بدأت اليوم، الثلاثاء، فعاليات منتدى "الاستثمار والتجارة بين مصر ونيجيريا"، الذي يعقد على مدى أيام 10 و11 و12 أكتوبر الجاري بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة أكثر من ٤٠٠ رجل أعمال مصري ونيجيري، وفي حضور عدد وزراء وكبار مسئولين نيجيريين، وتحت رعاية وزارتي المالية والتجارة والصناعة بمصر، في إطار الجهود التي تبذلها جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة لتعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية.
وأكدت مريم كاتاجو، وزيرة الدولة للصناعة والتجارة النيجيرية، أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر ونيجيريا، معبرة عن شكرها وتقديرها لمصر والشعب المصري على حسن الاستقبال الذي لمسه الوفد النيجيري منذ وصوله إلى القاهرة.
وقالت كاتاجو، في كلمتها في الجلسة الافتتاحية لملتقى الاستثمار والتجارة بين مصر ونيجيريا، إن الهدف الأساسي من هذا الملتقى هو تعميق التجارة والاستثمار بين مصر ونيجيريا، معتبرة أن الملتقى ركيزة جديدة في العلاقات بين القاهرة وأبوجا.
ووجهت الوزيرة النيجيرية الشكر لجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة والجمعية النيجيرية المصرية للثقافة والاقتصاد الاجتماعي علي تنظيم هذا الحدث.
وأكدت وزيرة الدولة للصناعة والتجارة النيجيرية وجود كثير من اوجه التشابه الاقتصادي بين مصر ونيجيريا، مشيرة إلى أن البلدين هما أكبر سوق في أفريقيا وكذلك الأكبر بالنسبة لعدد السكان، إضافة إلى تميزهما بوجود وفرة من الموارد الطبيعية وقاعدة صناعية كبيرة.
وقالت: “هذا يجعل المؤتمر منصة جديدة لتفاعل اقتصادي كبير بين مصر ونيجيريا”.
وأكدت الوزيرة مريم كاتاجو أهمية تجاوز الاقتصاديات الأفريقية لتداعيات فيروس كورونا والتخفيف من آثارها وحدوث التعافي الاقتصادي.
ولفتت في هذا الصدد إلى أهمية وجود تبادل تجاري بين مصر ونيجيريا.
ونوهت وزيرة الدولة للصناعة والتجارة النيجيرية إلى امتلاك نيجيريا العديد من المقومات الاقتصادية الكبيرة والموارد الطبيعية.
وقالت إن نيجيريا إحدى أكبر الدول الجاذبة للاستثمارات في أفريقيا، موضحة أنها تساهم بحوالي أكثر من ٢٠٪ من الناتج الإجمالي لقارة أفريقيا، وأنها تعد واحدة من أكبر الأسواق في العالم.
وأكدت الوزيرة مريم كاتاجو أهمية زيادة التعاون الاقتصادي بين مصر ونيجيريا، مشيرة إلى أن مصر بالنسبة لنيجيريا هي بوابة شمال أفريقيا.
كما أكدت أهمية دعم العلاقات بين مصر ونيجيريا وجميع الدول الأفريقية، متابعة: “نيجيريا تحاول أن تعمق تعاونها مع مصر، ونحن نعتبر أنفسنا قلب أفريقيا”.
وأوضحت أن نيجيريا تمتلك ٢ مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، لا يستغل منها سوى ٤٠٪ فقط، داعية رجال الأعمال المصريين إلى الاستثمار الزراعي في نيجيريا.
من جانبه، أكد خليفة عبد الله، محافظ ولاية كادونا شمال نيجيريا، أهمية تطوير تدفقات الاستثمارات بين مصر ونيجيريا إلى أرقام جديدة، مشيرا إلى أهمية وجود استثمارات مصرية في نيجيريا ووجود استثمارات نيجيرية في مصر.
وقال محافظ ولاية كادونا النيجيرية إن مصر بالنسبة لنا هي السوق الثانية في العالم.
وأضاف أن نيجيريا تعد أكبر منتج للذرة وفول الصويا، وتمتلك أراضي هي الأكثر خصوبة في أفريقيا.
وتابع: “إننا نشجع رجال الأعمال المصريين أن يأتوا إلى نيجيريا ويستثمروا في الزراعة في نيجيريا”.
واستطرد: “نستطيع بزيادة التعاون في مجال الزراعة أن نحقق الاكتفاء الذاتي لأفريقيا من المنتجات الزراعية بدلا من الاعتماد على روسيا وأوكرانيا”.
وأوضح أن نيجيريا وأغلب الدول الأفريقية تمثل أكثر المناطق استقراراً في العالم، مشيرا إلى أن مستقبل العالم في أفريقيا وآسيا.
وأكد محافظ كادونا أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا، باعتبار أن لديهم مسئولية تجاه القارة الأفريقية.
فيما أكد محمود أحمدو، رئيس الجمعية النيجيرية المصرية للثقافة والاقتصاد الاجتماعي، أهمية عقد الملتقى الاستثماري المصري النيجيري، الذي يهدف إلى زيادة التعاون الاقتصادي بين مصر ونيجيريا.
وتطرق أحمدو في كلمته إلى افتتاح مركز الخدمات الإلكترونية للجالية النيجيرية في مصر، والذي من شأنه زيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، وتسهيل التعاون بين رجال الأعمال المصريين والنيجيريين.
ولفت محمود أحمدو إلى توقيع مذكرة تفاهم بين جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة والجمعية النيجيرية المصرية للثقافة والاقتصاد الاجتماعي بهدف تحقيق دفعة بين مؤسسات الأعمال بين البلدين وتحقيق شراكات مثمرة بينهما.
وأكد يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أهمية تنظيم المنتدى الذي يهدف إلى زيادة التعاون الاقتصادي بين مصر ونيجيريا، كما أكد أن الهدف الأساسي هو تعزيز العلاقات المصرية الأفريقية في جميع المجالات.
وقال: "هدفنا الرئيسي هو علاقات أفريقية أفريقية وليست علاقات مصرية أفريقية".
وأضاف الشرقاوي أن منتدي التجارة والاستثمار بين مصر سيعقد سنويا بالتبادل بين القاهرة وأبوجا، معلنا عقد النسخة الثانية من المنتدى في أبوجا ١٠ أكتوبر ٢٠٢٣.
وشدد الدكتور يسري الشرقاوي على أن التحديات التي يشهدها العالم في الفترة الحالية فرضت على أن تضع القارة الأفريقية نفسها في مكانة جديدة.
وطالب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة وسائل الإعلام الأفريقية بأن تقوم بدور في تحديث الصورة الذهنية للقارة، كما طالب الحكومات الأفريقية بتذليل جميع الصعوبات التي تعترض زيادة حركة التجارة بين مختلف الدول الأفريقية.
وأكد السفير نيورا اباريمي، سفير جمهورية نيجيريا لدى مصر، على عمق وقوة العلاقات الثنائية بين مصر ونيجيريا التي تمتد إلى أكثر من ٦٢ عاما منذ استقلال نيجيريا، مشيدا بالدور الرائد الذي تقوم به مصر في خدمة قضايا القارة الأفريقية.
وقال السفير نيورا اباريمي إن مصر ونيجيريا لديهما تعاون كبير وتلعبان دورا استراتيجيا كبيرا في أفريقيا.
وأشار إلى أن البلدين يعتبران قوة اقتصادية كبيرة في القارة، حيث يمثلان أكبر وثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا.
وأضاف: “مصر ونيجيريا أكبر اقتصادات القارة، ولديهما فرص كبيرة لزيادة التعاون الاقتصادي فيما بينهما”.
ودعا السفير النيجيري بالقاهرة، رجال الأعمال المصريين إلى اغتنام الفرص الاستثمارية الكبيرة التي توفرها حكومة بلاده للاستثمار في نيجيريا.
وأوضح أن جزءا من مهممته الدبلوماسية في مصر إقامة علاقة شراكة استراتيجية واقتصادية بين البلدين.
وأكد شريف الجبلي، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أهمية العلاقات المصرية النيجيرية، مشيرا إلى ضرورة تنمية هذه العلاقات إلى مجالات أوسع.
وقال الجبلي إن القيادة السياسية في مصر لديها اهتمام كبير بتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول القارة الأفريقية.
ونوه إلى أهمية دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية حيز التنفيذ، الأمر الذي من شأنه زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الأفريقية.
ووجه الجبلي الشكر لجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة على تنظيم هذا المؤتمر الذي سيتيح لرجال الأعمال في كلا البلدين استشراف فرص التعاون فيما بينهم.
وتطرق الجبلي إلى وجود فرص حقيقية للتعاون بين مصر ونيجيريا في قطاع الزراعة، وقال: “لدينا كثير من فرص التعاون، ونرغب أن نرى أعمالا على أرض الواقع”.
هذا وقد تم تدشين فرع شركة “او اي اس” النيجيرية بالشراكة مع مجموعة شركات أحمد العيسوي عمارة، التي تعد أحد أعضاء الجمعية، وهي إحدى الشركات الكبري في الاستثمارات المتنوعة الدولية في مصر والخليج وأفريقيا.
وسيقوم الوفد بزيارة مجمعات مدينتي السكنية، وكذلك مشروعات شركة ريدكون للمقاولات، والمركز الطبي العالمي، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويلتقي بكبار الاستشاريين المصريين الذين أشرفوا على تصميمات العاصمة الإدارية الجديدة.