الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أغلى ما أوتيه العبد.. خطيب المسجد النبوي: ينجي من النار

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن أغلى ما أوتيه العبد توحيده لربه، وأعظم النعم ثباته عليه حتى يلقاه، فالقليل منه إذا صح ينجي من الخلود في النار، وكماله يمنع من دخولها.

أغلى ما أوتيه العبد

وأوضح " القاسم" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن للشيطان حيل وشبهات يجتال بها العباد عن دينهم، وما من شبهة تعرض للعبد إلا وفيها ما يغريه باتباعها ويدعوه إلى تصديقها، فمن رام السلامة فليتعاهد توحيده وإيمانه بتلاوة القرآن وتدبره، والتزود من العلم ولينأى بنفسه عن مواطن الشبهات.

ونبه إلى أن دين الله الذي ارتضاه للخليقة كلها أولها وآخرها هو الإسلام، جاء به النبيون جميعا وحمل لواءه الرسل كلهم، قال تعالى: " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ "، وهو إخلاص الوجه لله وحده والتسليم له ربا مالكا متصرفا وإلها معبودا وحده دون سواه، وهو الحنيفية ملة أبينا إبراهيم : " ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " الآية 123 من سورة النحل.

وأضاف أنه هو عقيدة وشريعة وعلم وعمل ظاهر يصدقه الباطن، ولا إله إلا الله أساسه وأصله وقبة بنيانه التي بها كماله وجماله وأوله وآخره وسببه وغايته، ومعناها من لفظها بمنزلة الروح من الجسد لا ينتفع بالجسد دون الروح، والتلفظ بها دون اعتقاد معناها لا يغني عن صاحبها شيئا، ومن قالها عالما بمعناها عاملا بمقتضاها مستوفيا حقوقها فقد حقق التوحيد.

أصدق برهان من العبد

وأشار إلى أن أصدق برهان من العبد على التوحيد وأدل دليل على اختصاص الخالق بالتفريد دعاء الله وحده دون سواه، قال عليه الصلاة والسلام: "إذا سألت فاسأل الله"، ودين الله لا يقوم إلا على إفراد الله بالدعاء دون ما سواه، وبهذا أرسل رسله وأنزل كتبه، وهو دينه الذي يحب من عباده إظهاره ولو كان في ذلك مراغمة للمعرضين عنه، " فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ".

وبين أنه أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام أن يعلن لقومه أن رسالته قائمة على توحيد الله في الدعاء، " قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا "، ومن استكبر عن دعائه توعده الله بالنار والصغار، " إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ".

علامة الضلال والغفلة

وتابع:  ومن كرهت نفسه دعاء الله وحده ولم تنشرح إلا بدعاء المخلوقين فذلك علامة الضلال والغفلة عن الآخرة، قال شيخ الاسلام رحمه الله: لم يسن أحد من الأنبياء للخلق أن يطلبوا من الصالحين الموتى والغائبين والملائكة دعاء ولا شفاعة، بل هذا أصل الشرك فإن المشركين إنما اتخذوهم شفعاء. 

واستشهد بما قال تعالى: " وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ "، وأعظم ذنب في الأرض دعاء الله معه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟، قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك".