا عن المكان، بزعم الحديث معه على انفراد، وبعيدا عن أعين الحضور، أقدم على الاعتداء عليه بسلاح أبيض، متسببا في إصابات بالغة وصلت إلى القلب والرئة، ما أدى إلى نزيف حاد ودخول الطفل في حالة صحية بالغة الخطورة".

الشاب الذي تعدي علي الطفل ياسين

وأردف: "قام هذا الولد بأخذ يس إلى مكان خلف العزاء، بحجة أنه يريد التحدث معه، إلا أنه، ودون أي نقاش أو كلام، قام بالاعتداء على يس بس.. كينة، حيث وصلت الإصابة إلى القلب والرئة، كانت حالة يس خطيرة للغاية، وتعرض لنزيف شديد".

واختتم حديثه: "بعد ذلك، هرب الجاني من المكان، وهو في الأصل من الصعيد، إلا أن هو وعائلته يقيمون في منطقة أبو عطوة، وننتظر حكم القضاء والنيابة".

والجدير بالذكر، أن في ظل تكرار مثل هذه الوقائع، يبقى السؤال الأكثر تكرار كيف فقد الأطفال إحساسهم بالأمان داخل مجتمع يفترض أن يحميهم؟. 

وحين يتحول الغدر إلى سلوك، والعنف إلى وسيلة، يصبح الطفل هو الحلقة الأضعف، يدفع ثمن نزاعات لا يد له فيها، وما يحدث اليوم يضع المجتمع بأكمله أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية حقيقية، تبدأ من حماية الأطفال وردع العنف، ولا تنتهي إلا بإعادة بناء الإحساس بالأمان الذي بات مفقودا في أبسط الأماكن وأكثرها قدسية.