الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤامرة الحريم.. حكاية قتل الملكة «تيا» لـ «رمسيس الثالث»

زاهي حواس
زاهي حواس

كشف عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، في كتابه "الحارس.. أيام زاهي حواس" الصادر عن دار نهضة مصر، عن سر مقتل الملك رمسيس الثالث، من خلال عمليات البحث التي أجريها حواس.


وقال زاهي حواس في الكتاب: "أثبتت دراسة أنه لا يمكن إخفاء جريمة القتل وأن القاتل سيتم الكشف عنه حتى ولو كان ذلك بعد حوالي ٣ آلاف عام".

 

بداية مؤامرة مقتل رمسيس الثالث

 

وأضاف حواس: "أما قصة الكشف عن مقتل الملك رمسيس الثالث، فتعود إلى بردية «مؤامرة الحريم»، وأهم مصدر لهذه البردية هو بردية «تورين»، فقد جاء فيها أن زوجة هذا الملك الثانية الملكة «تيا» قد استاءت من زوجها الملك رمسيس الثالث الطاعن في السن، والذي يعيش سكيرا بين النساء، حينها أعلن عن خلافة ابنه الملك رمسيس الرابع له على العرش، فدبرت وقادت مؤامرة لقتله لكي تضع ابنها «بنتاؤر» ملكا على العرش بعد موت أبيه الملك رمسيس الثالث، بدلا من أخيه رمسيس الرابع، واشترك في هذه المؤامرة بعض قادة الجيش وموظفي القصر والعديد من النساء، لذلك عرفت باسم «مؤامرة الحريم».
وتابع زاهي حواس: "وتشير البردية إلى أنه تم الكشف عن المؤامرة وتم تقديم الجناة للمحاكمة، ولكن تم الكشف عن تلاعب القضاة في القضية؛ ولذلك حوكموا هم أيضا عن طريق قضاة آخرين، وأدينوا بعقوبات مشددة مع المتهمين الأوائل، الذين كان من بينهـم ابن الملك بنتاؤر، الذي طلب منه أن يشنق نفسـه، ولكـن لم تشر البردية إلى أن الملك «رمسيس الثالث» قد قتل، فالمصريون القدماء لم يكونوا يشيرون إلى قتل الملك، بل يقولون إن روحه صعدت إلى السماء، ولكن في البردية بعض العبارات التي قد تشير إلى قتل الملك، ومنها عبارة «الإله الطيب»، وهي عبارة لا تُذكر إلا بعد موت الملك، وعبارة «أن المركب قد انقلب» وهي تشير لقتـل الملك، ورغم ذلك لا يوجد دليل حاسم يشير إلى قتل الملك".

 

بنتاؤر يشنق بنفسه بعد قتل أبيه

 

وأكمل: "ومـن هنا فقد اعتقدنا أن هناك ضرورة لمعرفة الحقيقة، فوضعنا المومياء أسـفـل جهاز الأشعة المقطعية لنتأكد أن الملك قد قتل فعلا عن طريق قطع رقبته بسكين حاد من خلفه، بالإضافة إلى تقطيع أصابعه ببلطة، بعدها بدأنـا البحث عـن مومياء ابنه الخائن بتـاؤر، ورأيت ضرورة دراسـة موميائه الموجودة بالمتحف المصري باسم الرجل المجهول، التي اعتقد البعض أنها تخص ابن ملك الحيثيين الذي أرسله لكي يتزوج أرملة «توت عنخ آمون»، خاصة أنها هي التي طلبت ذلك بعد موت زوجها، ولكن القائد العسكري «حور - إم – حب»، قتله وهو في الطريق إلى مصر .

وأكد زاهي حواس: "والمومياء المذكورة لشاب صغير لا يزيد عمره على 18 عاما، ولم تحنط جثته ولكـن تـم لفها بجلد الماعز، ومن المعروف أن جلد الماعـز ليس نقيا عند الفراعنة، بـل هـو نجس وذلك طبقا لما جـاء في بردية «سنوحي»، كما وجدنا آثار جرح في الرقبة من أثر شـنق، وهو ما يؤكد ما عرفناه من المحاكمة، أنه حكم على بنتاؤر بشنق نفسه، فقمنا بفحص الحامض النووي من مومياء الملك «رمسيس الثالث» ومومياء هذا الشخص، فاتضح لنا أن هذه المومياء هي بالفعل لابنه بنتاؤر، وأن عـدم تحنيطه ولفه في جلد الماعز علامة أنه لم يدخل «حقول اليارو»؛ أي الجنة، بل دخل إلى عالم الموت وهو قاتل أبيه، وهذا سر مقتل الملك الذي ظهر بعد حوالي ثلاثة آلاف عام".