الملكة تيتي شري .. سيدة الأرضين

أهلا بالجدة أم البطلة جدة الشجعان فكل شىء وله أصل فكيف تحدثنا عن أفراد عائلة الأبطال وننسى أصل الحكاية، إنها عائلة من العائلات المقربة إلى قلبى مثل عائلة الملك رمسيس الثانى  وبطلة هذه القصة  أصل العائلة  الملكة الأم تيتى شرى، الداعم الأكبر فى عائلة الأبطال التى كانت طالما تحث ابنتها وأحفادها على تحرير الأرض والعرض وعدم الاستسلام للعدو حتى الموت، هى من قالت لابنتها  المطيعة الملكة إياح حتب  التى أخذت بنصيحة والدتها الملكة تيتي شيرى عندما قالت لها  " لا تبكى على أبيكِ أو زوجك ولكن أبكي على بلدك ، قولى لابنك لن تكون ولدى حتى تحرر بلدى ". فكانت لهم المثل الأعلى الذى ظل محفوراً بداخلهم طول رحلة الكفاح ضد الهكسوس الذى أكسبهم مناعة ضد كل عثرات ومصائب الحرب والقضاء على الأعداء وسقوطهم شهيدا تلو الآخر حتى النصر.

وتعتبر الملكة  "تيتى – شيرى" هى  أولى سلسلة نسل الملكات من آخر الأسرة السابعة عشرة إلى آخر الأسرة الثامنة عشرة،  وتنتسب لأسرة من عامة الشعب لوالدين يسمى نفرو وتجيني وقد حظيت عندما أتخاذها الملك  سمخت ان رع  تاعا الأول زوجة له و لقبت بسيدة الأرضين أم الملك و أنجبت له سلالة من الأبطال بداية من  الملك سقنن رع "تاعا الثانى"  وملكة المعارك إياح حتب التى باتت  تبث فيها حب الأرض وروح الوطن لتصبح ملكة مقاتلة فى أرض المعركة  إلى أن أصبحت جدة كل من الملك الشجاع كامس والملك أحمس قاهر الهكسوس والملكة أحمس نفرتاري وكانت الملكة تتي شري تلقب بالأم الملكية ، وكانت أول ملكة ترتدى تاج النسر والذى يجعل مكانتها مكملة للملك سنخت ان رع (تاعا الأول) زوجها الذى منحها إياه .

كانت الملكة تتي شري ليست مجرد أم غيورة على أرض الوطن تحث أبناءها وأحفادها على القتال فقط وإنما كانت درعا أساسيا فى قيادة الدولة فكانت  تقوم  بوظيفة وزير الدفاع و مركز العمليات الخاص بها وبمستشاريها من القيادات الإدارية و العسكرية و المجلس الملكي للتشريع و مجلس الحكماء العشرة .

 كانت هى العقل المفكر ترسم وتحس وتخطط وتأمر أبناءها بقيادة حرب التحرير بعد استشهاد زوجها وأبنائها قامت بتقديم أحفادها لتكتمل مسيرة التحرير فعندما استشهد الملك سقنن رع تقدم الملك كامس الشجاع وخاض حرب التحرير وأحرز الكثير من الأنتصارات ولكن يد العدو سبقت وغدرت ليسقط البطل الشجاع أرضاً وآخر ما نطق به كامس الشجاع أن وصى أخوه احمس أن يبلغ الجدة العظيمة تيتى شيري انه لحق أباه ومات ميتة سقنن رع وهذا يؤكد دور الملكة تتي شرى وأهميتها فى حرب التحرير فهى الأساس والعقل المفكر والمدبر لحرب التحرير، وهكذا تنهى الأسرة السابعة عشرة ليبدأ أخوه الملك أحمس الأسرة الثامنة عشرة ويقضى على الهكسوس  بمساندت الجدة تتي شري وملكة المعارك إياح حتب ولذلك يسمى بأحمس قاهر الهكسوس وقد عاصرت الملكة تتي شرى أوئل عصر الملك أحمس ، وقد توفيت الملكة تتي شرى مطمئنة على الأرض والعرض فى أيادى أمينة قوية شجاعة فى  يد أبناتها ملكة المعارك إياح حتب وحفيدها قاهرالهكسوس الملك أحمس . 

وبعد النصر أمر  حفيدها الملك  أحمس الأول بعمل لوحة تذكارية لجدته الملكة تتي شرى من الحجر الجيري في أبيدوس لتخليد ذكراها اكتشفت عام 1902م، بارتفاع 225 سم، وعرض 106.5سم، ووجد مدونا عليه حديث دار بين أحمس الأول وزوجته أحمس-نفرتاري يتحدث فيه عما صنعه لأجداده وخاصة جدته وأمه جاء فيه مخاطبا زوجته (حقا لقد مر بخاطري أم والدتي، والدة أبي الزوجة الملكية العظيمة، والأم الملكية تيتي – شيري المرحومة).

ولم يكشف حتى الآن عن قبر "تيتي – شيري" الذي دفنت فيه بطيبة، واكتشفت مومياء يعتقد أنها لها في خبيئة بالدير البحري وسط عدد من المومياوات الأخرى.