الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزراعيين: أفريقيا دفعت فاتورة رفاهية الدول الصناعية ومشروعات التكيف مع التغيرات المناخية

نقيب الزراعيين الدكتور
نقيب الزراعيين الدكتور سيد خليفة

نظم اتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والغابات والثروة الحيوانية السودانية بالعاصمة السودانية الخرطوم، مؤتمرا حول تأثير التغيرات المناخية على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.

جاء ذلك بمشاركة 27 دولة أفريقية و200 خبير من مختلف دول القارة، لاستعراض خطط المواجهة لهذه التغيرات على الأمن الغذائي الأفريقي.

وقال الدكتور سيد خليفة، الأمين العام للمهندسين الزراعيين الأفارقة، إن مصر عرضت على المشاركين في المؤتمر التجربة المصرية التطبيقية لاستزراع غابات المانجروف كأحد المشروعات الدولية للتكيف مع التغيرات المناخية، والتي يتم تنفيذها بالتعاون بين مركز بحوث الصحراء وأكاديمية البحث العلمي ومحافظة البحر الأحمر ووزارة البيئة.

وأضاف أن مؤتمر الخرطوم يستهدف الخروج بقائمة لأهم المشروعات التي تساهم في التكيف مع التغيرات المناخية لعرضها على قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ المقرر عقدها الشهر المقبل، خاصة أن غابات المانجروف لديها القدرة على الإسهام بشكل كبير في التخفيف من آثار انبعاثات الكربون، ما يجعلها مرشحةً وبقوة للدخول ضمن استراتيجية الأمم المتحدة للتكيف مع تغير المناخ.

وأكد الأمين العام للمهندسين الزراعيين الأفارقة، أن الدول الأفريقية تدفع خسائر الآثار السلبية للتغيرات المناخية رغم أنها لا تساهم إلا بقدر ضئيل في الانبعاثات الحرارية على كوكب الأرض وهو 3% فقط، مقابل 80% للدول الصناعية الكبرى، وباقي الانبعاثات في باقي الدول النامية.

وأشار إلى أن القارة الأفريقية هي من تدفع فاتورة الرفاهية للدول المتقدمة  في أمريكا وأوروبا، وتتحمل تكاليف التكيف مع مخاطر التغيرات المناخية.

وأوضح «خليفة»، أن مشروع استزراع غابات المانجروف يعد أحد نماذج الاقتصاد الأخضر التي سيتم عرضها ضمن جلسات قمة المناخ المقرر عقدها في مدينة شرم الشيخ.

وشدد على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتها من المخاطر التي تهددها، مثل الرعي الجائر للابل المتواجدة على ساحل البحر الأحمر، حيث يعد أحد أخطر التحديات التي تهدد استمرار غابات المانجروف.

ونوه «خليفة» إلى أهمية متابعة مشروعات استزراع غابات المانجروف خلال مراحل النمو المختلفة بعد زراعتها، حتى أصبحت غابات طبيعية على ساحل البحر الأحمر تشكل نموذجا لنجاح للدولة المصرية في ظل تحديات التغيرات المناخية التي تعصف بكوكب الأرض، لافتا إلى أن غابات المانجروف تعد أحد مشروعات الأحزمة الخضراء لمختلف المشروعات الإقتصادية والعمرانية بالمناطق الساحلية على البحر الأحمر وخليج العقبة.

وذكر الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، أن ما يُعرف باسم «الكربون الأزرق» مثل النباتات الساحلية كأشجار المانجروف والنباتات البحرية والمستنقعات الملحية، قد تكون أكثر الموائل فاعليةً للتخفيف من انبعاثات الكربون المسبِّبة لتغيُّر المناخ، لما لها من قدرة عالية على امتصاصه وتخزينه عبر آلاف السنين، مشيرا إلى أن التوسع في نظم الكربون الأزرق يتَّسق مع أهداف اتفاقية باريس لمواجهة تغير المناخ.

وبين «خليفة»، أن النباتات الساحلية تنمو بسرعة ولديها القدرة على تخزين الكربون العضوي في التربة المشبعة بالمياه المحيطة بها، ومن ثم فإن نباتات الكربون الأزرق مثل أشجار المانجروف قادرة على تخزين الكربون بطريقة أكثر كفاءة، مقارنة بأنظمة بيئية أخرى مثل الغابات الاستوائية المطيرة.

وقال الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة، إن الدول ذات الواجهات الساحلية الكبيرة تقوم بالتوسع في هذه النظم البيئية الصديقة للبيئة لمواجهة تغير المناخ، وتمثل غابات إندونيسيا والبرازيل وماليزيا وبابوا غينيا الجديدة أكثر من 50٪ من المخزون العالمي من الكربون الأزرق.

وأضاف «خليفة»، أن النظم الإيكولوجية  والبيئية للكربون الأزرق  مثل أشجار المانجروف، والمستنقعات الملحية، والأعشاب البحرية، يمكن أن تصبح مصارف للكربون تخزن كميات كافية منه كمصيدة طبيعية كما هو مذكور في اتفاقية باريس. 

وأوضح أن مصارف الكربون عبارة عن خزانات حيوية أو اصطناعية تجمع ثاني أكسيد الكربون وتختزنه مدةً غير  محددة، مشيرا إلى أن مصر لديها خطط للتوسع  في زراعة أشجار المانجروف على طول ساحل البحر الأحمر، وأن مصر لا تتجه إلى زراعة المانجروف على ساحلها المطل على البحر المتوسط؛ نظرًا لعدم توافر الظروف البيئية المواتية لزراعته.

وأشاد «خليفة» بدور محافظي جنوب سيناء والبحر الأحمر، فضلا عن الوزارات المعنية بالنهوض، بمشروعات استزراع غابات المانجروف والاستفادة منها في الترويج للسياحة البيئية وحماية الشواطئ والتنوع البيولوجي والبحري، حيث تعيش العديد من اللافقاريات البحرية مثل نجم البحر الهش وقناديل البحر وأنواع كثيرة من السرطانات والجمبري بين جذور وسيقان أشجار المانجروف، لافتا إلى أهمية الاستفادة من هذا النموذج في استزراع غابات المانجروف شرق وغرب القارة الأفريقية للتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.

ونوه الأمين العام لاتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة إلى أهمية استعراض نماذج من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بزراعة غابات المانجروف، ومنها تربية نحل العسل على غابات المانجروف، وهو من الأعسال الأعلى قيمة وجودة كإحدى الوسائل للتوعية والمشاركة المجتمعية للزراعة، فضلا عن تحقيق الاستقرار الاجتماعي للفئات الاجتماعية في قرية الصيادين حول غابات المانجروف في منطقة القلعان بمدينة مرسى علم،  وتطوير منازل قرية الصيادين بالقلعان وتزويدها بالطاقة الشمسية.