الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رغم بيع ديوانه بمليون دولار..شارل بودلير مات فقيرًا.. وأزهار الشر أودته للمحكمة

الشاعر الفرنسي شارل
الشاعر الفرنسي شارل بودلير

يعتبر الشاعر الفرنسي شارل بودلير، الذي تحل اليوم ذكرى رحليه، من أبرز شعراء القرن التاسع عشر، ومن رموز الحداثة في العالم،  وكان شعره متقدما عن شعر زمنه فلم يفهم جيدا إلا بعد وفاته.

شارل بودلير، بدأ كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه "أزهار الشر"، مدفوعا بالرغبة في شكل شعري يمكنه استيعاب العديد من تناقضات الحياة اليومية في المدن الكبري حتي يقتنص في شباكه الوجه النسبي الهارب للجمال، ووجد بودلير ضالته فيما كتبه الوزيوس بيرتيران من بالادات نثرية مستوحاة من ترجمات البالادات الاسكتلندية والألمانية إلى الفرنسية، والبالاد هو النص الذي يشبه الموال القصصي في العربية وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما علي جمود الكلاسيكية.

وفي عام 1861 بدأ بودلير في محاولة لتدقيق اقتراحه الجمالي وتنفيذه فكتب هذه القصائد التي تمثل المدينة أهم ملامحها، وتعتبر معينا لا ينضب من النماذج والأحلام، وكان الشاعر شارل بودلير يري أن الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة، وهي القصائد التي أضيفت إلي أزهار الشر في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان "لوحات باريسية".

لم ينشر ديوان سأم باريس في حياة بودلير، وهو الديوان الذي لم يتحمس له غوستاف لانسون وسانت ـ بيف، هذا الديوان الذي أثر تأثيرا عارما في الأجيال اللاحقة.

وواجه بودلير حملة شرسة وهجوما كبيرا من المثقفين الفرنسيين أودت به إلى المحاكم فور صدور ديوانه الشهير "أزهار الشر" في 25 يونيو 1857، الذي طبع منه 1100 نسخة، بسعر 3 فرنكات للنسخة، وترجم للعديد من اللغات الأوروبية، لكن المحاكم الفرنسية طالبت بحذف 10 قصائد منه، متهمة بودلير بإهانة الدين المسيحي والانحلال الأخلاقي.

وبيعت النسخة المهداة إلى الرسام دولاكروا من ديوان "أزهار الشر" عام 1985 بحوالي المليون ونصف المليون فرنك فرنسي، أي مع يعادل المليون دولار حالياً، وكل ذلك لأنه كتب عليها بخط اليد إهداءً بسيطاً لا يتجاوز بضع كلمات عادية أو عبارات تقريضية لصديق.

استطاع بودلير أن يقتحم الفضاء الشعري الفرنسي بقصيدة النثر بجرأة كبيرة وبفضل موهبته الشعرية الفريدة، في حقبة تاريخية كانت حافلة بأسماء العديد من المبدعين في فن الشعر ونظمه ومنهم: رامبو، وفيرلين، ومالارميه، وغيرهم، وكما هو حال عدد من المبدعين وكبار الفنانين التشكيليين رحل شارل بودلير عن عالمنا مجهولا وفقيرا حيث نال الشهرة بعد وفاته واستطاعت كلماته أن تشق طريقها لتتوج اسمه على قمة الشعر والأدب الفرنسي وانتزاع مكانة فيكتور هيجو الأدبية.