الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جواسيس اعتقلتهم إيران يكشفون كيف خذلتهم المخابرات الأمريكية

جواسيس اعتقلتهم إيران
جواسيس اعتقلتهم إيران يكشفون كيف خذلتهم المخابرات الأمريكية؟

أمضى 6 إيرانيين احكاما بالسجن، بعدما كشفت السلطات الإيرانية علاقتهم بالمخابرات الأمريكية، فيما يشكو هؤلاء الجواسيس عن أن CIA تخلت عنهم ولم تهتم بمصيرهم.

كانت دقائق تفصل الجاسوس غلام رضا حسيني عن مغادرة إيران عندما أُلقي القبض عليه بمطار طهران في أواخر عام 2010، حيث كان يستعد لرحلة إلى بانكوك.

وهناك كان سيلتقي المهندس الإيراني مع عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمربكية CIA، لكن قبل أن يتمكن من دفع ضريبة مغادرة البلاد رفضت ماكينة الصراف الآلي بالمطار بطاقته باعتبارها غير صالحة.

وبعدها بلحظات، طلب ضابط أمن الاطلاع على جواز سفر حسيني قبل أن يقتاده بعيدا، وفقا لوكالة "رويترز".

ضحية CIA

قال حسيني إنه نُقل إلى قاعة خاوية لكبار الشخصيات، ثم طُلب منه الجلوس على أريكة أُديرت في مواجهة الحائط.

دس حسيني، الذي تُرك بمفرده لبضع لحظات غلفها الارتباك والتشوش ولم ير خلالها أي كاميرات أمنية، يده في جيب بنطاله وأخرج بطاقة ذاكرة مليئة بأسرار الدولة يمكن أن تفضي إلى إعدامه ووضعها في فمه ومضغها قبل أن يبتلعها.

وروى الرجل الإيراني أنه لم يمض وقت طويل حتى دخل عملاء وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية الغرفة ليباشروا تحقيقاً، تخلله الضرب.

ولم يكن لإنكاره وإتلافه البيانات أي جدوى، حيث كانوا يعرفون كل شيء بالفعل على ما يبدو.. لكن كيف؟، قال حسيني  "هذه أشياء لم أخبر بها أحداً في العالم".

بل ذهب الأمر بحسيني، والأفكار تتقافز وتتسابق في ذهنه، إلى التساؤل عما إذا كانت CIA نفسها قد باعته.

وكان حسيني ضحية لعدم مبالاة المخابرات الأمريكية أكثر من كونه ضحية لخيانتها، وفقا لتحقيق الوكالة.

وذكرت التقارير أن نظام الاتصالات السرية المعيب التابع للوكالة سهل على المخابرات الإيرانية التعرف عليه والقبض عليه.

وقال حسيني، الذي سُجن لما يقرب من 10 سنوات وتحدث علناً للمرة الأولى، إنه لم يسمع شيئا من الوكالة مرة أخرى حتى بعد إطلاق سراحه في عام 2019.

فيما امتنعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن التعليق على رواية حسيني.

ومقابلات سابقة مع 6 عملاء إيرانيين سابقين للوكالة، قالوا إنها كانت غير مكترثة من نواح أخرى في خضم حملتها المكثفة لجمع معلومات مخابرات في إيران، مما يعرض حياة أولئك الذين يخاطرون بأنفسهم لمساعدة الولايات المتحدة للخطر.

وقال عميل إن CIA  أمرته بإفراغ ما في جعبته من معلومات في مكان بتركيا كانت تعلم أنه تحت المراقبة الإيرانية.

في حين قال رجل آخر، وهو موظف حكومي سابق، إن أحد ضباط الوكالة هناك حاول دون جدوى دفعه للتجسس لصالح الولايات المتحدة، ما أدى إلى اعتقاله عندما عاد إلى إيران.

وأفاد الإيرانيون الستة بأنه عندما أُلقي القبض عليهم، لم تقدم الوكالة الأمريكية لهم أو لعائلاتهم أي مساعدة حتى بعد سنوات.

بدوره، قال جيمس أولسون، الرئيس السابق لمكافحة التجسس في CIA ، إنه لم يكن على علم بهذه الحالات تحديدا، لكنه قال إن أي تخل غير ضروري عن المصادر من قبل الوكالة سيمثل فشلاً مهنياً وأخلاقياً.

وتابع "إذا كنا مهملين ولا نبالي وتعرضنا للاختراق، فعار علينا إذن.. إذا دفع الناس ثمن الثقة بنا لمشاركة المعلومات ثم تعرضوا للعقاب فنكون قد فشلنا أخلاقياً".

وأشارت التقارير إلى الزج  بهؤلاء الرجال في السجن في إطار حملة مكافحة تجسس شرسة بدأتها إيران في عام 2009، نتيجة مجموعة من أخطاء المخابرات الأمريكية.

وقالت طهران في تقارير لوسائل إعلام رسمية إنها تمكنت في نهاية المطاف من الإيقاع بعشرات من عملاء CIA بعد تحريات مضنية.

وتعتبر CIA إيران أحد أصعب أهدافها، وقال أربعة ضباط مخابرات سابقين إن الوكالة مستعدة "لتحمل مخاطر أكبر مع المصادر" عندما يتعلق الأمر بالتجسس على إيران.

ويمثل الحد من الطموحات النووية للنظام الإيراني أولوية في واشنطن، بينما تصر طهران على أن جهودها النووية مخصصة لاحتياجات الطاقة فقط.