قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لهذا سيحرق أوباما مصر من أجل الإخوان


مازال الرئيس الأمريكي باراك اوباما يبذل محاولات يائسة لإنقاذ "الإخوان المسلمين" وإعادة الرئيس السابق "محمد مرسي" إلى الحكم، ويستخدم أوباما كل الوسائل الأخلاقية وغير الأخلاقية في تحقيق هذا الهدف بمساعدة السفيرة الأمريكية في القاهرة "آن باترسون".
والبحث وراء الموقف الأمريكي من إعلان الحرب على مصر لا يحتاج إلى الكثير من المجهود، فالاجابة بسيطة للغاية وهي أن الرئيس المخلوع وجماعته (قدموا لأمريكا خلال عام واحد أكثر مما قدمه مبارك طوال 30 عاما)، وخدموا إسرائيل كمن لم يخدمها حاكم مصري أو عربي من قبل.
وبعد أن قال الشعب المصري وجيشه العظيم كلمته وأصدر التاريخ حكمه بان محمد مرسي العياط أصبح مخلوعا وجماعة الإخوان خرجت من تاريخ مصر الحديث، بدأ الشعب الأمريكي يستعد لمحاكمة أوباما بسبب الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها.
وبدأ النواب الجمهوريون في الكونجرس يعدون العدة لمحاكمة أوباما والسفيرة باترسون، بسبب فشلهم في مصر، وإغضاب الشعب المصري بدعمهم المستمر والمطلق للإخوان، رغم الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبوها في حق الشعب المصري بداية من اصدرا إعلان دستوري في نوفمبر 2012 جعل محمد مرسي بمثابة إله وفرعون جديد لمصر وقال للجميع "لا راد لحكمي ولا معقب لقضائي" مرورا بقمع الحريات والتضييق على وسائل الإعلام واعتقال المواطنين وإقرار دستور لا يحقق الحريات ولا يحقق أي توازن بين السلطات.
فضلا عن عدم احترام دولة القانون واهانة القضاء وحصار المحكمة الدستورية والتشهير بالقضاء المصري، فضلا عن الإساءة للجيش واتهام المصريين بالرشوة والعمالة للخارج، حتى أن الوقاحة بلغت برئيس الوزراء هشام قنديل أن يتهم نساء الصعيد الحرائر بـ "الزنا" وأن عملهم في الحقول يجعلهن ينجبن الكثير من الأطفال من غير أزواجهن.
كل هذه الأخطاء لم تحرك شيئا من قيم العدل والديمقراطية والحرية التي دائما ما تشدق بها أوباما، ولم يحاول أن يكف يد الإخوان ويكبح جماح الرئيس المخلوع، بل ظل صامتا يصم أذانه عن استغاثة المصريين ونداءات المعارضة المتكررة للنظام الحالي بالعودة إلى رشده.
واتخذ أوباما هذا الموقف لعدة أسباب:
أولا: أن الإخوان قدموا كل فروض الطاعة والولاء لإسرائيل وأعلنوا التزامهم بمعاهدة كامب ديفيد، وأكدوا خنوعهم برسالة المخلوع الشهيرة لرئيس إسرائيل التي بدأها بصديقي العزيز وأنهاها بكلمة (أتمنى لك ولشعب إسرائيل الصديق رغد العيش.. صديقك الوفي ..)
ثانيا: الضغط الإسرائيلي القوي الذي يريد بكل الطرق بقاء الإخوان في حكم مصر، لما رأوا منهم من التفاني والإخلاص في خدمة تل أبيب، سواء في مصر أو فلسطين، وكذلك في تركيا حيث لعب مرسي دورا هاما في عودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل.
ثالثا: وافق المخلوع مرسي على كل طلبات إسرائيل وأمريكا التي رفضها المخلوع الأسبق مبارك والتي كان يرى أن بها انتهاكا للأمن القومي، ومنها وضع أجهزة تجسس وكاميرات مراقبة وأجهزة استشعار على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، بحجة مراقبة سيناء وهو ما كان يرفضه مبارك كونه انتهاكا للان القومي المصر.
رابعا: إنهاء دور حماس كحركة مقاومة وإدخالها بيت الطاعة الإسرائيلي وتوقيع هدنة طويل المدى مع إسرائيل، في مقابل إطلاق يدها في قطاع غزة وعدم السماح للرئيس الفلسطيني بالاقتراب من غزة ونسيان أنها جزء من الأراضي الفلسطينية، لتصبح غزة إمارة حمساوية ترتكب فيها كل انتهاكات لحقوق الإنسان وقمع المواطنين.
كما سمح مرسي لحماس باستخدام الأنفاق ومنع الجيش من هدمها حتى تظل مليارات حماس في تزايد من الاتجار بقوت المصريين والفلسطينيين معا.
خامسا: نجاح الإخوان في إشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة، وتنفيذ المخطط الأمريكي الإسرائيلي بجعل المواجهة في الدول العربية بين السنة والشيعة، لتختفي إسرائيل كعدو من القاموس العربي إسلامي، ويحل محلها الشيعة في قاموس السنة، ويعتبر الشيعة السنة أعداءهم الحقيقيين.
هذا بالإضافة إلى أن هذه الحرب الطائفية ستزيد من سيطرة أمريكا على الدول العربية وستنعش خزائن شركات إنتاج السلاح الأمريكية.
لكل هذا سيقاتل أوباما لعودة مرسي، ويجب أن يتكاتف الجميع خلف الجيش للتأكيد على أن ما حدث ليس انقلابا كما تريد أمريكا وإسرائيل تصديره للعالم، بل هي ثورة شعبية لتصحيح مسار مصر وإنقاذها من نفق مظلم.