الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من 500 سنة.. فرنسا تشهد أكبر كارثة فى تاريخها بواقعة سان بارتيليمي|التفاصيل الكاملة

فرنسا تشهد أكبر مذبحة
فرنسا تشهد أكبر مذبحة فى تاريخها

تمر اليوم، 24 اغسطس،  الذكرى 500 على واحدة من أبشع المذابح الدينية فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وهى مذبحة سان بارتيليمى التى حدثت فى فرنسا عام 1572 وذبح خلالها أعداد تقدر ما بين خمسة آلاف إلى 30 ألف بروتستانتى فرنسى على يد السلطات الكاثوليكية والمتعصبين من الكاثوليك، حيث كان الهدف منها القضاء على البروتستانت تماماً، وذلك بأوامر من الملك شارل التاسع ووالدته كاترين دى ميديشى خوفاً من سطوة وانتشار البروتستانتية، وترحيب من بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا جريجورى الثالث عشر.

لقد كانت الكنيسة الكاثوليكية متواطئة ومشاركة في المجزرة، ففي يوم 24 أغسطس دقت أجراس الكنائس إشارة للجنود والمتطوعين من الأهالي المتحمسين الذين باتوا ليلتهم ينتظرون تلك الإشارة أمراً صريحا بالبدء في الفتك بالبروتستانت إلا أنها دقت بوقت أبكر من الوقت المعلوم للصلاة، فشعر البروتستانت بالخطر وهرب بعضهم خارج المدينة أو لجأوا لدى أقاربهم من الكاثوليك إلا أن هؤلاء أيضاً خضعوا للهجوم، ومن لم يستطيعوا الهرب دوهموا في بيوتهم، وقتلوا بكافة أعمارهم.

القضاء على البروتستانت



الأهداف الحقيقية للمذبحة



وتشير المصادر الى أن المذبحة ذبح خلالها ما يرقى إلى 30 ألف بروتستانتى فرنسى على يد السلطات الكاثوليكية والمتعصبين من الكاثوليك بأبشع وسائل القتل كان الهدف منها القضاء على البروتستانت تماماً وذلك بأوامر من الملك شارل التاسع ووالدته خوفاً من سطوة وانتشار البروتستانتية.

وفي نهاية القرن الثامن عشر، كانت باريس المقر الرئيسي للثورة الفرنسية؛ كان موسم الحصاد سيئاً للغاية عام 1788 مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء بشكل هائل كما وصلت الديون إلى حد غير مسبوق. في 14 يوليو 1789، جزع الباريسيون من الضغوطات التي مارسها الملك لويس السادس عشر على الجمعية التي شكلتها الطبقة الثالثة، فاقتحموا سجن الباستيل وهو رمز الحكم المطلق.
و اشتعلت حينها الثورة ورفض الشعب مزاعم الملك بأنه يملك حقاً إلهياً لحكم البلاد. 

وانتخب جان سيلفان بايي محافظاً على باريس في 15 يوليو 1789، وبعدها بيومين اختير علم فرنسا الجديد المكون من ثلاثة ألوان: الأزرق والأحمر يمثلان باريس أما الأبيض فيمثل آل بوربون الذين ينحدر منهم لويس السادس عشر.

 

قيام جمهورية فرنسا

 

وأعلن قيام الجمهورية لأول مرة عام 1792، وفي السنة التي تلتها، أعدم كل من لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت في ميدان الكونكورد في باريس والذي كان مسرحاً للعديد من عمليات الإعدام، وفي صيف عام 1794، أعدم أكثر من 1300 شخص في شهر واحد فقط، وتشكل بعد ذلك مجلس مؤلف من خمسة أعضاء تولى إدارة البلاد حتى أطيح به بعد الانقلاب العسكري الذي قاده نابليون بونابرت الذي وضع حداً للثورة واختير فيما بعد في استفتاء عام إمبراطوراً على فرنسا.

 

وبحسب كتاب "معارك التنويريين والأصوليين فى أوروبا" للكاتب هاشم صالح، فإن المذبحة التى لا تزال محفورة فى الوعى الجماعى الفرنسى حتى الآن، استدرج خلالها زعماء البروتستانت إلى باريس من مختلف الأقاليم بحجة دعوتهم لحضور زفاف مهم فى القصر الملكى، وفى منتصف الليل انقض عليهم الجنود الكاثوليك بسيوفهم ومزقوهم إربا دون أن يستطيعوا حراكا، فقد كانوا غارقين فى النوم.

 

وكان المخطط بحسب وصف الكاتب هو أن يقتل الزعماء فقط دون قتل نساؤهم وأطفالهم ولكن الوحشية الطائفية لم تستطع أن تتوقف عند هذا الحد، فتم قتل الجميع فى ليلة واحدة، ثم هاج الشعب الكاثوليكى فى مختلف أحياء باريس وقتلوا كل من صادفوه فى طريقهم من طائفة البروتستانت، ثم هجموا على بيوتهم أيضا.

 

وكانت النتيجة ما لا يقل عن ثلاثة آلاف قتيل خلال ثلاثة أيام فقط، وهو رقم كبير فى ذلك الزمان، لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فعندما سمعت المحافظات الأخرى بالعملية قام أهلها هى الأخرى بقتل عدد كبير من البروتستانت فى المدن التالية: "بوردو، تولوز، روان، إلخ"، وكانت الحصيلة الختامية ما لا يقل عن ثلاثين ألف شخص بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ.

الغريب أن البابا جريجورى بابا الكنيسة الكاثوليكية، هنأ ملك فرنسا على هذا العمل الجليل على حد تعبيره، الذى استئصال "طاعون الزندقة" من المملكة الفرنسية الطاهرة، بحد وصفه، وتلقى نبأ قتل الأبرياء من البروتستانت بفرح غامر وبصفته علامة على عناية الله ورحمته.