الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص|الحكواتية الأمريكية كريستينا مييت: لا أجد متعة أفضل من حكي القصص للأطفال

صدى البلد

ابتسامة لا تفارفها يعلوها خجل شديد، إلا أن هذا الخجل سرعان ما يتبدل حين تلتقي مجموعة من الأطفال ينتظرونها لتقص عليهم بعض من حكايتها التي تحملها معها، إذ ينصت إليها الأطفال في تلك اللحظة، بينما هي تنغمر معهم في حكايتها التي لا تنتهي.

التقينا بالحكواتية الأمريكية كرستينا مييت بالشارقة خلال أيام فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي والتي أقيمت في الفترة من 21 إلى 24 سبتمبر الماضي. 

تحدثت معنا كريستينا مييت عن بدايتها في الحكي، إذ أوضحت أنها أحبت منذ مرحلة مبكرة من حياتها فكرة إلقاء الحكايات على الأطفال، وكانت معروفة دائمًا بقدرتها على الحكاية منذ أن كانت تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

كريستينا مييت: داخل أوروبا وأمريكا نحاول قدر الإمكان التواصل مع بعضنا عبر الحكاية

 

 

تضيف كريستينا مييت: لسنوات طويلة دربت نفسي على الحكي من خلال جمع الحكايات المختلفة من العالم، وقد ألفت الكثير من كتب الأطفال؛ لذلك كان الأمر بالنسبة إليّ بمثابة متعة وشغف شخصي أردت تحقيقه، ونحن خلال الفترة الحالية بعكس الماضي أصبح لدينا في أوروبا وأمريكا الكثير من الحكواتية، والأطفال يحبوننا، وكذلك كبار السن، والبالغين، فنحن داخل أوروبا وأمريكا نحاول قدر الإمكان التواصل مع بعضنا عبر الحكاية، لأننا أدركنا أنه إذا ما استسلمنا لوسائل التواصل الاجتماعي وانعزلنا عن العالم، فسندمر أنفسنا بشكل ذاتي.

متعة خاصة

 

تضيف كريستينا مييت: لا أجد متعة في حياتي أفضل من حكي القصص وإلقائها على الأطفال، إذ تعتبر أن نقل تجارب حتى وإن كانت بسيطة لطفل شيء لا يمكن أبدًا أن يضاهيه أي إحساس في العالم "نقل الثقافة لطفل بالنسبة إليَ كان شغفًا، فقد انتقلت من أمريكا وأعيش حاليا في ألمانيا، إلا أنني كنت أصر على نقل الحكاية في ألمانيا أيضًا، لأني أملك الكثير من الحكايات حول مدن وبلاد كثيرة حول العالم.

 

 تنهي كريستينا مييت حديثها وتقول: سعدت بالتقائي مع تلاميذ من المدارس، فهذه أمور أحبها، وأنا أظن الحكاية في هذا التوقيت مهمة للأطفال، فهم يتعرضون لكم هائل من الأشياء التفاعلية التي من وجهة نظري تؤثر عليهم بالسلب ولا تفيدهم؛ لذلك أرى أن الحكاية هي بمثابة طوق نجاة لشعوب كثيرة، إذا ما أرادت تنشأة سليمة لأطفالها خلال هذا العصر، فالأمور اختلف عن الماضي كثيرا، ولا يمكن اعتبار أن تقديم حكاية لطفل بأنها "رفاهية"، فنحن نساعدهم من خلالها، ويجب تقديم لهم حكايات عن قيمة التسامح في العالم، إذ يتعرضون بشكل دوري لموجات تعنيف من جانب القنوات التلفزيونية، التي قد يشاهدونها عن طريق الصدفة، لكن في نهاية الأمر فهم يتأثرون بتلك الحكايات بالسلب، وهي لا تفيدهم أبدًا بل بالعكس تضرهم.