الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده.. جاك لويس دافيد صاحب لوحة نابليون عابرا جبال الألب؟

الفنان التشكيلي الفرنسي
الفنان التشكيلي الفرنسي جاك لويس دافيد

يعتبر الفنان التشكيلي الفرنسي  جاك لويس دافيد، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، ومن أشهر فناني المدرسة الكلاسيكية، وعمل دافيد على إحياء تقاليد الفن الروماني فقد كان التكوين في لوحاته يعتمد على قواعد هندسية صارمة؛ فكان الخط وليس اللون موضع اهتمامه، وقد أنشأ دافيد "أكاديمية الفنون" التي كانت ممثلاً للذوق الرسمي للثورة الفرنسية وحاربت جميع الحركات الفنية الجديدة.

وكان جاك لويس دافيد من بين أعضاء محكمة الثورة التي قضت بالإعدام على الملك لويس السادس عشر، وأصبح بعد ذلك مصور الثورة الرسمي، وقد تجلَّت النزعة الكلاسيكية في لوحة له تتسم بالرصانة ويتعلق موضوعها بواقعة وطنية من تاريخ الرومان وهي لوحة " يمين الإخوة هوراس". 

وللفنان الفرنسي جاك لوي ديفيد، لوحة اللحظات الأخيره من حياة سقراط، حين حكمت عليه الحكومة بان يختار بين الموت بالسم أو النفي عقابا له على الدروس التي كان يعطيها ويحرض فيها على احتقار الآلهة، رفض سقراط النفي واختار الموت بالسم.

وفي اللوحة يبدو سقراط متماسكا وهو يمد يديه للشراب الذي فيه السم، بالوقت الذي لايتوقف عن الكلام لتلامذته الذين يحيطون به حزينون لمصير استاذهم، ويظهر في اللوحه تلميذ سقراط افلاطون في الزاويه البعيدة وتظهر زوجة سقراط وهي خارجه من السجن، فيما يبدو افلاطون جالسا على مؤخرة السرير بينما يمسك تلميذه كريتو بقدم سقراط وهو يواسيه .

ورسم الفنان الفرنسي جاك لوي دافيد عام1801، اللوحة الشهيرة "نابليـون عابـرا جبـال الألـب"، بناءً على طلب نابليون بونابارت، وفي ذلك الوقت، لم يكن القائد الفرنسي قد توّج امبراطورا بعد، لكنه كان بحاجة إلى شرعية تاريخية تؤهّله لأن يصبح حاكما مطلقا على فرنسا.

ووجد أن حادثة قيادته جيشا عَبـَر به جبال الألب في ربيع عام 1800 في محاولة لمفاجأة جيش النمسا المتمركز في إيطاليا تصلح لأن تكون موضوعا لعمل فني يذكّر من خلاله العالم لأنه ثالث جنرال في التاريخ يحقّق ذلك الإنجاز بعد كلّ من شارليمان وهانيبال.

وأصّر نابليون على ألا يجلس لرسم البورتريه، كما لم يكن مهتمّا كثيرا بأن يظهر بهيئته الحقيقية، كل ما كان يشغله هو أن يبذل الفنان قصارى جهده ليرسم حصانه بطريقة تعطي انطباعا عن جسارة صاحبه وقوّته وشجاعته، هذا على الرغم من حقيقة أن نابليون عندما عبر جبال الألب لم يكن يمتطي حصانا بل بغلا، وذلك نزولا عند نصيحة مستشاريه الذين أقنعوه أن البغال أكثر قدرةً على التحمّل والعمل في الأجواء الشديدة البرودة.

"جاك لوي دافيد"، ولد لعائلة باريسية من الطبقة المتوسطة في عام 1748، بعد أن اغتيل والده، عاش مع أعمامه، حين بلغ من العمر ستة عشر عامًا، درس الفن في الأكاديمية الملكية، وفي عام 1774 ربح جائزة روما، بعد ذلك سافر إلى إيطاليا حيث تأثر بالفن الكلاسيكي، وبأعمال فنان القرن 17 نيكولا بوسان، ومكث هناك لست أعوام، ابتكر دافيد أسلوب كلاسيكي جديد خاص به.

وكان دافيد من الذين دعموا الثورة الفرنسية بشكل كبير، فأصبح بعد ذلك رسام الثورة الرسمي، عمل دافيد على إحياء تقاليد الفن الروماني.

كان دافيد أحد أقرباء الفنان بوشيه الذي ساعده في بداياته حينما كان تلميذًا لديه، من أشهر أعماله: "قسم القتال" و"موت مارات"، و"نساء سابين" و"نابليون عابرًا جبال الألب"، وتوفي عام 1825 في بروكسل، ومن تلاميذه الفنان البلجيكي فرانسوا جوزيف نيفيز.