الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مرنبيتاح .. الملك العجوز

هند عصام
هند عصام

" انت يا ملك كيميت القادم
اعرف انك ورثت عن أجدادك مملكة عظيمة
لا تغيب عنها الشمس أبداً
فهي أرض الإله المقدسة
التي جعلها نوراً للعالم
ولا يرضي الإله ان تموت أرضه أبداَ
حافظ عليها من أعدائها
كما حافظ عليها أجدادك من قبل "
مصر .......أرض لا تموت
وشعب ...لا يندثر
هذه كانت وصية الملك رمسيس الثانى رفيق أحلامى لولده وولى عهده الملك مرنبتاح  انتظرتك كثيراً يا مرنبتاح كى تأتى لي في منامي مثلما فعل أباك ولن تأتي أو تأتي لي فى زيارة منزلية مثل شقيقتك ميريت آمون ولن تأيتى أيضا فهل تكن لي عداوة مثل زوجة أبيك الملكة نفرتاري أم هناك شىء أخر منعك من المجيء على كل الأحوال حان الوقت لكى أتحدث عنك وكل ما أريد معرفته منك هو هل  ستعمل  بوصية أباك الملك رمسيس الثاني أم لا ؟ فأنا أقول أنك خير خلف لخير أسلاف فعندما  يكون الأب هو الملك العظيم رمسيس الثانى والجد  الملك سيتى الأول المحارب العظيم، وجده الأعلى الملك رمسيس الأول فمن المؤكد أن يكون الأبن عظيم مثل أسلافه ويعلم جيداً مسؤلية أن مصر أرض لا تموت وشعب لا يندثر . 

مرنبتاح الملك المحارب أو الملك العجوز كما يطلقون عليه كان رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة حكم خلال القرن 13 قبل الميلاد هو الابن الثالث عشر  للملك رمسيس الثانى من زوجته الثانية إيزيس نوفرت، تزوج من الملكة إست نفرت الثانية وأنجب ستى الثانى وتوسرت وآمون مسس، توفى جميع إخوته الأكبر منه فى حياة والدهم، وكان مرنبتاح متقدمًا فى السن عندما تولى الحكم، و استمرت مدة حكم مرنبتاح عشر سنوات من عام 1213 ق.م إلى عام 1203 ق.م. 
كان عُمر مرنبتاح عندما تولى الحُكم أكثر من ستين عامًا، ويقول البعض أنه شارك أباه الملك رمسيس الثانى الحكم خلال حياته  واستفادة كثيراً  من خبرته فى إدارة الدولة وكان قادراً  على تحمل  المسؤلية الجسيمة الذى تركها له رمسيس الثاني، وهى الحفاظ على حدود الإمبراطورية التى شهدت اضطرابات على الجبهتين الشرقية والغربية، ورغم كبر سنه نجح فى فرض سيطرته وهزيمة أعدائه،  وقام مرنبتاح بعدة حملات عسكرية خلال فترة حكمه. 

ففى العام الخامس من حكمه قام بحملة على الليبيين لمساعدتهم شعوب البحر على غزو مصر من الغرب وانتصر عليهم وسجّل ذلك على (لوحة الانتصار) وهي لوحة تذكارية للملك مرنبتاح الذي حكم مصر بين (1213 - 1203 قبل الميلاد)، منقوشة على لوح سميك من حجر الجرانيت، وتذكر اللوحة انتصار الملك أمنحتب الثالث على الليبيين وحلفائهم،  توجد على مقدمتها وعلى خلفيتها رسماً مزدوجاً يظهر فيه الإله آمون رع واقفاً في الوسط، وفي نصف الصورة إلى اليمين يقدم الملك أمينوفيس الثالث ماءً بارداً «قبحو» ونبيذ «يرب» إلى أمون رع ويتبعه الإله خنس. في نصف الصورة الآخر إلى اليسار يُرى مرنبتاح يستقبل السيف المقوس «شيبش» من أمون بينما تتحدث الأسطر الثلاثة الأخيرة عن حملة أخرى في كنعان، والتي كانت جزءا من المملكة المصرية في ذلك الوقت، وقد اكتشفها المؤرخ "فلندرز بيتري " في طيبة -الأقصر حالياً- عام 1896م .  

و كتب الملك المنتصر مرنبتاح يفتخر بالقضاء على كل الأعداء، ومن بين ما تمت كتابته على تلك اللوحة، جاء الذكر الوحيد لإسرائيل فى كل الآثار المصرية القديمة وقال :"تم القضاء على إسرائيل، واختفت بذرتها، وصارت فلسطين أرملة لمصر"، وهنا تم تصوير كتابة كقبيلة وليس كبلد له منطقة جغرافية محددة كمعظم البلاد من أعداء مصر التقليديين، وهذا ما جعل البعض يعتقد أن الملك مرنبتاح هو فرعون الخروج الذى خرج فى عهده بنو إسرائيل من أرض مصر المباركة، غير أن هذا الأمر ما يزال محل جدال بين العلماء ولم يتم حسمه بعد وإلى الآن وتوجد اللوحة الآن في المتحف المصرى كما قام بنقل العاصمة من «برمسيس» عاصمة مصر فى عهد أبيه إلى ممفيس، حيث شيد قصرًا ملكيًا بجوار معبد بتاح، وتم اكتشاف ذلك القصر فى عام 1915 م بواسطة بعثة متحف جامعة بنسلفانيا الأمريكية. حصل مرنبتاح  على معظم الأحجار التى يحتاج إليها لمنشآته من أحجار الأبنية للحكام الذين سبقوه. توفى الملك مرنبتاح و دفن  في مقبرته بوادى الملوك وهي المقبرة رقم 8 بوادى الملوك وقد نقش على الممر المنحدر بمسافة 80 متر داخل المقبرة حتى حجرة الدفن نصوص من كتاب البوابات.


واكتشفت مومياؤه في خبيئة بمقبرة أمنحتب الثانى مع ثمانية عشر مومياء أخرى عام 1898 م بواسطة فيكتور لوريت مما يدل على انها نقلت إليها، ومن فحص مومياؤه تبين انه كان يعانى من التهاب المفاصل وتصلب الشرايين في أواخر أيامه. طول المومياء 1.71 متر ويتبين من موميائه أنه كان أصلع الرأس إلا من بضع شعيرات قليلة، وملامحه قريبة من ملامح أبيه رمسيس ولكن قياسات جمجمته مشابهة لجمجمة جده سيتى الأول .