الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاكتفاء الذاتي من الأعلاف

نهى زكريا
نهى زكريا

في طفولتي .. كنت أعتقد أن اختفاء دولة مثل الصين من الكوكب سوف يؤثر حتى على الجاذبية الأرضية بسبب عدد سكانها المرعب، ومن الواضح أنني كنت أستشرف الغيب وأنا صغيرة، فقد اندلعت الأزمة في العالم من الصين منذ عام 2019 بسبب إعدام «بكين» نحو نصف خنازيرها بسبب مرض حمى الخنازير الإفريقية.

المؤلم أن العالم لم تلتئم جراحه بعد انتشار جائحة كورونا لتشتعل الحرب بين روسيا وأوكرانيًا فتحولت دول العالم إلى أرض خصبة لارتفاع الأسعار واستغلال البعض للأزمة.

وبدأ المواطنون في الأردن منذ شهور في مقاطعة اللحوم البيضاء كما ارتفعت الأسعار بشكل جنوني في كل دول العالم، وعانت مصر ارتفاع أسعار الدواجن ولكن البعض استغل الأزمة بشكلٍ مؤلم بنشر فيديو إعدام الكتاكيت مع العلم أنه كان من الممكن أن يستغنوا عن عملية الإعدام البشعة بطريقة أكثر تحضرا بتوزيعها مجانا على بعض المنازل في الريف إذ تربي الكثير من الأسر الدواجن وتطعمها بواقى المطبخ والعيش ولكن مشاهد الإعدام ستكون أكثر تأثيرا فنحن حقا بحاجة إلى تغيير ثقافة الكثير من المواطنين.

كالمعتاد لم ننظر لحل المشكلة إلا بشكل مؤقت ولأننى باحثة فى مجال استثمار القمامة والاهتمام كثيرًا بالقمامة العضوية أو بواقى المطبخ سألت أحد العاملين فى صناعة المكينات الخاصة بصناعة الأعلاف فقال إن المشكلة ممكن حلها بشكل بسيط بزيادة زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا ولكن الأهم من ذلك فرض على كل مصانع الأعلاف أن يكون بها مجفف والذي يعمل على حماية المنتجات الزراعية و بواقي الطعام من الرطوبة وقتل السموم والتخلص من الرائحة العفنة.

وهناك مصانع تنتج 6 آلاف طن علف فى الساعة ومصر بها أكثر من خمسة آلاف مصنع وبالرغم من ذلك المصانع لا توفر أكثر من 35٪؜ من احتياجات السوق فعلف الدواجن يحتاج فقط إلى الذرة الصفراء والصويا وبعض الإضافات الأخرى فى حين أن علف المواشي يضاف له بعض البرسيم والمخلفات الزراعية مثل مخلفات القصب وجريد النخل وغيره.

وحل الأزمة أن زيادة إنتاج الذرة فضلا عن 20% فقط من المخلفات الزراعية سوف يكون سببًا فى الوصول للاكتفاء الذاتي، وإنني أعلم جيدًا بأن القمامة ممكن أن تكون حلًا سريعًا و قاطعًا لكثير من مشاكلنا خاصةً فى تشغيل الأيدي العاملة.
  
بلدنا بها من الخيرات ما يكفينا ويفيض ولكننا نحتاج إلى شىء من التنظيم وأن نؤمن بعظمة أرضنا .. حفظ الله أجمل بقعة على الأرض.. حفظ الله مصر.