يواصل موقع صدى البلد رحلته مع فن الإنشاد والابتهالات الدينية، وذلك من خلال لقاء الشيخ محمد إسماعيل، حيث ابتهال "يا آل بيت النبي".
الإنشاد الديني
ولد الشيخ محمد إسماعيل أحمد بقرية طحوريا التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، يقول عن نفسه خلال لقاء مع صدى البلد ينشر لاحقا: “من الله علينا بحب القرآن والإنشاد الديني، وحب آل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد تخرجت من كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، وأتممت حفظ القرآن الكريم على يد شيخي الشيخ هيثم مطر، والشيخ فوزي هيكل، فأتممت القراءت، ثم بعد ذلك دفعني حبي للإنشاد والتصوف وآل البيت دفعاً نحو الإنشاد الديني”.
فن الإنشاد الديني
وفي كتاب “فن الإنشاد الديني” قالت الكاتبة والباحثة مروة البشير، إن عصر ظهور الإسلام كان له نصيبه من هذا الفن عن طريق قصائد المديح النبوي، التي تعد عماد الإنشاد الديني الإسلامي، منوهة في هذا الصدد بشاعر الرسول حسان بن ثابت، رضي الله عنه، وشاعرين آخرين من الصحابة هما: كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما.
وأضافت في تصريحات لها، أن من أشهر الشعراء الذين تغنى الكثيرون بشعرهم كعب بن زهير وقصيدته البردة، التي لاقت انتشارا واسعا، وتمت ترجمتها إلى لغات عديدة لما شملته من معان ومدح للرسول الكريم، والتي سرعان ما مهدت الطريق أيضا لظهور ألوان متعددة للإنشاد الديني، الذي ظل حاضرا في المناسبات والاحتفالات الدينية في البلدان العربية والإسلامية.
وعلى مدار 14 قرنا، اكتسب فن الإنشاد الديني أنماطا متنوعة وتطورا كبيرا في عدد من الدول العربية، وفقا لما قاله الدكتور محمد أمين عبد الصمد الباحث في الانثروبولوجيا الثقافية، مشيرا إلى أن انتشار هذا الفن جعل لكل بلد طبيعة خاصة ومقامات فريدة في فن الإنشاد الديني، لا سيما في مصر، ومنطقة الشام، وبلاد المغرب العربي، والعراق.
وأضاف في تصريحات له، أن التطور التكنولوجي في القرنين الحالي والسابق كان له نتائج إيجابية أيضا على هذا الفن وساعد على تجويده وانتشاره، بدءا من استخدام مكبرات الصوت وتحسين صوت المنشد، مرورا بالاحتفاظ بالتسجيلات على الأسطوانات وشرائط الكاسيت، ووصولا لإذاعتها على القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن إتاحة فرص لتعلم هذا الفن وإتقانه من خلال الوسائل الحديثة.
وفي ظل هذا التطور التكنولوجي، استطاع عدد من المنشدين الدينيين في العصر الحديث، حفر أسمائهم لدى الجمهور العاشق لهذا الفن، وفي صدارتهم المنشد وقارئ القرآن نصر الدين طوبار، وأستاذ المداحين الشيخ سيد النقشبندى، ومداح النبي محمد الكحلاوى، والشيخ طه الفشنى، ومنشد البردة عبد العظيم العطوانى، والمنشد فؤاد الخنطوماني، والمنشد صبري مدلل.
وقبل ظهور التقنيات الحديثة، شهد الإنشاد الديني تطورا أيضا في محتوى كلماته وطريقة عرضه، من بينها الحوارات الغنائية بين المنشد وفرقته التي تقف خلفه، فضلا عن التنقل بين المقامات والألحان، كما كان الإنشاد الديني يتم في بداياته دون آلات موسيقية، قبل أن يعتمد لاحقا على الفرق الموسيقية المصاحبة للمنشد، والتي كانت تسمى بالتخت أو بالخماسي الموسيقي بالاعتماد على العود والقانون والناي والكمان والإيقاع، مرورا بظهور فرق الموسيقى العربية التي تناولت التراث الموسيقي والغنائي بأشكال وقوالب جديدة، إلى جانب ظهور الدعاء الديني بالفصحى والعامية، والغناء الديني الشعبي الذي يمدح الرسول الكريم ويروي سيرته وسيرة أصحابه والشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي.