الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دون رصاصة واحدة.. الحروب السيبرانية وتدمير الدول في ساعات

أحمد شريف
أحمد شريف

في الـ 25 من فبراير الماضي، فُوجئ أحد الطيارين البريطانيين خلال هبوطه بمطار "هيثرو" في العاصمة البريطانية لندن، بتوقف شاشات طائرته وراداراتها بطريقة غامضة، ليتضح أن ما أصابه ليس خللًا بطائرته، بينما هو خلل ضرب المطار بأكمله، حيث قُطعت الاتصالات والكهرباء عنه وباتت أبراج المراقبة غير قادرة على رصد الطائرات بالمجال الجوي.

 

ظلت تلك الأعطال لعدة ساعات طويلة، وأدت إلى تكدس المسافرين بمطار العاصمة البريطانية وتوقف الرحلات، بشكل تام، وتغيير بعض الطائرات مسارها الجوي في حالة من الفوضى والارتباك، وهو ما تسبب في خسائر فادحة للخطوط الجوية البريطانية.

 

تبيّن بعد إجراء السلطات البريطانية بمن فيهم جهاز الاستخبارات البريطاني "MI6"، تحقيقات موسعة وفورية، بأن المتسبب الحقيقي وراء الأعطال التي وقعت بمطار "هيثرو" في العاصمة اللندنية، كانت نتيجة هجمة "سيبرانية" أطلقتها روسيا؛ تحذيرًا للدولة البريطانية، نتيجة منحها الأسلحة والمساعدات اللوجستية لأوكرانيا خلال حربها مع الجانب الروسي.

 

وبالمفهوم المبسط تعد الهجمات السيبرانية، هجمات إلكترونية تطلق عادةً من الأقمار الصناعية وتتسبب في أعطال هائلة في المنظومة الإلكترونية سواء حواسب أو تقنيات أخرى تستخدمها الدول لتشغيل منشآتها الحيوية سواء محطات كهرباء أو مياه أو حتى مطارات، علاوة على تعطيل المنظومة العسكرية من ردارات وقواعد صواريخ وطائرات قتالية من دون إطلاق رصاصة واحدة.

 

لم تكن الهجمة "السيبرانية" التي أطلقتها روسيا على مطار "هيثرو" البريطاني، هي الهجمة الوحيدة، بينما استخدم الدب الروسي تلك التقنية الخطرة، على أوكرانيا قبل دخوله الحرب معها بـ ثلاثة أيام، لتصاب أوكرانيا في كافة أنظمتها الحيوية بالشلل التام إثر هجمات روسيا "السيبرانية".

 

وبحسب التقارير الدولية التي ذكرتها العديد من الصحف العالمية بما فيها، مجلة “نيويورك تايمز” الأمريكية وصحيفة “ذا صن” البريطانية، ومجلة  “نيتشر” التقنية، تعد روسيا من أقوى الدول العالم في الحروب "السيبرانية "، كما تتفوق على الكثير من الدول المتقدمة بمن فيها بريطانيا في هذه التقنية المدمرة؛ بفضل علمها المتطور الذي بزغ منذ الحرب الباردة في مطلع ستينيات القرن الماضي.

الهدف الحقيقي من وراء هذا السرد المطول، هو توضيح خطورة الحرب الإلكترونية والسيبرانية القادمة والتي لن تُستخدم فيها الصواريخ أو أسلحة الدمار الشامل بتاتاً، ولكن ستستخدم فيها حروب الفضاء المرتبطة بالأقمار الصناعية التي تسارع دول العالم، في إطلاقها لحماية نفسها من تلك الهجمات اللعينة، التي من الممكن أن تدمر اقتصادًا وأنظمة دول في ساعات.

 

والسؤال الذي يمكن أن يحضر إلى ذهنك بعد قراءة تلك السطور، هل تسطتع مصر صد تلك الهجمات في حال وقعها؟!

الإجابة ببساطة، نعم مصر لديها القدرة على صد تلك الهجمات بمنظومة إلكترونية فائقة القوة، ربما لن يصدق البعض أننا نمتلك هذه القدرة العلمية، ولكن وفقاً للترتيبات العالمية التي يمكن الاطلاع عليها بمجرد البحث عبر شبكة الإنترنت، استطاعت مصر أن تقفز للمركز الـ56 في التقدم التكنولوجي، خلال عام واحد فقط من تطورها للمنظمة الإلكترونية خلال الفترات الماضية.

 

كما تم إنشاء مركز متخصص للأمن التقني والإلكتروني بالعاصمة الإدارية الجديدة، علاوة على ذلك إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية، لتخريج مهندسين متخصصين بتلك التقنيات الحديثة وبالتحديد في  الأمن السيبراني.

 

وتلك الخطوات الفاعلة تؤكد الوعي الحقيقي للدولة المصرية، للحفاظ على أمنها القومي من أي هجمات خارجية سواء عسكرية أو تقنية، لحماية مقدرات الدولة ومنع أي فرصة لإسقاطها من قبل أي دول و تنظيمات معادية لمصر، لذا علينا أن نثق في قدرات الدولة في حماية ذاتها، وعدم التقليل من شأنها بتاتاً، وجعل أي شخص يتلاعب بعقولنا، لترسيخ صورة ذهنية مغلوطة عن عظمة قدرات الدولة المصرية الحديثة.