الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر غاز شرق المتوسط.. محطات الإسالة المصرية قبلة أوروبا بعد الغاز الروسي

أرشيفية
أرشيفية

تشهد أوروبا أزمة طاقة حقيقة تزداد حدتها مع قرب دخول فصل الشتاء، خاصة عقب خفض إمدادات الغاز الروسي إلى الدول الغربية، نتيجة لحالة التوتر بين موسكو ودول المعسكر الغربي بسبب الحرب في أوكرانيا.

غاز شرق المتوسط

وتبحث الدول الأوروبية عن أسواق جديدة للطاقة تكون بديلا عن الغاز الروسي ومنها السوق المصري، الذي يستطيع بحسب عدد كبير من المتخصيين سد العجز الذي تعاني منه الدول الأوربية عبر غاز شرق المتوسط.

ويعد غاز شرق المتوسط أحد جناحي مصادر الإمدادات التي تعول عليها شركة "شيفرون" لتزويد أوروبا ببدائل الغاز الروسي، إلى جانب موارد الغاز الأمريكي.

وكانت شيفرون الأمريكية قد وقعت في شهر يونيو الماضي مذكرة تفاهم مع مصر لتنسيق التعاون في نقل إمدادات الغاز إلى القاهرة وإسالته وتصديره، وتأتي تلك المذكرة عقب أيام من توقيع اتفاق ثلاثي يضمن تزويد الدول الأوروبية بتلك الإمدادات.

وأكد نائب رئيس "شيفرون" لقطاع الصناعات الوسطي "أعمال النقل والتخزين والتسويق" كولين بارفيت، أن أزمة الطاقة الأوروبية وتعطش القارة العجوز إلى إمدادات بديلة، و الحاجة لمصادر تضمن لها إمدادات الغاز اللازمة لتلبية الطلب أصبحت مُلحّة في ظل تنامي رغبة أوروبا بالاستغناء عن الغاز الروسي.

ولفت إلى أهمية نقل غاز شرق المتوسط إلى محطات الإسالة المصرية لتوزيعه على الأسواق المستوردة، نظرا لأن غاز شرق المتوسط جذب الأنظار عقب الغزو الروسي لأوكرانيا بصفته أحد الخيارات الأوروبية للاستغناء عن إمدادات الغاز من موسكو، وللإسهام في خفض الأسعار الآخذة في الارتفاع لمستويات قياسية.

فرص الدعم الأوروبي

وفي ظل تنامي الرغبة الأوروبية بالاستغناء عن الغاز الروسي، أصبح غاز شرق المتوسط أدوات رئيسة تعول عليها القارة العجوز.

من جانبه طالب وزير البترول، المهندس طارق الملا، بضرورة توفير التمويل اللازم لتحقيق الاستفادة الكاملة من غاز شرق المتوسط؛ الأمر الذي يمكن أن يسهم في حل أزمة الطاقة في أوروبا.

وأوضح الملا، أن احتياطيات الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط يمكنها المساعدة في الحفاظ على أمن الطاقة الأوروبي؛ لذلك هناك ضرورة لتوفير التمويل من بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار، وفق ما نشره بيان الوزارة.

جاء ذلك خلال مشاركة وزير البترول، المهندس طارق الملا، في مؤتمر غاز شرق المتوسط، الذي انعقد في مدينة نيقوسيا، في قبرص، السبت 15 أكتوبر (2022).

وأوضح وزير البترول، أن منطقة شرق المتوسط تكتسب أهمية خاصة في الحفاظ على أمن الطاقة؛ لذلك فإن التمويل ضروري للاستثمارات في تنمية احتياطيات الغاز والاستفادة منها، بما يضمن تحفيز المستثمرين وسرعة تأمين إمدادات الطاقة.

توفير التمويل التجاري

وأشار الوزير - إلى أن توفير التمويل لا يعني التمويل التجاري، ولكنه تمويل مميز بشروط ميسرة من تلك المؤسسات التمويلية التابعة للاتحاد الأوروبي، يساعد على سرعة وتعظيم الاستفادة من احتياطيات غاز شرق المتوسط.

وأضاف الملا، أن جهود تأمين إمدادات غاز شرق المتوسط، تتزامن مع جهود مصرية أخرى لبناء ممر أخضر بين شرق المتوسط وأوروبا، يركز على توفير الهيدروجين والكهرباء والطاقات المتجددة، مؤكدا أهمية العمل على المسارين لتأمين الطاقة.

واعتبر وزير البترول، طارق الملا، أن احتياطيات الغاز الطبيعي بمنطقة شرق المتوسط يمكنها أن تساعد في الحفاظ على أمن الطاقة في أوروبا.

وقال المهندس مدحت يوسف ، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقا، وخبير الطاقة، إن دول الاتحاد الأوروبي إذا وفرت تمويلا لعملية تنمية الحقول المكتشفة في منطقة شرق المتوسط، وربطها بالتسهيلات اللازمة، سيؤدى ذلك لوفرة في الغاز بكميات كبيرة  تساعد على أمن أوروبا فيما يخص ملف الطاقة.

وأضاف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقا - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع حجم الصادرات بشكل كبير، وسيساعد أوروبا فى إيجاد مصدر ضخم يمدهم بالطاقة بديلا عن الغاز الروسي.

ولفت يوسف إلى أن تكلفة تمويل تلك التنمية يحتاج إلى ما يقرب من  10 مليارات دولار، منوها إلى ضرورة وجود تيسيرات من قبل دول الاتحاد الأوروبي، بإطالة فترة السداد، وخفض الفائدة عن 8% على القروض التى ستمنح من أجل تلك المشروعات، متوقعا أن تستجيب دول الاتحاد الاوروبي لتخفيف الشروط لاحتياجها إلى الوقود.