الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعوات لاستخدام المياه بـ "الفطارة".. شاهد| الصين تلجأ لـ "قصف السحاب"

تمر الصين، خلال الفترة الحالية، بموجات غير مسبوقة من الحر والجفاف وسط ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، مما يشكل تهديدا خطيرا في البلاد.

ووفقا لوسائل إعلام صينية، تعاني بعض مناطق الصين من ضعف شديد في مصادر المياه مما دفع الدولة نحو الاستثمار في مشروعات مائية ضخمة لمواجهة هذه الأزمة؛ من أبرزها عملية الاستمطار من خلال تقنية "قصف السحاب"، إحدى المشروعات التي أقدمت الصين على التوسع فيها.

ونشرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية مقطع فيديو، قالت إنه يرصد جانبا من حملة لاستمطار السحاب أطلقتها الصين وتستمر لمدى 3 أشهر، عن طريق "قصف السحاب" بقذائف تحمل مواد كيميائية يتم توجيهها نحو السحب من على سطح الأرض.

ويتم إطلاق تلك القذائف باستخدام مركبات تحمل منصات الإطلاق، وهي منصات تشبه راجمات الصواريخ، التي يتم استخدامها في الحروب لكن بتصميم بسيط.


تهديد خطير يهدد الزراعة في الصين

وتشكل موجات الحر والجفاف في الصين التي تشهد ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، "تهديدا خطيرا" للمحاصيل الزراعية لفصل الخريف، وحذرت السلطات الصينية التي تخشى على الأمن الغذائي للدولة الآسيوية العملاقة من الجفاف.

ومنذ بداية جمع بيانات الأحوال الجوية في 1961، لم تشهد الصين صيفا حارا إلى هذا الحد مع موجة تاريخية في مدتها ومداها. فقد جف الخزان الرئيسي لمياه الشرب في البلاد نهر يانجتسي في عدد من الأماكن مما كشف عن تربة متصدعة بينما تعيش العديد من المدن الصينية منذ شهرين على إيقاع التحذيرات اليومية من ارتفاع درجات الحرارة الذي اضطر السلطات إلى تقنين الكهرباء.

وتشكل الأحوال الجوية تحديًا للزراعة، في بلد يعاني في الأوقات العادية من نقص في الأراضي الصالحة للزراعة. ويسبب الجفاف مشكلة للمزارعين، خصوصا لزراعات الأرز وفول الصويا التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.

 


دعوات لاستخدام المياه بـ"القطارة"

وفي هذه الأجواء، دعت أربع وزارات أمس الأول إلى اتخاذ إجراءات لحماية المحاصيل واستخدام المياه "بالقطارة". ويعتبر الأمن الغذائي قضية حساسة في الصين لأنها شهدت في تاريخها مجاعات.

وفي بداية أغسطس اعترفت إدارة الطقس في الصين بأن البلاد شهدت ارتفاعًا في درجات الحرارة أسرع مرتين من المتوسط العالمي منذ 1951 وهو مسار يتوقع أن يستمر في المستقبل.

وأجبر جفاف الأنهار التي تغذي السدود الهيدروليكية السلطات على تقنين الكهرباء محليا بينما يلجأ السكان إلى تشغيل مكيفات الهواء بأقصى طاقتها للتبريد.

ويعد نقص المياه أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب)، التي يبلغ عدد سكانها نحو 84 مليون نسمة وتعتمد بنسبة 80 بالمئة على السدود لتوليد الكهرباء.

وقد أفادت وسائل إعلام صينية بأن أكثر من 5.7 مليون شخص في مقاطعة هوبي بوسط الصين تأثروا بالجفاف الشديد الذي تشهده البلاد منذ يونيو الماضي، وفقا لمديرية إدارة الطوارئ في المقاطعة.

ووفقا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أثرت ظروف الجفاف الناجمة عن الطقس الحار المستمر وانخفاض هطول الأمطار على نحو 84 منطقة على مستوى المحافظة في المقاطعة.

وفي إجراء لتوفير التكاليف أوقف عدد كبير من المصانع والشركات نشاطها، بينما في مقاطعة بلدية تشونغتسينغ (جنوب غرب)، حيث يعيش 31 مليون شخص لا يمكن فتح مراكز التسوق إلا من الساعة 16,00 إلى الساعة 21,00.

كما يواجه إجمالي 218100 شخص صعوبات في الحصول على مياه الشرب، في حين تضرر 690470 هكتارا من المحاصيل بسبب الجفاف.


تحذير صيني من الجفاف لأول مرة من 9 سنوات

أصدرت السلطات الصينية تحذيرًا من الجفاف على مستوى البلاد لأول مرة منذ تسع سنوات، حيث تتأقلم البلاد مع هطول الأمطار دون المتوسط ​​وإحدى أقوى موجات الحرارة التي شهدتها ستة عقود.

الإنذار "الأصفر"، هو ثالث أعلى مستوى على مقياس من أربع درجات في الصين، ويشير إلى أن مقاطعتين على الأقل تواجهان ظروفاً شبيهة بالجفاف، ومن المتوقع حدوث المزيد من الجفاف.

ونصح المسؤولون المحليون بالحفاظ على إمدادات المياه للأغراض المنزلية وتقليل الاستخدام الزراعي والتجاري والصناعي.

وقال مسؤول بوزارة المياه الصينية، إن الجفاف أثر على أكثر من مليوني فدان من الأراضي الزراعية في ست مقاطعات. وتسببت الحرارة الشديدة في ارتفاع الطلب على أجهزة تكييف الهواء في المكاتب والمنازل، ما أدى إلى الضغط على شبكة الكهرباء.