الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البامية شوكتني لكني أحبها

هشام عصام
هشام عصام

الأذن المصرية تميل دائما إلى كل ما يتعلق بالتراث، تستحسن كل أصيل، سرعان ما تنتشر روائع وروائح الزمن الجميل، التريند ليس للأمور التافهة فقط، ربما يكون سببا لنشر ما يحبه الناس ويحترمونه، ويعيد إلى أذهانهم أياما عاشوها في الصبا، ويرسم صورة جميلة في خيال من لم يعش تلك الذكريات؛ حتى تمنوا لو كانوا يعيشون في هذا الزمن بكل جماله وبساطته وحتى مشكلاته.

كثير من البرامج سلطت الضوء على الحاجة نبيلة، إحدى سيدات الشرقية وصاحبة أغنية “البامية شوكتني”، لكن يبقى برنامج “صاحبة السعادة” للفنانة القديرة إسعاد يونس أفضل من حاور الحاجة نبيلة، وأفضل من أظهر جمال التراث المتجسد في تلك الأغنية التي انتشرت كالنار في الهشيم، الأغنية التي تحولت إلى أيقونة ورمز للفلاحة المصرية العريقة، التي لا تتأخر عن العمل في الأرض الزراعية جنبا إلى جنب مع زوجها أو أبنائها.

تأخرت الشهرة بتأخر العمر، لكن الأقدار تأتي بميعاد، الحاجة نبيلة تجاوز عمرها الستين، لكن كتبت لها الأقدار أن تكون أحد المشاهير على ساحة السوشيال ميديا في الفترة الأخيرة، جمال صوتها وبساطته وعفويتها فرضت نفسها على قلوب الطيبين، جعلت منها فنانة شعبية جميلة أحبها الكبير والصغير، يتداول أغنيتها الصغير والكبير ومن كل الطبقات والمستويات، جعلتها مطلبا من كل البرامج على القنوات التليفزيونية المختلفة، لكنها حكمة الله في الرزق لعباده.

رغم كبر سن الحاجة نبيلة إلا أنها لم تسلم من انتقادات البعض أحيانا حتى وصل الانتقاد إلى التجريح والإهانات والخوض في أمور لا أحب الإشارة إليها، هؤلاء هم أعداء الجمال، أعداء التراث بكل أشكاله، أعداء الحياة عموما.

أتمنى أن نجعل الحاجة نبيلة نقطة انطلاق للاهتمام بتلك المواهب الدفينة في أدغال الريف المصري، نبحث بين شبابه وفتياته عن مواهب في مختلف المجالات حتى لا نتأخر في اكتشافهم لسن الستين، الريف المصري مليء بأمثال الحاجة نبيلة، ومليء بأمثال كل المشاهير في مختلف المجالات، فقط ينتظرون نظرة من التريند ليراهم المسئولون.