EN 
تلوح في الأفق أزمة جديدة قد يكون لها آثار بالغة الخطورة على مستقبل صناعة السيارات على المدى القصير والمتوسط، وهي نقص الزجاج، مادة لا غنى عنها لإنتاج وتصنيع أي سيارة مهما كانت بإمكانيات بدائية أو محدودة القدرات، وهي أخطر بكثير على الصناعة من نقص أشباه الموصلات، الأمر الذي عانت منه الشركات منذ 2020 وما زالت تحاول إيجاد طرق لتأمين إمداداتها من الرقائق الإلكترونية.
وتقوم مجموعة فولكس فاجن بتخزين الزجاج الأمامي للسيارات استعدادًا لنقص الزجاج الذي بدأ يلوح في الأفق، حيث ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن فولكس فاجن، المجموعة الأم لعدد كبير من العلامات التجارية للسيارات مثل لامبورجيني و بورشه و سكودا و أودي بدأت في تخزين زجاج النوافذ والزجاج الأمامي استعدادا لمواجهة أزمة نقص الزجاج الوشيك في أوروبا.
كما هو الحال مع العديد من التحديات العالمية الأخرى، فإن نقص الزجاج في أوروبا سببه الحرب الروسية على أوكرانيا التي دفعت أسعار الغاز إلى الوصول لمستويات قياسية غير مسبوقة في أوروبا والولايات المتحدة مما أدى لحالة من التضخم لم تشهدها القارة الأوروبية من قبل، أزمة نقص الغاز امتدت إلى كل الصناعات التي تتطلب الوقود، ومنها صناعة الزجاج، بصرف النظر عن الشحن ، يحتاج تصنيع الزجاج لكميات هائلة من الحرارة.
وفقًا لـ The Drive ، صارعت كل من أودي و بورشه و فولكس فاجن في وقت سابق من هذا العام ، لتطوير ما يكفي من الوصلات الكهربية لإكمال صناعة سياراتهم لأنها في السابق كانت تعتمد على استيراد الوصلات من أوكرانيا.
كل هذه المشكلات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا بالإضافة إلى نقص الرقائق الإلكترونية تسببت في انخفاض الإنتاج الإجمالي للسيارات على مستوى العالم بمقدار 2 مليون وحدة حتى الآن هذا العام.
النقص في الزجاج هو جزء صغير فقط من التحديات الجمة التي تواجهها صناعة السيارات ، فهناك أيضا مشاكل في المواد الخام الخاصة بالبطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية.
في حين أن تكديس مخزون كاف من الزجاج يبدو وكأنه شيء وإجراء روتيني يجب أن تفعله كبرى الشركات المصنعة ، إلا أنهم في الحقيقة لا يفعلون ذلك، ويعد تكديس المخزون أمر غير شائع وليس ضمن الممارسات الطبيعية لمصنعي السيارات.
