الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب الجفاف.. نوع من الجبن سيختفي من الأسواق| القصة الكاملة

جبنة الساليرز
جبنة الساليرز

على مدار ألفي سنة تجدها على مائدة الفرنسيين، هى جبنة الساليرز التى أعلنت فرنسا إيقاف إنتاجها نتيجة الجفاف الصيفي، ذلك الجبن الذى يُنتج بشكل موسمي خلال الصيف فقط في منطقة تحمل نفس الاسم، ولكن يبدو أن الفرنسيين سيودعون هذا النوع إلى الأبد، فما القصة؟

إيقاف جبنة الساليرز عمرها 2000 عام

جبن الساليرز الفرنسية من قواعد إنتاجه أن يكون 75% من غذاء الأبقار على عشب المراعي الجبلية، إلا أن درجات الحرارة الحارقة تسببت في تيبس العشب ولم يتبق شيء تأكله الأبقار، وبالتالي عدم وجود هذا النوع من العشب سيبدو الجبن ومذاقه مختلفين تماماً، ما يلحق الضرر بسمعته.

أثر الجفاف الذي ضرب جميع أنحاء أوروبا علي الجبن الفرنسي التقليدي الساليرز، حيث أوقفت باريس إنتاج جبنة "الساليرز" التي يعود عمرها إلى ألفي سنة، في منطقة أوفيرني الوسطى بسبب نقص الأعشاب.

أسباب إيقاف إنتاج جبنة الساليرز

تؤدي أسباب عدة إلى إيقاف هذا النوع من الجبن الذي يعود لألفي عام، حيث دفعت موجة الحر التي تجتاح فرنسا منذ يونيو إلى تساقط أوراق الأشجار في وقت مبكر، حيث تتغذى الأبقار على هذا العشب وبالتالي مع عدم توافر هذا العشب سيكون من المستحيل إنتاج جبن الساليرز.

وجبن "الساليرز" هو جبن بقري شبه صلب غير مبستر، يتم تصنيعه في فرنسا في منطقة تحمل نفس الاسم، وظل إنتاجه مستمراً منذ 2000 عام، وهو أيضاً يحمل ختم AOP الفرنسي، والذي يعني أن المنتج فريد ويخضع للمنطقة الجغرافية التي تشتهر بصناعته.

كيف يتم إنتاج جبن الساليرز

ويُعد الجبن الشهير ضحية من ضحايا الجفاف الصيفي في فرنسا، فإحدى أهم القواعد الصارمة لإنتاجه هو أن الأبقار يجب أن تتغذى على 75 بالمئة على الأقل من عشب المراعي الجبلية، لكن درجات الحرارة الحارقة تسببت في تيبس وجفاف العشب، وهو ما أدى إلى يأس معظم المزارعين البالغ عددهم 76 مزارعاً وهم الذين يذهب حليبهم إلى إنتاج الساليرز.

وتم اتخاذ القرار بوقف إنتاج الجبن بشكل مؤقت على أمل أن تهطل الأمطار في سبتمبر، علماً أنها المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف إنتاج جبن الساليرز تماماً، حيث تعاني فرنسا أسوأ موجة جفاف على الإطلاق، حيث تركت بعض القرى في الجنوب من دون مياه شرب آمنة، وتعتمد على المياه التي تصلهم بالشاحنات، كما حذر المزارعون من نقص الحليب في الشتاء المقبل.

موجة طقس سيئ تضرب فرنسا 

لم تسلم فرنسا من موجة الطقس السيئ ودرجات الحرارة المرتفعة، ففى يوليو، كان مستوى مياه الأمطار في فرنسا 9.7 ملم فقط، ما يجعله الشهر الأكثر جفافاً منذ مارس 1961، وحُظر الري في معظم أنحاء شمال غرب وجنوب شرق فرنسا للحفاظ على المياه.

ويضطر مربو الماشية في جبال الألب إلى النزول إلى الوديان بالشاحنات كل يوم لجمع المياه لحيواناتهم، ما يضيف عدة مئات من اليوروهات إلى فواتير الوقود الأسبوعية، حسبما ذكرت وسائل إعلام فرنسية.

وهناك مخاوف من أن الجفاف، الذي يضرب كل البر الرئيسي لفرنسا تقريباً، سيقلل المحاصيل، ما يؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء الناجمة عن أزمة أوكرانيا.

ويعاني الأوروبيون بالفعل ارتفاعاً لأسعار المواد الغذائية، إذ إن صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا - وهما من بين أكبر المنتجين في العالم - أقل بكثير من المعتاد.