الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صندوق كيم المغلق.. كيف يخفي زعيم كوريا الشمالية تحركاته النووية عن الولايات المتحدة؟

زعيم كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون

خلال أقل من أسبوعين، أجرت كوريا الشمالية 6 تجارب لاختبار صواريخ بالستية، قادرة على حمل رؤوس نووية، أثارت مخاوف لدى الولايات المتحدة وحلفائها في شرق آسيا؛ بشأن نوايا وتحركات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

وبحسب قناة "سي إن إن" يقول مسئولون بالإدارة الأمريكية إن افتقار الولايات المتحدة لمعلومات استخباراتية مؤكدة من داخل كوريا الشمالية؛ يحد من قدرة واشنطن على تحديد نوايا كيم جونج أون، ويتكهن بعض المسئولين الأمريكيين، بأن الأخير، سيشرف بنفسه على التجربة الصاروخية النووية السابعة.

دائرة كيم جونج أون عصية على الاختراق

وحتى الآن يرفض مسئولو البيت الأبيض الإفصاح عن فحوى اي تقييم أو تحليل قد يفسر التصعيد الاستفزازي السريع من جانب كوريا الشمالية، بحجة خطورة التحدث علنًا عن معلومات استخباراتية سرية، لكن "سي إن إن" تنقل عن 2 من كبار المسئولين المطلعين اعترافًا خطيرًا بأن المشكلة الأساسية في هذا الصدد هي الغياب التام لأي معلومات استخباراتية موثوقة.

وقال المسئول السابق بمجلس الأمن القومي الأمريكي كريس جونستون "لدينا صورة جيدة عن حالة قدرات كوريا الشمالية التقليدية والصاروخية، ولكن الأكثر صعوبة؛ هو عنصر النوايا، هنا يغدو جمع المعلومات بالطبع مشكلة أكبر، فلأن الكثير مما يحدث في كوريا الشمالية يتوقف على دوافع وإرادة زعيمها، يتعين علينا الدخول إلى عقله، وهذه مشكلة استخباراتية معقدة".

وأوضح جونستون أن أجهزة المخابرات الأمريكية "تعرف قدرًا لا بأس به من المعلومات عن الدائرة المقربة لزعيم كوريا الشمالية وكيفية صناعة القرار، ولكن صانع القرار الأخير في نهاية المطاف هو كيم جونج أون نفسه. ولأن أعضاء الدائرة المقربة منه معدودون ولا يغادرون البلاد فإن اختراقها صعب للغاية".

ولطالما كانت كوريا الشمالية معزولة إلى حد كبير عن بقية العالم، وربما يرجع ذلك جزئيًا إلى منعها استخدام تكنولوجيا الاتصالات، التي لا تسهل التقدم الاقتصادي والمجتمعي فحسب، وإنما توفر أيضًا نوافذ وفرصًا مهمة لجمع المعلومات لأجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة وحلفائها.

لم تفعل العقوبات التي فرضتها الإدارات الأمريكية الثلاث السابقة شيئًا يذكر لوقف تقدم كوريا الشمالية نحو سلاح نووي جاهز للاستخدام، سوى أن تركت البلاد في عزلة عميقة والعديد من أبناء شعبها فقراء. وبالمثل، فشلت الدبلوماسية في تحقيق تقدم كبير لوقف برنامج الأسلحة الذي تقول كوريا الشمالية إنها لن تتخلى عنه أبدًا.

يد كيم الطويلة.. سر تجارب كوريا الشمالية النووية

يعتقد المسئولون الأمريكيون أن التجارب الصاروخية والنووية تخدم غرضًا عمليًا يتجاوز مجرد إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وهو تحسين قدرات كوريا الشمالية بينما تعمل نحو الهدف النهائي المتمثل في التوصل إلى صاروخ ذي رأس نووية يمكن أن يصل إلى الولايات المتحدة. كما أن اختبار أسلحة أقوى من أي وقت مضى؛ يعزز مكانة كيم جونج أون داخل كوريا الشمالية.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي "ما يهمنا هو كل ما يحدث في عمليات الإطلاق هذه، إلى أي مدى يذهبون وما إذا كانوا ينجحون أم فشلوا، إنهم يتعلمون، وهم قادرون على تحسين قدراتهم الصاروخية البالستية مع كل عملية إطلاق لاحقة، وهذا مصدر قلق لنا".

ومع ذلك، فإن التحديد الدقيق للسبب الذي يجعل كوريا الشمالية تختبر الصواريخ في أي لحظة معينة قد أثبت أنه يمثل تحديًا دائمًا للإدارات الأمريكية منذ عقود.

وبالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه في مجال الأمن القومي، فإن فك شفرة نوايا كوريا الشمالية مع تسريعها اختبار أسلحتها؛ يعد مهمة صعبة، ويعترف مسئولو الإدارة الأمريكية بصراحة بأن الجهود السابقة لتحديد الدافع وراء تصرفات بيونج يانج، قد ثبت في وقت لاحق أنها كانت خاطئة.

ترسانة كوريا الشمالية النووية والصاروخية

اختبرت كوريا الشمالية أكثر من 30 صاروخاً هذا العام، بعضها طويل المدى بما يكفي لبلوغ الولايات المتحدة الأمريكية. وتضمنت تجاربها: الصواريخ البالستية وصواريخ كروز وأخرى تفوق سرعة الصوت بعدة مرات، وتطير على علو منخفض دون أن يكشفها الرادار.

ويعتقد أن الصاروخ الأخير الذي أطلق في أجواء اليابان، متوسط المدى من نوع "هواسونج - 12". ويبلغ مداه 4500 كلم، أي المسافة التي تكفي لضرب قاعدة جوام الأمريكية انطلاقاً من كوريا الشمالية.

وأجرت كوريا الشمالية أيضاً تجارب لاختبار الصاروخ البالستي "هواسونج - 14". ويبلغ مداها 8 آلاف كلم، رغم أنّ بعض الدراسات ترجّح أن يبلغ مداها 10 آلاف كلم، ما يمكنها من بلوغ نيويورك. وهي أوّل صواريخ بالستية عابرة للقارات تملكها كوريا الشمالية.

ويعتقد أن النسخة الأحدث من هذا الصاروخ "هواسونج - 15"، يبلغ مداه 14 ألف كلم، ما يضع كامل القارّة الأمريكية تحت مرماه. 

وكشفت كوريا الشمالية في أكتوبر 2020، عن أحدث صواريخها البالستية هواسونج - 17. ويبلغ مداه 15 ألف كلم أو أكثر، ويمكنه أن يحمل 3 أو 4 رؤوس حربية بدلاً من واحد؛ ما يجعل من الصعب على دولة ما، الدفاع عن نفسها.

واختبرت كوريا الشمالية قنبلة نووية لآخر مرة عام 2017. وبلغت قوة الانفجار في موقع الاختبار ما بين 100 و370 كيلوطن، وزعمت كوريا الشمالية حينها، أنها أوّل قنبلة نووية حرارية، وهي الأقوى بين جميع الأسلحة الذرّية.

في عام 2018 تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، لرئيس الولايات المتحدة آنذاك، دونالد ترامب، بأن تدمّر كوريا الشمالية جميع منشآتها لتخصيب المواد النووية.

لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إن صور الأقمار الصناعية، تشير إلى إعادة تشغيل المفاعل الذي يصنع البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة.

وتؤكد الوكالة أن برنامج كوريا الشمالية النووي يمضي "بكامل قوته"، مع القيام بفصل البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم وأنشطة أخرى.