الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر في مواجهة التغيرات المناخية.. مبادرات ومشروعات تنتهي بـ 27 COP |تفاصيل

مؤتمر المناخ
مؤتمر المناخ

تنتظر مصر حدثا هاما وفارقا في حياة العالم وهو مؤتمر المناخ "27 COP" والذي يعد أهم مؤتر للمناخ في العالم، خاصة بعد تزايد التغيرات المناخية التي ضربت الدول خاصة الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة، مما جعل العالم يدرك أهمية مؤتمرات المناخ للمساعدة في التخلص من التغيرات المناخية وعودة التوازن البيئي والتحكم في الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري.

وفي هذا الإطار، قامت الدولة المصرية بتبني فكرة تحسين المناخ والعمل علي إقامة مؤتمرا عالميا لها، ولذلك بالتوازي مع إقامة العديد من المشروعات للتحول الأخضر في البلاد في كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية مما يدل على أن مصر رائدة المناخ البيئي في العالم.

وفي هذا التقرير يستعرض "صدى البلد" أهم المشروعات والقرارات التي اتخذتها الدولة المصرية لمكاحفة التغيرات المناخية والتحول إلى الاقتصاد الأخضر..

مبادرات مكافحة التغيرات المناخية

مصر لم تدخر جهدا فى ملف مكافحة التغير المناخي حيث أطلقت العديد من المبادرات كان أخرها مبادرة إعداد خريطة صحية للتغيرات المناخية وذلك فى إطار استضافة مدينة شرم الشيخ لمؤتمر المناخ cop 27.

لم يسلم القطاع الصحي من تأثيرات تغير المناخ الذي يهدد البشرية والصحة العامة على مستوي العالم كله كما أن تلك التغيرات تؤدي إلى تفشي أمراض خطيرة وأوبئة قاتلة تؤثر على صحة المواطنين، وعليه تسعي الحكومة إلى العمل مبكرا من أجل وضع خريطة صحية تتماشي مع التغيرات الطارئة علي البشرية.

وتشمل التغيرات المناخية ظواهر عديدة يتبعها انتشار للأمراض والأوبئة مثل كوفيد-19 وجدري القرود وغيرها من الأمراض المعدية، لذلك أطلقت الدولة معايير المستشفيات الخضراء والمستدامة في مايو 2022.

كما شملت الجهود المصرية أيضا العديد من المبادرات والأنشطة والتى كان من بينها تحضر للأخضر والتى انطلقت تحت تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ضمن إطار الاستراتيجية القومية للتنمية المستدامة "مصر 2030"،  والتى سعت إلى نشر الوعى البيئى وحث المواطنين، على المشاركة فى الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة.

أما المبادرة الأخري التى قامت بها الدولة فى إطار استضافة مؤتمر المناخ cop 27 حملة "إيكو إيجيبت" للترويج للسياحة البيئية، والتى هدفت إلى رفع الوعى البيئى لدى المواطنين والعمل على الترويج للمحميات ودعم السياحة، من خلال توفير الأنشطة والخدمات.

لم تغفل المبادرات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية دور المرأة القوي حيث أنه سيتم تخصيص يوم كامل للمرأة في الأيام غير الرسمية لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 ، حيث أن المرأة هي التي تتحمل هذه الآثار من توفير الماء والغذاء والمسكن والمواصلات.

مشروعات حماية البيئة في مصر

أعلنت الحكومة المصرية عن مبادرة لزراعة 100 مليون شجرة، تهدف مبادرة "الرئة الخضراء" إلى مضاعفة نصيب الفرد من المساحات الخضراء، وتحسين جودة الهواء، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وإفادة الاقتصاد، وتحسين الصحة العامة للمواطنين وتحقيق عوائد اقتصادية، من خلال زراعة مجموعة متنوعة من الأشجار، بما في ذلك الفاكهة.

وفي 31 يوليو، أطلقت وزارة البيئة حملة أخرى لإعادة البيئة إلى حالتها الأصلية، تهدف الحملة إلى زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بتغير المناخ في المجتمع المصري، وتشجيع الناس من جميع الفئات العمرية على المشاركة بنشاط في حماية البيئة من آثار تغير المناخ والتأكيد على مسؤوليتهم ودورهم المهم في هذه القضية.

أطلقت مصر سندات خضراء بقيمة 750 مليون دولار، للمرّة الأولى فى أفريقيا والشرق الأوسط، والإشارة لما سيقوم به القطاع الخاص من إطلاق سندات خضراء بقيمة تتراوح بين 120-200 مليون دولار، إلى جانب جهود "صندوق مصر السيادى للاستثمار والتنمية" فى مجال تغيّر المناخ من خلال الاستثمار فى عددٍ من المشروعات الخضراء مثل:

  • مشروع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء بالشراكة مع الشركات العالمية.
  • مشروع إنتاج عربات القطارات لدعم جهود النقل المستدام.
  • مشروعات تحلية المياه.

وقد تضاعفت نسبة الاستثمارات العامة الخضراء إلى إجمالي الاستثمارات العامة، حيث من المستهدف أن تصل إلى 50% عام 2024/2025، مقارنة بـ 30% عام 2021/2022، و15% عام 2020/2021، وذلك مع وضع أول إطار لدليل معايير الاستدامة البيئية ليتم تطبيقه على مشروعات الموازنة العامة.

أطلقت مصر في مايو 2022، الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، للتصدي بفعالية لتداعيات تغير المناخ، وتعمل هذه الاستراتيجية على 5 أهداف رئيسية تتمثل في الآتي:

  • تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات.
  • بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ والآثار السلبية المرتبطة به.
  • تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية.
  • تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ.
  • تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة والوعي لمكافحة تغير المناخ.

القدرات المصرية لإطلاق مؤتمر المناخ

ومن جانبه، قال الدكتور ماهر عزيز، خبير الطاقة والبيئة وتغيير المناخ، إن الدولة المصرية قادرة على استضافة فعالية هامة مثل مؤتمر المناخ العالمي، واستطاعت مصر سابقا استضافة العديد من المؤتمرات على هذا القدر من الأهمية، ومنها: مؤتمر التنوع البيولوجي والتصحر، حيث نالت مصر حينها الإشادة من جميع الدول، خاصة الأمم المتحدة الأمريكية، باستطاعة مصر استضافة مثل هذه الفعاليات.

وأضاف عزيز في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تعتبر القوة العاملة التي تستمر طوال فترة استضافة المؤتمر على أرضها، فتمتلك القوى المدربة عالية المهارة سواء في التمكن من اللغات الأجنبية أو التمكن من الاتصالات والعلاقات العامة وكل ما يرتبط بدعوة المساهمين في المؤتمر.

وأشار عزيز إلى أن الاستضافة في مدينة شرم الشيخ يعتبر لها دلالة أيضا، حيث إنها الآن تتحول إلى مدينة ذكية وخضراء، في تعتبر وجهة مشرفة لعقد مثل هذا المؤتمر.