الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل قمة المناخ بساعات.. إعلان النوايا المشتركة المصري الألماني لإنقاذ برلين من الشتاء

اتفاق النوايا المشتركة
اتفاق النوايا المشتركة بين مصر وألمانيا

وقعت مصر وألمانيا أمس الجمعة، على إعلان النوايا المشتركة للتعاون في مجالات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين الأخضر، بهدف المساهمة في تأمين إمدادات الطاقة النظيفة وتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التغيرات المناخية.

ووفقا لبيان وزارة البترول والثروة المعدنية أمس، فقد شارك في التوقيع على إعلاني النوايا من الجانب المصري كلا من المهندس طارق الملا، وزير البترول، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي ومن الجانب الألماني عبر الفيديو كونفرانس الدكتور روبرت هابيك الوزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني، ويوخين فلاسبارت، وكيل وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية بحضور السفير خالد جلال سفير مصر بألمانيا و السفير فرانك هارتمان سفير ألمانيا بالقاهرة.

اتفاق النوايا المشتركة بين مصر وألمانيا

جاءت هذه الاتفاقية كـ تكليلا للجهود المبذولة بين مصر وألمانيا للتعاون في مجالات الطاقة، ولعل آخرها كانت لقاء الرئيس السيسي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، في يوليو 2022، وقد شهد عدة موضوعات هامة على طاولة المفاوضات، أهمها قضايا الطاقة، والتعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث أنّ مصر لديها موارد كثيرة تتيح إنتاجه، ورغبة برلين في إقامة شراكة طويلة الأمد مع القاهرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر.

المهندس طارق الملا، وزير البترول، أكد أإن توقيع إعلان النوايا المشترك بشأن الغاز الطبيعي المسال، يهدف لدعم التعاون على صعيد القطاع الحكومي والخاص بين مصر وألمانيا في مجال تجارة الطاقة بالتوازي مع تحقيق التزامات اتفاقية باريس للمناخ، مشيرا إلى أهمية إعلان النوايا الموقع مع ألمانيا في مجال الهيدروجين الأخضر للاستفادة من خبراتها والتكنولوجيا المتطورة، وأهمية الاتفاقات في دعم العلاقات الثنائية والتعاون مع القطاع الخاص في مجال الغاز الطبيعي والهيدروجين الأخضر وأنهما يعكسان توافق الدولتين لتحقيق الهدف المشترك لخلق بيئة مناسبة لتحقيق التنمية المستدامة.

يوم خفض الكربون لأول مرة

وأوضح الملا أن الاتفاق يأتي، قبل ساعات قليلة من افتتاح قمة المناخ COP27 في شرم الشيخ والتي تشهد لأول مرة إدراج يوم خفض الكربون كجزء من الموضوعات الأساسية للمؤتمر لإلقاء الضوء على الجهود و قصص النجاح المحلية والإقليمية والعالمية في خفض الكربون في قطاع البترول والغاز.

وتابع الملا أن يوم خفض الكربون المقرر عقده 11 نوفمبر الجاري سيكون فرصة للمناقشة والتنسيق حول سبل التمويل والتكنولوجيات لتوفير موارد الغاز بطرق أكثر مسئولية وصديقة للبيئة وبأقل التأثيرات على المناخ.

مصلحة كبرى للصادرات المصرية

في هذا الصدد قال الدكتور عبد النبي عبد المطلب ، خبير الاقتصاد الدولي ووكيل وزارة التجارة والصناعة للبحوث الاقتصادية، إن الاتفاق بين ألمانيا ومصر ليس جديداً فهو جزء من اتفاقيات تصدير الغاز من مصر إلى أوروبا وهذه الاتفاقية منفصلة بين مصر وألمانيا ومن المعروف أن أوروبا من أكثر المتضررين من رفع أسعار الغاز بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وأيضاً ضعف إمدادات الغاز وخوفهم من برودة الشتاء كان له تأثير كبير، ومن هنا بدأت الحكومة الألمانية في البحث عن وسائل متعددة لتأمين وصول الغاز والنفط والوقود إليها.

وأضاف عبد المطلب، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الاتفاق بين ألمانيا ومصر يمثل مصلحة كبرى للصادرات المصرية ويدعم هدف الحكومة المصرية بزيادة الاستثمارات في مجال الهيدروجين الأخضر على وجه الخصوص خاصة أن مصر لديها وفرة من الغاز وكان لديها نية عن إنتاج ما يسمى بالهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي.

الهيدروجين الأخضر هو المستقبل

وأضاف خبير الاقتصاد الدولي، أن النقلة الجديدة هو التوجه لإنتاج الهيدروجين الأخضر مشيراً إلى أنه أكثر نقاء وأكثر صداقة للبيئة، ويعتقد البعض أنه المستقبل وبالتالي هذا الاتفاق يدعم توجه مصر لتصنيع الهيدروجين الأخضر ويوفر طلب عالمي على هذا المنتج مما يساعد على زيادة الإنتاج المصري وزيادات صادرات مصر من الوقود وتوطيد العلاقات بين مصر وأوروبا على وجه عام وبين مصر وألمانيا على وجه خاص ويزيد من الاستثمارات الأوروبية القادمة إلى مصر بشكل عام والألمانية بشكل خاص، وهذا سيؤدي لزيادة فرص العمل في مصر.

واختتم أن الاتفاق يساعد إمداد مصر بالتكنولوجيا الألمانية خاصة أن ألمانيا متطورة تكنولوجياً وأيضا مناخ مصر يساعد على إنتاج هذا النوع من الوقود بسهولة ويسر وبتكاليف اقل أيضا.

من جانبه كان فرانك ووترز، رئيس تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أوضح خلال تصريحات صحفية سابقة، أن أوروبا في حاجة إلى إعادة تنظيم علاقاتها مع جيرانها، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيجب أن نعمل معًا لأن عالم الطاقة الجديد سيكون أكثر إقليميًا وتنافسية، مؤكدا أن الهيدروجين عنصر حاسم في اقتصاد المستقبل الصديق للمناخ، مشيراً إلى أن مبادرة ألمانيا لاستيراد الهيدروجين H2 Global، هي أداة يمكن استخدامها في خلق سوق الهيدروجين ومشتقاته، والتي يمكن أن تؤدي إلى تنوع واسع لمصادر الطاقة.