الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف: الوعي الديني والوطني الرشيد أهم ضمانات الولاء والانتماء

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن قضية الوعي الديني والوطني الرشيد أحد أهم المرتكزات لصياغة الشخصية السوية، وأحد أهم ضمانات الولاء والانتماء للوطن والحفاظ على مقدراته وكل ذرة من ثراه الندي، وفرق بين العلم والوعي، فكلاهما مطلوب، لكن العلم شيء والوعي شيء آخر، فكم من متعلم غير مثقفٍ ولا واعٍ بمفهوم الوطن وقضاياه وما يحيط به أو يحاك له انساق أو انجرَّ خلف أفكار جماعات متطرفة يدين لها بالولاء الأعمى حتى لمن هو دونه علمًا وثقافةً بمراحل ودرجات، فالمؤامرة الكبرى قد تتمثل في عدم وعينا أو غياب هذا الوعي.

الوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها

وتابع وزير الأوقاف في تصريحات له اليوم، أن الوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، الوطن معنى أبعد وأعمق من ذلك بكثير، الوطن حياة، الوطن كيان، الوطن هوية، الوطن انتماء، الوطن أمانة، الوطن شيء عظيم يسكننا ونسكنه، وقد قالوا: رجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة فقيرة أو ضعيفة، لأن الدولة القوية تحمي أبناءها وتحمي أموالهم وتوفر لهم الأمن والأمان، أما الدولة الضعيفة فلا أمن فيها لأحد لا في الداخل ولا في الخارج.

وقال وزير الأوقاف إن الوعي بالوطن يقتضي العمل على بنائه ورفعة شأنه في جميع المجالات: الاقتصادية، والفكرية، والثقافية والاجتماعية، والإنسانية، وبشتى السبل: بالعمل والإنتاج، بالجد والاجتهاد، بالدقة والإتقان، بالتكافل والتراحم، بالعلم والفكر، بالثقافة والإبداع، بنشر القيم الإيجابية، والبعد عن سائر القيم السلبية من الكذب، والخيانة، والغدر، والأذى.

وبين أن الوعي بالوطن يقتضي الإحاطة والإلمام بما يحاك له من مؤامرات تستهدف إنهاك الدولة، وإدراك أن بناء الدولة والحفاظ على أمنها وأمانها واستقرارها مطلب شرعي ووطني، فمصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، كما أن كل وطني شريف لا يملك إلا حسن الولاء والانتماء لوطنه.

وشدد وزير الأوقاف: ينبغي أن يدرك الجميع أننا في مرحلة فارقة من تاريخنا سواء على مستوى الوطن، أم مستوى الأمة، أم مستوى المنطقة، وهذا يستدعي من جميع الوطنيين الشرفاء إيثار المصلحة العامة على جميع المصالح الضيقة ، وأن نعمل جميعًا على كشف الخونة والعملاء الذين نعد كشفهم على حقيقتهم واجبًا وطنيًّا .

كما أن على كل واحد منا أن يبدأ بنفسه من خلال مسئوليته المجتمعية أو المؤسسية أو كليهما في أداء واجبه تجاه الحفاظ على الدولة وكيانها وبنائها المتماسك حتى لا نصير جميعًا إلى فوضى لا تبقي ولا تذر.

وأكد وزير الأوقاف على عدة أمور هامة أولها: ضرورة التصدي وبحسم لدعاة الفوضى والهدم والتخريب، فديننا دين البناء لا الهدم، والإصلاح لا الفساد ولا الإفساد، حيث يحذر ديننا الحنيف من كل أنواع الفساد والإفساد، يقول الحق سبحانه: "‌وَمِنَ ‌النَّاسِ ‌مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ".

ثانيًا: الحذر من الشائعات وبث دعاوى الإفك والبهتان، بالتحري والتثبت كما أمرنا ديننا الحنيف، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ ‌فَاسِقٌ ‌بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، ويقول سبحانه: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ".

ثالثًا: بذل أقصى الجهد في نشر الوعي الرشيد المستنير كل في مجاله وميدانه، سواء الوعي الديني أم الوطني أم الثقافي، ونتعاون جميعًا في جعل هذا الوعي ثقافة مجتمع لندحض به كل أكاذيب وأراجيف أهل الشر.