الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ومن البكاء ما فيه منافع

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

استوقفتني وسط زحمة الحياة،  مقالة لشخصية عالمية طبية تتحدث عن مفهوم البكاء ء؛  وبدأ الطبيب الهمام كلماته بتعريف البكاء طبيا. واسترسل فى حديثه عن ماهية البكاء وتكوينه وفوائده، وعندما تحدث عن أسباب البكاء ودوافعه فهنا كانت الكلمات وتأثيرها وأثرها البالغ على من يقرأها ، فقد بدأ ببكاء العظماء وعلى رأسهم الإمبراطور الفرنسى نابليون بونابرت وعاش معه لحظات ضعفه وتقهقره وانهيار معنوياته عندما علم أن محبوبته جوزفين تخونه وكيف أنه فعل لها كل ما تتطلبه وأكثر لدرجة أنه شرب الخمر مسكوبا فى حذائها ليرضيها، ويظهر لها مدى حبه وانصياعه لها.

 

ويقول المؤلف الكبير إن نابليون لم يكن يشينه أن يفعل ذلك لإرضائها وهو الامبراطور العظيم الذى تنحتى له قامات ومقامات، بل إنه كان سعيدا بها ومن أجلها، ويقول الكاتب عندما نزلت دموع نابليون لم يوقفها إلا صوت الحرب الذى وظفه الإمبراطور ليتغلب به عن خذلانه وفقد حبيبته.

وتحدث أيضا عن القائد الألمانى ادولف هتلر ذلك الرجل الذى غير معالم القارة العجوز واكتاحها من أقصاها الى أقصاها ، ذلك الرجل هزمته دموع حبيبته عندما تأكد من هزيمة جيوشه فى الحرب العالمية الثانية وقام بوضع السم بنفسه لحبيبته ويقال لابنائه أيضا حتى يجنبهم ويلات ما بعد الهزيمة، ويقول إن من نجوا فى هذا الوقت وكانوا مرافقين لهتلر وعائلته رأوه وهو يبكى وهو يشاهد حبيبته ترجوه الا يجبرها على الموت ، ويعلو صوت نحيبه وهو يؤكد لها انه يحبها ولايريد لها العذاب والتعذيب من بعده . دموع اخرى تحدث عنها الكاتب الرائع وهى دموع الابطال المخاربين فى موفقين الانتصار والهزيمة ، فقد ذكر فى كتابه الذى يحتوى على اكثر من ألفى صفحة ، تحدث عن دموع ابطال حروب عدة ذكر من بينهم دموع بطلين مصريين هما المشير الجمسى والرئيس الراحل انور السادات عندما علما بنجاح عبور القوات المصرية الى الضفة الغربية وانزال العلم الاسرائيلى ورفع العلم المصرى على الاراضى المصرية المحتلة منذ عام  النكسة المشؤم ، فى المقابل ذكر دموع موشى ديان وجولد مائير الاسرائيليين عندما تلقيا خبر هزيمة قواتهما وانهيار أكذوبة خط بارليف الذى لايقهر ، حديث طويل ودموع ذرفت هنا وهناك ، قديما وحديثا ،  توجها الكاتب القدير  بحديثه عن دموع الانبياء فأسهب فى كتابه عن دموع سيدنا يعقوب حينما حزن على فقد ابنه يوسف ومن بعده ابنيه الاخران ، اخو يوسف الشقيق الذى احتجزه يوسف بزعم انه سارق لكى يعد العدة لمواجهة اخوته وتجميعهم مرة اخرى من بعد ان نزغ الشيطان بينه و بينهم ، واخيه غير الشقيق الذى آثر البقاء حتى يعود بأخيه ويعفو ابيه عنه ، وفى المؤلف العظيم ذكر الكاتب دموع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وان كا ن قد اطلق  عليه لقب المعلم ، فقد وصفه بلين القلب عطوفا رحيما تدمع عينيه فى حالات كثيرة ولكن دموعه اهتزت  لها السماء ونزلت الملائكة لتبلغه بان الله معه وانه منتصر على اعداءه لامحالة ، ويتوقف كثيرا عند الحديث عن دموع سيدنا محمد عند وفاة ابنه ويصفها بكلمات تقشعر لها الابدان ويقارن بينها وبين شخصية الرسول الذى خاض الغزوات وتحمل الكثير من اجل نشر الاسلام  ويتساءل كيف لشخصية حربية ان يصل  بها الحزن  والهلع لتذرف الدموع وتتوجه الى الله وتقول : العين تدمع والقلب يبكى وانا لفقراك لمحزنون يا إبراهيم ولا نقول إلا  ما يرضى  الله وهو انا لله وانا اليه راجعون . 

تحدث الكاتب عن دموع الحاجة والعوز والفقر والمرض والالم وكل أنواع الدموع ولكنه توقف كثيرا ليجعلك تبكى معه عند حديثه عن دموع قهر الأبناء لآبائهم ومعاملتهم القاسية لهم وعدم قدرة الاهل على الرد على ابناءهم واحتياجهم لمعاملة افضل من أولادهم ، وقال ان من اصعب الدموع دموع قطيعة الأبناء وحرمان اهلهم منهم واشعارهم بانهم موتى وهم على قيد الحياة ، دموع كثيرة ومواقف اكثر تذرف من اجلها الدموع ليبقى الرجاء والدعاء بالسعادة وذرف دموعها دوما.